خرافات المولود من أنواع القماش

اختلفت طريقة تعامل المرأة العربية مع أنواع القماش على مر التاريخ، وذلك لأن الوضع الاقتصادي كان يحكم تصرفاتها بالنسبة لبقايا القماش التي غالباً ما كانت تخيط ملابسها وملابس أطفالها بيدها، وتحتفظ بما تبقى من قماش، والقماش المتبقَّى له حكاية مع الخرافات، التي لا زالت متداولة حتى وقتنا الحالي للأسف، ومن هذه الطرق التي اتبعتها الأمهات بالنسبة لبقايا القماش كالتالي:


- القطن: تحزيم المولود من منطقة أسفل ذراعيه، وبشكل يلف منطقة صدره وقفصه الصدري، ولف الرباط الذي يجب أن يكون من القطن عدة مرات حول هذه المنطقة بما يسمى "التحزيم".


- الصوف: تحتفظ الأم ببقايا خيوط الصوف بعد انتهائها من شغل الإبرة؛ لربط معصم الطفل بخيط من الصوف الخالص في حال وقوعه أثناء اللعب، وإصابته برضوض، وتعرض المعصم لما يسمى "الفك"، ويربط المعصم بالخيط الصوفي لعدة أيام.


- الشاش: تحتفظ الأم بقطعة شاش نظيفة في البيت، وتضع بها بعض السكر الفضي"سكر النبات" المطحون، وبعض الأعشاب المطحونة مثل الكمون والينسون، وتربطها وتضعها في فم الرضيع على الدوام؛ لكي يمصها المولود في حال انشغال الأم بأعمال البيت، وللقضاء على مغص الرضيع.


- الخيش: تستخدم الأم بقايا الخيش المستخدم في أكياس الطعام مثلاً في تعقيم مكان المسمار، أو قطعة الحديد الصدئة إذا ما تعثر بها طفلها، وغرزت في باطن قدمه مثلاً، وهذا ما يعرف بالتعطيب.


الدكتورة شيماء يوسف حمودة أشارت إلى أخطاء الأمهات بخصوص استخدام بقايا القماش المتنوعة؛ لعلاج طفلها كالتالي:
- تحزيم المولوديعتبر خطأ؛ لأنه يعيق تنفسه، ويضيق مجراه ويسبب ارتفاع حرارة جسمه؛ لأن القطن يحتفظ بالحرارة مع باقي الملابس؛ مما يسبب الخطر له.
- الصوف في ربط معصم أو رسغ المولود قد يفيد أحياناً، وليس دائماً في حال عدم حدوث كسر وتصوير المكان بالأشعة السينية؛ لأن الصوف يعمل على تنشيط الدورة الدموية في تلك المنطقة، وبالتالي يتوارد الدم للمفصل المربوط بخيط الصوف؛ مما يؤدي إلى شفائه وذلك لأن الصوف الطبيعي مغطى بطبقة شمعية تعرف باللانولين تعمل على الحد من الألم؛ أي مادة مسكنة فهي طريقة مجدية في حال الرضوض فقط وليس الكسور.
- الشاش يعتبر طريقة خاطئة؛ لأنه يكون غير طبي، ويسبب التلوث وقد تنزلق قطعة الشاش في فم المولود، وتسبب له الاختناق والسكر الفضي أو سكر النبات يزيد من مغص الرضيع، ويجعله يعزف ويرفض لبن الأم.
- الخيش والتعطيب طريقة قديمة لتعقيم المكان أو الجرح، ولكنها مؤلمة ولا يعني ذلك عدم التأكد من حصول المولود على تطعيم التيتانوس "التسمم" خلال جدول تطعيمه، وفي حال تعرض الطفل لغرس مسمار صدئ في باطن قدمه يجب أن يتم إخراج المسمار، وتنظيف المكان وتقديم المضاد الحيوي المناسب لمنع الالتهاب.