مع صخب الحياة وتسارع المهام اليومية قد يشعر الجسم بالتعب بينما العقل يتجاهل هذا الشعور، حتى تُستَنفذ طاقة الشخص وينتهي الأمر بمشاكل صحية متلاحقة.
بحسب المتخصصين، فإن الجسم يرسل إشارات إلى صاحبه عندما توشك طاقته على النفاد؛ ليبلغ بطريقته الخاصة عن حاجته للراحة، في حين أن تجاهل هذه المؤشرات لا يمر مرور الكرام؛ إذ يمكن أن يؤدي إلى تدهور الصحة الجسدية والنفسية على حدٍّ سواء. لذلك؛ من الضروري التنبه للعلامات التحذيرية التي تشير إلى أن الجسم بحاجة ماسة للراحة.
إعداد: إيمان محمد
علامات تحذيرية يرسلها الجسم عند التعب
عندما يشعر الجسم بالتعب والحاجة إلى الراحة، فإنه يعبِّر عن ذلك في صورة علامات تحذيرية حددها الأطباء في ما يلي:
التعب المزمن رغم النوم الكافي
من أبرز العلامات التي تؤكد أن الجسم بحاجة للراحة هو الشعور الدائم بالإرهاق، حتى بعد الحصول على ساعات نوم كافية. تشير “Cleveland Clinic” إلى أن التعب غير المبرر، الذي لا يُعالج بالنوم، قد يكون نتيجة للإجهاد البدني أو النفسي المزمن. في هذه الحالة، لا يكون النوم وحده كافياً، بل يحتاج الجسم إلى استراحة فعلية من التوتر والإرهاق الذهني.
ضعف التركيز والانتباه

يُعَدُّ تراجع القدرة على التركيز وصعوبة أداء المهام الذهنية البسيطة مؤشراً مهماً على الحاجة إلى الراحة. ووفقاً لتقرير نُشر في “Healthline”، فإن الدماغ البشري يفقد كفاءته في التفكير واتخاذ القرار عندما يتعرض للضغط لفترات طويلة من دون فترات راحة كافية. ويظهر ذلك جلياً في تكرار النسيان، وضعف الأداء المهني أو الدراسي، وزيادة الأخطاء في الأعمال اليومية.
تغييرات في الشهية أو اضطرابات الأكل
عندما يُجهَد الجسم نفسياً أو جسدياً، تتأثر الشهية بشكل كبير، إما بزيادتها المفرطة كرد فعل تعويضي، أو بفقدانها التام. ويوضح الأطباء أن الجسم يُطلق هرمونات مرتبطة بالتوتر مثل الكورتيزول، التي قد تؤثر في مراكز الجوع في الدماغ؛ ما يؤدي إلى اضطراب الشهية. عند ملاحظة تغييرات غير معتادة في نمط الطعام، فقد تكون هذه طريقة الجسم في الإشارة إلى أنه بحاجة إلى التوازن والراحة.
اقرئي أيضاً: ما فوائد وأضرار ربط الرأس عند الصداع؟
تقلبات مزاجية متكررة
قد يلاحظ الشخص تقلبات مزاجية واضحة، حيث يصبح أكثر حساسية أو سريع الغضب أمام أمور بسيطة، وبحسب الموقع السابق ذكره، فإن الأطباء ربطوا بين الشعور بالتعب والحالة المزاجية، وإن عدم الحصول على الراحة الكافية قد يؤدي إلى اختلالات مزاجية تتراوح بين القلق والاكتئاب والعصبية الزائدة. الراحة هنا لا تعني النوم فقط، بل أيضاً تخصيص وقت لنشاطات هادئة، مثل التأمل أو قضاء وقت في الطبيعة، لإعادة ضبط الحالة النفسية.
اضطرابات النوم
أحياناً يرتبط التعب والمجهود الزائد بالأرق، فيصبح الجسم غير قادر على الاستغراق في النوم، ويعود ذلك إلى أن الإرهاق المفرط والتوتر يمنعان الجسم من الدخول في مراحل النوم العميقة. في هذه الحالة، يحتاج الجسم إلى التهدئة والاسترخاء يومياً قبل موعد النوم، وليس فقط انتظار لحظة الخلود التلقائي إلى النوم.
ضعف جهاز المناعة
إذا أصبح الشخص عرضة للعدوى بشكل متكرر، مثل نزلات البرد المتكررة أو التهابات الحلق؛ فقد يكون السبب أن الجسم مرهق ويحتاج إلى راحة. يحذر الأطباء من أن الإرهاق لمدة طويلة يقلل من قدرة الجهاز المناعي على مواجهة الفيروسات والعدوى؛ لأن الجسم، في حال الإجهاد المستمر، يقلل من إنتاج الخلايا المناعية ويزيد من الالتهاب الداخلي.
آلام العضلات أو صداع متكرر
يشعر الشخص أحياناً بعلامات غير مبررة أو ليس لها سبب واضح، مثل آلام العضلات والرقبة والصداع؛ فجميعها علامات واضحة على أن الجسم قد استُنزف. وتؤكد الدراسات أن الإرهاق البدني وعدم إعطاء الجسم الوقت الكافي للتعافي بعد مجهود؛ قد يؤدي إلى تراكم التوتر العضلي والشعور الدائم بالألم. كذلك، فإن التوتر النفسي قد يظهر على شكل أعراض جسدية مثل: صداع التوتر أو الصداع النصفي.
عدم الاستمتاع بالأشياء التي كانت محببة
عند ملاحظة تراجع في الرغبة بممارسة الأنشطة المحببة؛ فهذه علامة على الإنهاك العقلي أو العاطفي، الذي يستدعي وقفة لمراجعة أسلوب الحياة. وهذا العارض تحديداً قد يكون من أوائل أعراض الإرهاق النفسي الذي يسبق الاكتئاب في بعض الحالات.
متى يجب أخذ قسط من الراحة؟
إذا لاحظت تكرار هذه المؤشرات؛ فهذه ليست مجرد مصادفات أو حالة عابرة، بل نداءات داخلية يطلقها الجسم ليحافظ على توازنه. من المهم في هذه الحالة:
- تقليل ساعات العمل الإضافية.
- تخصيص وقت للراحة والاسترخاء يومياً.
- ممارسة تمارين التنفس أو التأمل.
- إعادة تقييم أولوياتك اليومية.
- تغيير العادات الغذائية إلى الأفضل.
- توفير بيئة هادئة وملائمة لنوم عميق وهادئ.
- إعادة النظر في الدوائر الاجتماعية وتقييمها.
الجسم يحتاج إلى الراحة وشحن الطاقة، وإلا فقد يتوقف عن العمل؛ لذلك يجب الانتباه للعلامات التحذيرية السابقة، حتى لا نجد أنفسنا في مرحلة الإنهاك الكامل. الاستجابة المبكرة لاحتياجات الجسم، بالراحة والتوازن، ليست ترفاً، بل ضرورة للحفاظ على الأداء الجسدي والعقلي والنفسي على المدى الطويل.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.