ليس كلُّ فقدان للوزن يعني الحصول على قوام متناسق أو صحة جيدة، بينما قد يبالغ البعض في اتباع حميات قاسية؛ مما يفسد القوام والصحة؛ خصوصاً العرائس المقبلات على الزواج. لذلك يجب أن تتحلّى كلُّ أنثى بالوعي لفهم جسمها، وتحديد الوزن المناسب الذي يمنحها مظهراً جذاباً ومتناسقاً قبل موعد الزفاف، والحفاظ عليه لاحقاً، وفي الوقت عينه يفي بالاحتياجات الصحية الأساسية.
ثَمة تساؤلات حول: هل انخفاض الوزن يعني بالضرورة الحصول على جسم متناسق؟ وهل يمكن أن نكون أكثر صحة ورضا عن أجسامنا من دون أن نفقد الكثير من الكيلوغرامات؟ العديد من الخبراء يجيبون بـ "لا" قاطعة، ويوضحون أن الفرق بين فقدان الوزن والتناسق الجسدي جوهري وعميق.
إعداد: إيمان محمد
ما هو فقدان الوزن؟
يُعرف فقدان الوزن بأنه انخفاض في الوزن الكلي للجسم، والذي يشمل خسارة الدهون، والعضلات، والماء، وأحياناً كثافة العظام. حال اتباع حمية قاسية؛ فإن النتيجة تكون بفقدان كلّي لوزن الجسم، من ثَم تؤدي الحميات إلى نزول سريع على الميزان، من دون النظر إلى مكوّنات هذا النقص.
بحسب موقع Healthline؛ فإن الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية منخفضة السعرات بشكل حاد، غالباً ما يفقدون وزناً من الكتلة العضلية أكثر من الدهون، وهو ما ينعكس سلباً على قوة الجسم، ومعدل الحركة. كما أن تأثيره على شكل القوام يكون سلبياً؛ لأنه يسبب الترهلات.

كيف تحصلين على قوام متناسق؟
الجسم المتناسق لا يعني بالضرورة أن يكون نحيفاً أو منخفض الدهون؛ بل التناسق يعني جسماً يحافظ على توازن صحي بين الكتلة العضلية ونسبة الدهون، ويتمتع بالقوة، والمرونة، والمظهر الجذاب. وفي هذه الحالة، لا يمثل الرقم الظاهر على الميزان أهمية كبيرة.
وفقاً لتقرير على موقع Verywell Fit؛ فإن التركيز على تحسين تكوين الجسم؛ أيْ زيادة العضلات وتقليل الدهون، يمنح نتائج صحية ومستدامة أكثر بكثير من مجرد فقدان الوزن العشوائي.
ماذا يعني ثبات الوزن؟
في كثير من الأحيان، قد تجد المرأة أنها تمارس الرياضة وتتناول الطعام بشكل صحي، ويبدو مظهرها أفضل، لكن وزنها لم يتغير كثيراً. وهذا أمرٌ طبيعي؛ لأن العضلات أكثر كثافة من الدهون، وبالتالي قد تَزيد الكتلة العضلية بينما تنخفض نسبة الدهون؛ مما يمنح الجسم شكلاً مشدوداً ومتناسقاً من دون تغييرات ملحوظة في الوزن.
يؤكد الخبراء أن الاعتماد على الميزان قد يسبب الإحباط، وقد يدفع الشخص إلى تجرِبة مزيد من الحميات القاسية للوصول إلى هدف ممثل في رقم. لكن الأهم في هذه الحالة، هي القياسات وتغيُّر شكل الجسم، فيما يتعلق بالنسبة بين الدهون والعضلات.
لماذا قد يكون فقدان الوزن مضراً أحياناً؟
حدد الأطباء بعض حالات إنقاص الوزن بأنها مضرة؛ بل وتشكل خطورة على الصحة العامة، بسبب:
فقدان الكتلة العضلية
عندما يعتمد الشخص على أنظمة غذائية قاسية من دون ممارسة الرياضة، يخسر جزءاً كبيراً من العضلات؛ مما يؤدي إلى ضعف بنية الجسم وتباطؤ الأيض.
العودة السريعة للوزن
تشير التقارير المعتمدة إلى أن أغلب مَن يخسرون الوزن سريعاً، يستعيدونه مجدداً خلال وقت قصير؛ لأن الجسم يدخل في "حالة المجاعة" ويبدأ في تخزين الدهون بسرعة وإصرار أكبر.
اقرأي أيضاً: أفضل تمارين تقوية العضلات لمزيد من حرق الدهون
التغييرات النفسية
التركيز على الميزان وحده قد يخلق علاقة سلبية مع الطعام، ويؤدي إلى اضطرابات في الأكل أو الشعور بالذنب بعد تناوُل الطعام.
أيهما أفضل للصحة: فقدان الوزن أم تحسين التناسق؟
الخبراء يتفقون على أن تحسين التناسق الجسدي هو الهدف الأكثر فاعلية وأماناً على المدى الطويل؛ لأنه يركّز على بناء عادات صحية، مثل:
- ممارسة تمارين المقاومة لبناء العضلات.
- تناوُل البروتين الكافي لدعم نموّ العضلات.
- تقليل الأطعمة المصنّعة والسكر المضاف، من دون حرمان مفرط.
- النوم الكافي وتقليل التوتر؛ مما يعزز توازن الهرمونات وحرق الدهون.
- التركيز على نسبة الدهون بدلاً عن الوزن الكلي، يعطي صورة أدق عن الصحة. فالشخص الذي يزن 70 كجم بنسبة دهون 18% أفضل صحياً من شخص يزن 60 كجم بنسبة دهون 30%.
علامات تشير إلى أنكِ تتبعين حمية صحية
حدد الخبراء علامات تميّز طريقة فقدان الوزن الصحيحة، والتي تحقق المعادلة بين الوزن المناسب والقوام المتناسق والصحة الجيدة، في الآتي:
- تقليل قياسات الجسم (خاصة محيط الخصر والفخذ).
- زيادة القوة والتحمُّل أثناء التمارين.
- تحسُّن نوعية النوم والطاقة اليومية.
- شعور بالراحة والثقة عند النظر في المرآة، بِغض النظر عن رقم الميزان.
نصائح للحصول على جسم متناسق من دون هوس بالأرقام:
- ركّزي على العادات اليومية وليس النتائج السريعة.
- اختاري تمارين تجمع بين الكارديو والمقاومة.
- تابعي تقدُّمك بالصور والقياسات وليس بالميزان فقط.
- قومي بقياس نسبة الدهون باستخدام أدوات مثل “InBody” أو عبْر فحص دقيق في النوادي الصحية.
- تحلَّي بالصبر؛ لأن التغيير الحقيقي يحتاج وقتاً وثباتاً.
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.