لا نبالغ حين نقول إن التوتر "قاتل"، صحيح ليس بشكل مباشر ولكن من خلال تأثيراته السلبية المتلاحقة على الصحة الجسدية، لذلك إذا كنتِ تشعرين بالتوتر يجب أن تجدي السبيل الأفضل للتوقف عن هذه الحالة.
سارة، الأم الثلاثينية، واحدة من ملايين النساء اللواتي يعانين من التوتر، يمكن القول أنه يلازمها، وتمكن من التأثير على حالتها الجسدية حتى أنها سلكت سبيل الأدوية في البداية لتحمي جسدها من الانهيار، غير أن الحل الجذري جاء عندما تنبّهت لآثار التوتر عليها. لـ"سيّدتي" تروي تجربتها.
تجربة سارة مع التوتر
تقول سارة بداية: أنا شخص قلق بطبيعته، حتى أنني كنت طفلة تعاني من الخوف والتوتر و القلق رغم حياتها البسيطة". وأضافت "اعتدت لسنوات طويلة أن أضع نفسي في مؤخرة قائمة أولوياتي، ظناً مني أنني قادرة على التحمل بلا حدود. لكن جسدي كان له رأي آخر".
علامات التوتر

في حالة سارة كان الشعور بالتوتر مرتبط بعدة علامات أخرى، وقالت في هذا الصدد: "بدأت معاناتي بصداع يومي لا يزول، آلام في المعدة، وشعور دائم بالإرهاق. تطور الأمر إلى أرق جعل ليلي بلا نوم، وصباحي مثقل بالتعب. كنت ألوم ضغوط العمل وأستمر في تجاهل الأعراض، حتى وقفت أمام طبيبي الذي قال لي بصرامة أن هذا ليس مجرد إرهاق.. هذا تأثير التوتر المستمر على جسدك".
في هذا السياق يشير موقع MyHealthfinder إلى مجموعة من العلامات التي قد تنبهكِ حال الشعور بالإنهاك، مثل:
- القلق.
- الغضب.
- سرعة الانفعال.
- الاكتئاب.
- صعوبة في التركيز.
تابعي المزيد ما هي أسباب طنين الأذن اليسرى؟
كما يؤثر التوتر على جسدك أيضاً، وتشمل العلامات الجسدية للتوتر الآتي:
- الصداع.
- اضطرابات في ضغط الدم.
- صعوبة في النوم أو النوم لساعات طويلة بشكل غير طبيعي.
- اضطرابات في المعدة.
- زيادة أو فقدان في الوزن.
- شد أو توتر في العضلات.
ويمكن أن يؤدي التوتر أيضاً إلى إضعاف جهاز المناعة المسؤول في الجسم عن مكافحة العدوى، مما قد يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
ما الذي يسبب التوتر؟
التوتر هو الطريقة التي يتفاعل بها الدماغ والجسم مع التحديات أو المتطلبات.هناك أسباب عديدة للشعور بالتوتر لدرجة لا يمكن حصرها، لا سيما وأنها تجارب شخصية. ولكن حصر الخبراء أسباب التوتر في التالي:
- وجود الكثير من المهام الواجب إنجازها في وقت قصير أو الشعور بالعجلة، مثل الانشغال بيوم مزدحم أو التأخر عن موعد.
- التواجد في موقف يبدو خارجًا عن السيطرة، مثل الوقوع في ازدحام مروري.
- التحضير لمهمة في العمل أو المدرسة أو لمقابلة عمل.
- الدخول في جدال أو مشادة.
أسباب شائعة للتوتر طويل المدى
تشمل الآتي:
- وجود مشاكل في العمل أو في المنزل.
- مواجهة مشاكل مالية.
- التعامل مع مرض مزمن.
- رعاية شخص مصاب بمرض.
- مواجهة وفاة شخص عزيز.
- التعرّض لصدمة نتيجة حادث سيارة أو حرب أو كارثة طبيعية.
مضاعفات التوتر
تشير الأبحاث إلى أن التوتر المزمن يرتبط ارتباطاً مباشرًا بأمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، ضعف المناعة، واضطرابات النوم، وفقًا لتقارير وزارة الصحة الأمريكية . بالنسبة لحالة السيدة سارة فإنها كان على وشك أن تصبح حالتها مرضاً مزمناً.
طرق الحد من التوتر
وقالت سارة "قررت أن أستعيد السيطرة على حياتي قبل أن يسيطر التوتر على مستقبلي. بدأت أبحث عن حلول علمية وعملية، ووجدت في توصيات طبية عديدة للتخلص من الشعور بالتوتر، مثل:
- إدارة وقتي بذكاء: استبدلت الفوضى اليومية بقوائم أولويات قصيرة وواضحة. ثلاث مهام أساسية كل صباح كانت كافية لأشعر بالإنجاز دون ضغط مبالغ فيه.
- الاستعداد بدلاً من القلق: كنت أتجنّب التحضير المسبق وأعيش رهينة التوتر قبل كل اجتماع أو عرض، لكنني صرت أستعد جيدًا، فاختفى القلق وحل مكانه شعور بالثقة.
- تنظيف ذهني من الضوضاء: أغلقت إشعارات الهاتف لساعات محددة يوميًا، وقللت متابعة الأخبار المقلقة. المفاجأة؟ وجدت هدوءاً داخلياً لم أشعر به منذ سنوات.
- الرياضة: خصصت نصف ساعة يومياً للمشي السريع، فاكتشفت أن الحركة ليست فقط لتقوية الجسد، بل لعلاج العقل أيضًا، إذ ترفع هرمونات السعادة وتقلل من استجابة "الكر والفر" التي يسببها التوتر.
- الدعم النفسي: تعلمت أن أطلب المساندة عند الحاجة. وجدت في الحديث مع صديقتي متنفسًا عاطفيًا، ولم أتردد في استشارة اختصاصية حين شعرت أن الضغوط تتجاوزني".
تأثير الرياضة على التوتر
صحيح أن السيدة سارة اتبعت أكثر من سلوك للسيطرة على التوتر، لكنها أشارت إلى أن الرياضة كانت الطريقة الأفضل في هذا الصدد. وقالت "في البداية قاومت الفكرة بحجة ضيق الوقت، لكن بعد أسابيع من الالتزام بالمشي، أدركت الفرق الهائل: اختفى الصداع تدريجيًا، تحسن نومي بشكل واضح، وصرت أبدأ يومي بطاقة لم أعهدها من قبل. طبيبي نفسه فوجئ بنتائج فحوصي الجديدة: ضغط دمي عاد طبيعيًا، وجسدي بدأ يتعافى بالفعل".
رسالة إلى كل امرأة لتقليل التوتر
من خلال تجربة سارة يمكن القول أن كل امرأة عليها أن تضع الأولويات ولا تسمح للتوتر أن يتسلل إلى روتينها اليومي، ونصحت سارة كل امرأة من خلال تجربتها بالآتي:
- خصصي وقتًا لنفسك.
- مارسي الرياضة.
- رتبي أولوياتك.
- واطلبي الدعم عند الحاجة.
التوتر لن يختفي من حياتنا، لكن إدارتنا له تصنع الفارق بين جسد ينهار وجسد ينعم بالقوة.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذه العلاجات استشارة طبيب مختص.