سرطان البنكرياس: الإصابة الحديثة بـ السكري قد تشي بالمرض !

كل ما تودون معرفته حول سرطان البنكرياس
البروفسور جورج شاهين
2 صور

سرطان البنكرياس يبدأ في أنسجة البنكرياس- وهو عضو يقع أفقيًّا داخل المعدة، وتحديدًا خلف الجزء السفلي منها، ويُعرف عنه أهميته لعملية الهضم ولتنظيم مستوى السكر في الدم- ثمَّ ينتشر إلى الأعضاء المجاورة إذا ما بقي من دون علاج.
"سيدتي" التقت البروفسور جورج شاهين في مستشفى "أوتيل ديو دو فرانس" في بيروت، وحاورته حول أحدث المستجدات في ما يتصل بسرطان البنكرياس.


*ما هي أعراض سرطان البنكرياس؟
-مرض السكري هو أحد أعراض سرطان البنكرياس، خصوصًا إذا ما كان مصحوبًا بخسارة غير مبررة للوزن، أو اليرقان (الذي يتمظهر باللون الأصفر للجلد) أو الشعور بألم يبدأ في الجزء العلوي من البطن ويلتف إلى الظهر.
وفي الغالب، لا تظهر علامات وأعراض سرطان البنكرياس إلا إذا كان المرض قد تخطى المرحلة الأولى، وهي تشمل بالإضافة إلى الأعراض التي ذكرناها سابقًا:
الاكتئاب.
• الإصابة الحديثة بالسكري.
• تجلّط الدم.
الإرهاق الشديد.

 



*لماذا ليس متداولًا أن يتم إجراء صورة للبنكرياس حين ظهور مرض السكري لدى المريض؟
-البنكرياس مسؤول عن إفراز هرمون الأنسولين الذي ينظّم مستوى السكر في الدم. وأحيانًا تظهر مشاكل في مستويات السكري، فمن جملة الأمور التي يجب البحث عنها، هي ورم في البنكرياس.
لكن، لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع مرض السكري، قد لا يطلب طبيبهم، حين الإصابة، إجراء صور للبنكرياس، لأنها مسألة ثانوية وليست أساسية.

*يُقال إنّ السكري والتدخين وعدم اتّباع نظام غذائي صحي، عوامل إذا ما اجتمعت تسبب سرطان البنكرياس. هل هذا مؤكد؟
-تبقى هذه الأمور مجرد احتمالات، لأنه ليس بإمكاننا القول، في الوقت الحاضر، بأنَّ سرطان البنكرياس سببه هذه العوامل أو سواها.
لكن، وممّا لا شك فيه، أنّ التدخين يرفع خطر الإصابة بالسرطانات عمومًا، كذلك الأنظمة الغذائية غير الصحية.

*ما هي أحدث علاجات سرطان البنكرياس؟ وهل بروتوكول العلاج موحّد عالميًّا وفقًا لمرحلة المرض؟
-نقطة مهمة يجب الإضاءة عليها، حيث إنَّ كل مشكلة متصلة بالأورام السرطانية لها أسس محددة للعلاج (بروتوكول). في حين يبقى الفارق في العلاج هو أجهزة المستشفى المتطورة، والطاقم الطبي المتحد لتحديد العلاج الأمثل للمريض(اختصاصي الأورام، واختصاصي الأشعة، واختصاصي الجراحة..).

وتجدر الإشارة إلى وجود نوعين من سرطان البنكرياس:
_ الأكثر خطورة وهو ما يطلق عليه Adenocarcinome .
_ الأقل خطورة والأكثر استجابة للعلاج، وهو ما يطلق عليهPancreatic Neuroendocrine Tumor (PNET) .

لكن، العلاجات يجب أن تكون مبرمجة وفقًا للبروتوكول الخاص بكل مرحلة من مراحل المرض، وهي:
_ المرحلة الأولى من سرطان البنكرياس الذي تمَّ اكتشافه عن طريق الصدفة، حيث يكون الورم لم يزل في موضعه وغير ممتد إلى أعضاء أخرى أساسية مجاورة، مثل الشرايين وسواها. وفي هذه المرحلة يمكن إزالة الورم جراحيًّا. وهذه الجراحة آمنة، عكس ما يعتقد البعض بأنَّ الجراحة تجعل الورم ينتشر في الجسم.
_ المرحلة الثانية من المرض: يمكن للجراح المختص أن يعطي رأيه بإمكان الجراحة من عدمها في هذه المرحلة.
_ المرحلة الثالثة: يكون الورم قد تقدم موضعيًّا لكنه غير منتشرLocaly advanced non metastatic ، أي يكون قد التقط بعض الشرايين المحيطة أو الغدد اللمفاوية، لكنه لم ينتقل إلى الرئة أو الكبد على سبيل المثال.
هذه المرحلة يحتاج المريض إلى علاج كيميائي في البداية، ويوجد برنامجان مهمّان يتم اختيار أحدهما وفقًا لسن المريض، بحيث لا يمكن إعطاء العلاج القوي لمريض في الـ65 وما فوق من عمره، أو لمريض يعاني مشاكل صحية معينة.
ومع هذا العلاج الكيميائي نأمل في عودة المرض (بنسبة 30 بالمئة) إلى مرحلة العمل الجراحي، والهدف بالطبع منح المريض نسبة أعلى من الشفاء.
_ المرحلة الرابعة من المرض، حيث يكون الورم قد انتشر وطال أعضاء أخرى في الجسم Metastatic . في هذه المرحلة لا يمكن التحدث عن شفاء، بل عن تحسين نوعية حياة المريض.
البرامج الأساسية التي يمكن اعتمادها في هذه الحالة، هي: Folfirinox و Gemzar/Abraxane .



*هل من بدائل للعلاج الكيميائي في حالة سرطان البنكرياس؟
-تنشط الدراسات إلى إيجاد بدائل للعلاج الكيميائي، على سبيل المثال العلاج المناعي الذي يحقق نتائج في علاج سرطان الرئة والجلد وبعض السرطانات الأخرى.
لكن في حالة سرطان البنكرياس لم يزل العلاج الكيميائي هو المعتمد.

*هل يساعد الطب البديل في تسريع عملية شفاء مريض السرطان بالتزامن مع العلاج الكيميائي؟
-إذا كان المقصود من الطب البديل، العناصر الغذائية الغنية بمضادات الأكسدة التي تعمل على تنظيف الجسم من السموم، فلا مانع من تناولها. في ما عدا ذلك، يمكن تصنيفه بـ "الشعوذات" التي يمارسها البعض والذين يعدون المرضى بأنّ لديهم الدواء الشافي للسرطان، ما يسيء إلى حالة المريض.
نحن كأطباء نشجع المريض على الرياضة، كما نشجعه على ممارسة اليوغا وسماع الموسيقى التي تحسّن من حالته النفسية، وتُعتبر علاجات داعمة.

*مع العلاجات الحديثة، هل يمكن القول بأنّ مرضى سرطان البنكرياس صار بإمكانهم العيش مدة أطول؟
العام الفائت أجرينا دراسة علمية عن الفارق بين الماضي والحاضر في العلاجات، وفي أحوال المرضى، أظهرت النتائج إمكان أن يعيش المريض بين 12- 18 شهرًا إذا كان المرض منتشرًا، بينما كنا نتحدث عن أشهر قليلة في الماضي. فيما يمكن أن يعيش 5 سنوات إضافية إذا كان المرض من النوع الأقل خطورة.