تغييرات الحياة والمشاعر.. هكذا تتكيفين معها للحفاظ على صحة نفسية متينة

يمكن أن يكون التغيير مصدراً للنمو والتطوير
يمكن أن يكون التغيير مصدراً للنمو والتطوير

كيف يتم التأقلم مع التغيير، وكيف يمكن للأفراد التكيّف معه في الحياة وإدارة المشاعر المتعلقة بذلك؟ التغيير جزء لا مفرّ منه من الحياة، ويمكن أن يأتي في أشكال عديدة؛ مثل التغييرات في العمل، الانتقال إلى مدينة جديدة، أو حتى تغييرات في العلاقات الشخصية؛ مثل الطلاق أو الزواج أو فقدان عزيز وغير ذلك.

بينما يمكن أن يكون التغيير مصدراً للنمو والتطوير، فإنه غالباً ما ترافقه مشاعر التوتر والقلق، التعامل مع هذه المشاعر والتكيّف مع التغييرات يتطلب استراتيجيات فعّالة للحفاظ على الصحة النفسية، كما تشير الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي أزنيف بولاطيان في هذا المقال.

الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي أزنيف بولاطيان

5 أنواع من التغييرات وتأثيراتها على الصحة النفسية

التغييرات الحياتية الكبرى

  1. الانتقال الجغرافي: الانتقال إلى مدينة أو دولة جديدة يمكن أن يجلب السعادة، ولكنه قد يسبّب الشعور بالانعزال والقلق بسبب الفقدان المؤقت للدعم الاجتماعي.
  2. التغييرات الوظيفية: تغيير الوظيفة أو بدء وظيفة جديدة يمكن أن يكون مرهقاً بسبب الحاجة إلى التكيّف مع بيئة عمل جديدة وزملاء جدد.

التغييرات الشخصية

  • الزواج أو الطلاق: يمكن أن تكون هذه التغييرات مليئة بالمشاعر المعقدة، بدءاً من الفرح والأمل إلى الحزن والخيبة.
  • ميلاد طفل: قد يسبب الفرح والرضا، ولكنه يأتي أيضاً بمسؤوليات جديدة وتحديات قد تؤثر على الراحة النفسية.

التغييرات الصحية

  1. التشخيص بمرض مزمن: قد يسبب القلق والاكتئاب بسبب التكيف مع نمط حياة جديد وتحديات صحية مستمرة.
  2. التعافي من المرض: بينما يمكن أن يجلب الأمل والتحسّن، إلا أنه يمكن أن يتسبّب في التوتر بسبب القلق من الانتكاسات.

التغييرات الاقتصادية

  • الفقدان المفاجئ للوظيفة: يمكن أن يؤدي إلى شعور بالعجز والإحباط، وقد يزيد من خطر الاكتئاب والقلق.
  • تحسّن الحالة المادية: على الرغم من أنه قد يجلب السعادة، إلا أنه يمكن أن يسبّب ضغطاً إضافياً لإدارة الثروة الجديدة بحكمة.

التغييرات الاجتماعية

  1. تغيير في العلاقات: فقدان أو إضافة صديق أو تغيير في الديناميكيات العائلية يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية.
  2. العزلة الاجتماعية: الانتقال إلى بيئة جديدة أو فقدان شبكة الدعم يمكن أن يزيد من مشاعر الوحدة والاكتئاب.

التأثيرات النفسية للتغيير

  1. القلق والتوتر: التغييرات الكبيرة غالباً ما تصاحبها مشاعر القلق والتوتر بسبب عدم اليقين، وعدم القدرة على التنبؤ بالمستقبل.
  2. الاكتئاب: قد يؤدي التغيير المستمر أو التغيير السلبي الكبير إلى مشاعر الحزن واليأس، والتي يمكن أن تتطوّر إلى اكتئاب إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
  3. الخوف من المجهول: الشعور بالخوف من المستقبل غير المؤكد يمكن أن يؤدي إلى تجنّب التغيير، مما يعيق النمو الشخصي والمهني.

في حال كنتِ مهتمة بالتعرّف إلى علاقة الصحة النفسية بالتكنولوجيا، تابعي الصحة النفسية والتكنولوجيا.. تعرَّفي إلى فوائدها وأَضرارها مع اختصاصية في علم النفس.

استراتيجيات التكيّف مع التغيير

  • الوعي بالمشاعر: أول خطوة في التكيّف مع التغيير هي الاعتراف بالمشاعر المصاحبة له، من المهم أن يكون الفرد صادقاً مع نفسه حول مشاعره، سواء كانت إيجابية أو سلبية.
  • التواصل والدعم الاجتماعي: الحديث مع الأصدقاء أو العائلة عن التغييرات يمكن أن يوفر الدعم العاطفي ويساعد في تقليل مشاعر العزلة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون الانضمام إلى مجموعات دعم مخصصة مفيداً.
  • التخطيط والتوقّع: تحليل المواقف المحتملة والاستعداد للتغييرات يمكن أن يقلل من القلق، رسم خطط بديلة واستراتيجيات للتعامل مع العقبات يمكن أن يجعل التغيير أقل إرهاقاً.
  • المرونة: تطوير المرونة النفسية يساعد على التكيّف مع التغيير، يشمل ذلك القدرة على قبول الأشياء التي لا يمكن تغييرها والتركيز على ما يمكن التحكّم فيه.
  • التعلّم والتطوير: استخدام التغيير كفرصة للتعلّم والنمو يمكن أن يحوّل الموقف من تهديد إلى فرصة، تطوير مهارات جديدة أو تحسين المهارات الحالية يمكن أن يساعد في التعامل مع التغييرات بفعالية أكبر.
  • ممارسة التأمل والاسترخاء: التقنيات؛ مثل التأمل، اليوغا، وتمارين التنفس يمكن أن تساعد في تقليل التوتر والقلق المرتبطين بالتغيير.
  • الحفاظ على الصحة البدنية: الصحة النفسية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحة البدنية، لذلك فممارسة الرياضة، وتناول غذاء صحي، والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم يمكن أن يساعد في تحسين القدرة على التعامل مع التغيير.

