الكركم هو أحد الترندات الصحية التي ظهرت في الأعوام الأخيرة ولاقت إقبالاً بالغاً. وبحسب تجارب حقيقية، فإن الكركم يساعد على تقليل آلام المفاصل بفضل خصائصه المضادة للالتهابات، كما أنه ارتبط بعدة فوائد أخرى.
ولكن لأن الحديث على السوشيال ميديا بات غير موثوق، التقت "سيّدتي" السيدة أمل، 48 عامًا، لتحدثنا عن تجربتها مع الكركم على الريق وهل حقاً يستحق كل هذا الصخب؟!.
إعداد: إيمان محمد
تجربة "أمل" مع الكركم على الريق
تقول أمل أنها اتجهت لترند الكركم في الأساس بسبب ما كانت تشعر به من ثقل في الهضم وآلام متفرقة في الركبة بعد الجلوس لفترات طويلة أمام الكمبيوتر، كما أن شعور الإجهاد والتعب كان يلازمها طوال اليوم. وأوضحت: "عند قراءتي لمصادر طبية موثوقة تحدثت عن دور الكركم، اكتشفت أنه يُدرس أساساً لدوره المحتمل في تقليل الالتهابات وتحسين بعض آلام المفاصل والهضم، ولعل أكثر ما شددت عليه المصادر، هو أن الكركم من التوابل الآمنة التي يمكن تناولها بكميات معتدلة".
كيف تتناولين الكركم؟
بحسب تجربة السيدة الأربعينية، فإنها اعتمدت وصفة بسيطة تشمل:
- نصف ملعقة صغيرة من مسحوق الكركم الطبيعي.
- كوب من الماء الدافئ.
- رشة صغيرة من الفلفل الأسود.
ويعود استخدام الفلفل الأسود وبحسب موقع Healthline يعزز فعالية الكركم، بفضل مركّب البيبيرين الموجود فيه والذي يساعد الجسم على امتصاص مادة الكركمين الفعالة في الكركم بشكل أفضل.
وهنا قالت أمل إنها "كانت تتناول كوباً من الكركم مع الماء الدافىء صباحاً قبل الإفطار بحوالي 15 دقيقة. مع الالتزام كمية صغيرة، لأن زيادة الكمية قد تسبب إجهادًا للمعدة".
اقرأي أيضًا فوائد تناول الكركم كمكمل غذائي في تقليل الالتهابات المزمنة وفق طبيبة
ماذا يحدث للجسم الأسبوع الأول من تناول الكركم؟
كشف أمل: "في الأيام الأولى لم أشعر بتغيير كبير، لكن مع نهاية الأسبوع الأول لاحظت أن الانتفاخ بعد الإفطار انخفض نسبياً، وأن إحساسي بالثقل في المعدة أصبح أقل".
بحسب ما ذكره NIH فان الكركم يستخدم منذ آلاف السنين لعلاج مشاكل عسر الهضم البسيطة، وأشار إلى أن ثمة دراسات صغيرة دعمت هذا التأثير. من جانبها ربطت أمل بين الارتياح الذي بدأت تشعر به وبين تأثير السائل الصباحي، لكنها قالت أيضاً "قد يختلف تأثير الكركم بين شخص وآخر، خصوصاً وأن أمي قامت بتجربته ولم تحصل على النتيجة نفسها".
تأثير الكركم بعد عدة أسابيع
ظهرت نتائج الكركم على الجسم بعد الاستمرار في تناوله لعدة أسابيع، وجاءت هذه التأثيرات كالتالي:
انخفاض آلام الركبة
وفقاً لتجربة السيدة أمل فإنه بعد الاستمرار في تناول سائل الكركم كل صباح على الريق ظهر التأثير، وقالت "بدأت ألحظ أن آلام الركبة الخفيفة التي كانت تزعجني عند صعود السلم أصبحت أهدأ".
ودلل موقع "هيلث لاين" على دور الكركم في الحد من التهابات المفاصل مثل الركبة، وأشار إلى أن هذا الدور يعود إلى أن مكملات الكركمين قد تخفف من أعراض التهاب المفاصل لدرجة تقارب بعض الأدوية المضادة للالتهاب. لكن الموقع أكد أن هذا التأثير تحقق باستخدام جرعات عالية وتحت إشراف طبي، وليس بمجرد سائل منزلي. وهنا تقول أمل "لهذا السبب كنت أتعامل مع تأثير سائل الكركم كعامل مساعد بسيط لا أكثر".
تعزيز الطاقة
قالت أمل أنها لاحظت تغييراً في مستويات الطاقة، حيث باتت أكثر خفة وقدرة على النشاط والحركة. بعض الدراسات تربط بين الكركمين وبين زيادة مستويات عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ، وهو بروتين له علاقة بصحة الخلايا العصبية والمزاج.
علاقة الكركم بإنقاص الوزن أو تنظيف الجسم؟
قالت أمل: "خلال تجربتي كنت أقرأ الكثير من الادعاءات المبالغ فيها على وسائل التواصل، مثل أن الكركم يحرق الدهون بسرعة أو ينظف الكبد تمامًا. هنا عدت للمصادر العلمية نفسها، والتي أكدت أن دور الكركم في إنقاص الوزن أو تنقية الجسم ما تزال غير كافية، وأن معظم الدراسات إما صغيرة أو قصيرة المدى، قد يكون ذلك سبباً إلى أن سائل الكركم الذي كنت أشربه لم يؤثر على وزني.
الآثار الجانبية للكركم
صحيح أن الكركم نوع من التوابل الآمنة إلا أن الجرعات الكبيرة أو الاستخدام الطويل لمكملات الكركمين قد يسبب مشكلات في المعدة مثل الغثيان أو الإسهال لبعض الأشخاص. ووفقًا لتجربة السيدة أمل، قالت إنها حاولت زيادة الكمية إلى ملعقة صغيرة كاملة ولكنها شعرت بحرقة خفيفة في المعدة بعد فترة قصيرة، لذلك قررت أن تعود للكمية الآمنة وهي نصف ملعقة مع كوب ماء دافىء مع رشة الفلفل الأسود.
من ناحية أخرى، حذر الأطباء من تناول الكركم للمرضى الذين يتناولون أدوية سيولة للدم أو لديهم مشكلات في المرارة أو الكلى، لأن الكركم قد يزيد من سيولة الدم كما قد يحرك حصوات المرارة، لذلك في هذه الحالات يجب استشارة الطبيب قبل تناول وصفة الكركم.
* ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.
