درجة حرارة الغرفة التي تنامين فيها لا تؤثر في جودة النوم فحسب، بل قد يكون لها تأثير كبير ومباشر في حالتك الصحية. وإذا ما اختصرنا الحديث عن درجات الحرارة الباردة، فإن تأثير البرودة قد يكون له نتائج إيجابية أو سلبية.
تشير الأبحاث إلى أن هناك جوانب صحية في النوم بغرفة درجة حرارتها منخفضة، لكن المبالغة في البرودة قد تأتي بنتيجة عكسية. ولمزيد من التوضيح يمكنكم الإطلاع على الفوائد والمخاطر، فضلاً على كيفية التعامل مع الأمر للحصول على نوم هانئ وصحي.
إعداد: إيمان محمد
فوائد النوم في غرفة باردة
يشير موقع Health إلى مجموعة من الفوائد التي تم إثباتها علمياً، والتي تتحقق حال النوم في غرفة باردة، ومنها:
تحسين جودة النوم
عند النوم في درجة حرارة باردة، حوالي 18–20 درجة مئوية، فإن هذه البرودة تؤثر في المركز الحراري للجسم؛ ما يساهم في إفراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد على الدخول في النوم بشكل أسرع والبقاء نائماً لفترات أطول.
الدخول في النوم سريعاً

مرحلة ما قبل النوم قد تكون مزعجة للبعض إن طالت، ولكن النوم في غرفة باردة ينبه الجسم بالإشارة اللازمة لبدء دورة النوم؛ لأن انخفاض درجات الحرارة بشكل عام يحفز الشعور بالنعاس، من ثَم يغفو الشخص سريعاً ويخلد إلى النوم، على عكس النوم في غرفة ذات درجة حرارة مرتفعة.
الحد من التعرق الليلي
بعض النساء اللواتي يعانين من التعرق الليلي مع الهبات الساخنة المصاحبة لسن انقطاع الطمث، سوف يشعرن براحة أكبر ورغبة في النوم.
تحسين الأيض
ربما تتفاجئين بهذه الفائدة، لكن الحقيقة التي ذكرها Verywell Health هي أن النوم في برودة معتدلة تجعل الجسم ينشِّط الدهون البنية التي تساعد في حرق سعرات حرارية أكثر حتى في أثناء الراحة؛ ما قد يحسن حساسية الأنسولين ويقلل خطر بعض الأمراض المرتبطة بالوزن مثل السكري.
إبطاء الشيخوخة
الميلاتونين هو هرمون يؤثر في النوم، لكنه أيضاً مضاد للأكسدة، ولأن النوم في درجة حرارة باردة يساعد على إفراز هذا الهرمون؛ فمن هذا المنظور قد تكون درجات الحرارة المنخفضة طريقة تساعد في الحماية من بعض الأضرار الخلوية الناتجة عن الجذور الحرة.
النوم الجيد هو أفضل طريقة لمزاج متوازن طيلة اليوم التالي، أيضاً هو السبيل لتجدد النشاط والطاقة؛ لذلك يُلاحظ أن الذين ينامون في درجة حرارة منخفضة نسبياً يتمتعون بطاقة أكبر.
مخاطر النوم في غرفة باردة جداً
صحيح أن الفوائد السابق ذكرها مؤكدة علمياً، غير أن ثَمة مخاطر قد يتعرض لها الجسم حال المبالغة في خفض درجات حرارة الغرفة. ويمكن تحديد هذه الأضرار والمخاطر في التالي:
اضطراب دورات النوم
في حالة تبريد الحجرة أكثر من قدرة الجسم على ضبط الحرارة، فقد يتسبب ذلك في تقطع النوم أو الاستيقاظ المتكرر، وذلك لأن الشعور بالبرد ينشط الجهاز العصبي، ومن ثَم تقل معدلات الراحة.
اقرئي أيضاً: أبرز الفواكه المضادة للأكسدة ودورها في مكافحة الشيخوخة وفق طبيبة
مشاكل التنفس والحساسية
الهواء البارد جداً قد يزعج الممرات التنفسية، خاصة لدى الأشخاص المصابين بالربو أو أمراض الرئة "مثل داء الانسداد الرئوي المزمن COPD". هذا يسبب السعال أو الشعور بضيق التنفس.
انخفاض حرارة الجسم
إذا تم تبريد الحجرة مع عدم استعمال بطانيات كافية لتدفئة الجسم؛ ففي هذه الحالة تتعرض درجة حرارة الجسم للانخفاض الشديد، ما يؤدي إلى مخاطر صحية خطيرة، خاصة لكبار السن أو الأطفال أو للذين يعانون من الأمراض المزمنة.
ضعف المناعة
على الرغم من أن التعرض لدرجات حرارة أقل قد يساعد في بعض الوظائف المناعية؛ فإن التعرض للبرد المفرط يمكن أن يضع ضغطاً على الجسم، خصوصاً إذا ترافق ذلك مع جفاف "نقص الرطوبة"؛ ما قد يزيد من فرص الإصابة بالعدوى التنفسية.
ما درجة الحرارة المثالية للنوم في الغرفة الباردة؟
يشير الخبراء إلى أن أفضل درجة حرارة لغرفة النوم ليلاً يكون تقريباً بين 16 و20 درجة مئوية.
هذه الدرجة تسمح بالاستفادة من الفوائد السابق ذكرها، وتجنُّب الأضرار. لكن تختلف الأفضلية حسب: الفرد، العزل الحراري لغرفته، الملابس، البطانيات، العادات الشخصية.
نصائح لنوم هانئ
إليكِ بعض الخطوات العملية؛ حتى تستفيدي من النوم في غرفة باردة وتتفادي الأضرار:
- استخدمي بطانيات مناسبة تسمح بالتنفس وعدم التعرق الزائد.
- ارتدي ملابس نوم دافئة، لكن ليست ثقيلة جداً واستخدمي جوارب خفيفة يمكن تساعدك إذا كانت قدماك باردتين.
- تأكدي من أن الغرفة ليست رطبة جداً؛ لأن الرطوبة تفاقم الشعور بالبرد وقد تؤثر في الجهاز التنفسي.
- عدِّلي درجة الحرارة حسب الحاجة، وليلاً يمكن فتح النوافذ قليلاً للحصول على الهواء الطبيعي.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.