تطبيق الاستراتيجيات في الحياة اليومية

  1. التأقلم مع التغيير في العمل والتطوير المهني المستمر: استثمار الوقت في التعلّم المستمر وتطوير المهارات يمكن أن يجعل الانتقال إلى وظائف جديدة أسهل.
  2. بناء شبكة دعم: تكوين علاقات جيدة مع الزملاء يمكن أن يوفّر الدعم الاجتماعي اللازم خلال فترات التغيير.
  3. التواصل المفتوح: الحفاظ على خطوط الاتصال المفتوحة والصادقة مع الشريك يمكن أن يسهّل التكيّف مع التغييرات في العلاقة.
  4. المرونة في التفكير: تبنّي نهج مرن ومنفتح تجاه الحياة يمكن أن يساعد في التعامل مع التغييرات الشخصية بشكل أكثر إيجابية.
  5. الاهتمام بالنفس: العناية بالنفس والحفاظ على الأنشطة التي تجلب السعادة والراحة يمكن أن يساعد في التخفيف من الضغط النفسي.

إن التكيّف مع التغيير وإدارة المشاعر المرتبطة به يمثلان جزءاً حيوياً من الصحة النفسية، من خلال استراتيجيات فعّالة؛ مثل الوعي بالمشاعر، الدعم الاجتماعي، التخطيط، المرونة، والتعلّم المستمر، يمكن للأفراد تحسين قدرتهم على التكيف مع التغييرات وتحويلها إلى فرص للنمو والتطوّر.
ننصحكِ بالاطلاع إلى تأثير العلاقات الاجتماعية على صحتنا النفسية وفق علم النفس.

الخروج من منطقة الراحة Comfort Zone

الخروج من منطقة الراحة يعني تجاوز الحدود التقليدية وتجربة تجارب جديدة


الخروج من "منطقة الراحة" يعني تجاوز الحدود التقليدية وتجربة تجارب جديدة وغير مألوفة، وهو أمر يمكن أن يكون صعباً لبعض الأشخاص لعدّة أسباب، وهي:

  • الخوف من الفشل: يمكن أن يشعر الأشخاص بالقلق من عدم النجاح أو الفشل عند تجربة أشياء جديدة خارج منطقة راحتهم.
  • عدم الثقة بالنفس: قد يشعر الأشخاص بعدم الثقة بقدراتهم على التكيّف مع التحديات الجديدة خارج منطقة الراحة النفسية التي توفر شعوراً بالأمان والثبات، ولذا فإن الأشخاص قد يترددون في ترك هذه المنطقة لتجربة أشياء جديدة.
  • التحكّم في منطقة الراحة: يشعر الأشخاص بأنهم يسيطرون على كل الأمور، بينما تجربة أشياء جديدة قد تجعلهم يشعرون بفقدان السيطرة.
  • التعلّق بالروتين: قد يكون الأشخاص مرتبطين بروتين معين في حياتهم، ويجدون صعوبة في تغيير هذا الروتين.

ما هي مخاطر عدم الخروج من منطقة الراحة؟

  1. فقدان الفرص: عدم خروج الشخص من منطقة الراحة قد يعرّضه لفقدان الفرص المهمة للتطوّر الشخصي والمهني.
  2. الاحتباس الذهني: يمكن أن يؤدي الاحتباس في منطقة الراحة إلى الاستقرار الذهني وعدم النمو الشخصي.
  3. الشعور بالركود: قد يؤدي البقاء في منطقة الراحة لفترة طويلة إلى الشعور بالركود والملل من الحياة.
  4. قلة التحديات: يمكن أن يؤدي عدم التحدي إلى فقدان الحافز والإلهام في الحياة.
  5. ضياع الإمكانيات: قد يفوّت الأشخاص الفرص التي يمكن أن تُسهم في تحقيق إمكانياتهم الكاملة بسبب البقاء في منطقة الراحة.

لكن تشير الاختصاصية أزنيف بولاطيان في ختام حديثها إلى أنه وعلى الرغم من أن منطقة الراحة توفّر شعوراً بالأمان، إلا أن الخروج منها يمكن أن يكون مفتاحاً للنمو الشخصي والمهني، الاستعداد لتحمّل المخاطر وتجربة أشياء جديدة يمكن أن يفتح أبواباً جديدة ويوسّع آفاق الفرد، على الرغم من أنه قد يكون صعباً في البداية.

في حال كان أحد أفراد أسرتكِ يعاني من الخرف، من المفيد أن تكتشفي ما هو: طعام ذهبي يقلل من فرص الإصابة بالخرف.. دراسة تؤكد.

*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.