يعَد هبوط ضغط الدم حالةً صحية مقلقة، لاسيّما حال اقترانها بأعراض أخرى مثل: الدوخة أو الإغماء أو حتى ضعف التركيز. وصحيح أنه قد تبدو حالة هبوط الضغط بسيطة في ظاهرها، لكنها قد تحمل الكثير من المخاطر.
التشخيص المبكّر وتحديد سبب هبوط ضغط الدم والالتزام بالعلاج، وتغيير أسلوب الحياة، جميعها طرق تُجنّب المريض مضاعفات الحالة ومن ثَم ضمان حياة مستقرة صحياً.
ولفهم أسباب هبوط الضغط وإدارة الحالة وفقاً لآراء الأطباء، ننصحكِ بمتابعة المعلومات الآتية.
إعداد: إيمان محمد
ما هو هبوط ضغط الدم؟
يُعرف هبوط ضغط الدم بأنه انخفاض قراءة ضغط الدم إلى أقل من 90/60 ملم زئبق. ويوضح موقع "كليفلاند كلينك" أن هذه الحالة قد تحدث بشكل طبيعي لدى بعض الأشخاص من دون أن تسبب أعراضاً، لكنها قد تكون مؤشراً لمشكلة صحية تحتاج إلى علاج لدى آخرين.
أنواع هبوط ضغط الدم

- انخفاض ضغط الدم عن الوقوف: انخفاض الضغط بشكل ملحوظ عند الوقوف من الجلوس أو الاستلقاء.
- الهبوط التالي لتناوُل الطعام: وهو كما يبدو من الاسم يحدث بعد تناول وجبة معيّنة.
- الهبوط العصبي: انخفاض الضغط بعد الوقوف لفترات طويلة بسبب خلل في إشارات الجهاز العصبي.
هذه الأنواع، كما يوضح Health، تتطلب تدخلاً طبياً دقيقاً لمعرفة الأسباب، ووضع خطة علاج مناسبة؛ لأن إهمال هذه الحالات يرتبط بمضاعفات خطيرة.
أسباب هبوط ضغط الدم
هناك عدة أسباب وراء هبوط الضغط، بعضها بسيط يمكن تدارُكه بسرعة، وأخرى أكثر تعقيداً تتطلب تدخلاً طبياً فورياً. وهذه الأسباب هي كالتالي:
الجفاف
فقدان السوائل من الجسم نتيجة: قلة شرب الماء، التعرُّق المفرط، الإسهال أو القيء. جميعها قد تسبب هبوطاً في ضغط الدم، وقد يتبعه إغماء حال تفاقم الجفاف.
الأدوية
بعض أدوية ضغط الدم، وأدوية القلب، ومدرّات البول، وأدوية علاج الاكتئاب أو الشلل الرعاش، قد تؤدي إلى انخفاض الضغط. وفي هذه الحالة، ليس هناك مرض؛ بل آثار جانبية لدواء يتم تناوُله.
الأمراض المزمنة
بعض الأمراض المزمنة مثل: فشل القلب، أمراض الرئة، اضطرابات الجهاز العصبي المركزي كمرض باركنسون. يتطلب فهماً لطبيعة المرض وأعراضه الجانبية؛ حتى يتمكن المريض من إدارة حالته.
عوامل خطيرة
هناك عوامل أخرى قد تسبب هبوط ضغط الدم وقد تكون أكثر خطورة، مثل: النزيف الحاد، التسمم الدموي، أو التفاعلات التحسسية الشديدة.
أعراض هبوط ضغط الدم قد تكون خطيرة
يؤكد الأطباء أن أعراض هبوط الضغط تختلف حسب السبب وسرعة تطور الحالة. وتشمل الآتي:
ويحذّر المختصون من أن هبوط الضغط المفاجئ، قد يؤدي إلى ضعف تدفق الدم للأعضاء الحيوية؛ مما قد يسبب أضراراً خطيرة قد تصل إلى الوفاة حال عدم التدخل في الوقت المناسب.
طرق علاج انخفاض ضغط الدم
العلاج يتوقف على تحديد سبب هبوط الضغط أولاً، وفي هذا الصدد تشمل خطة العلاج التالي:
علاج السبب الأساسي
الخطوة الأولى كما يوضح الأطباء هي تحديد السبب وراء هبوط الضغط. فقد يكون العلاج بسيطاً كإيقاف دواء معيّن بعد استشارة الطبيب، أو أكثر تعقيداً كعلاج فشل عضلة القلب أو النزيف الداخلي.
تعديل الأدوية ونمط الحياة
من الضروري مراجعة الأدوية عند الإصابة بالهبوط كخطوة أساسية؛ إذ يمكن أن تكون بعض العلاجات الطبية السببَ المباشر لهبوط ضغط الدم لديك.
من المفيد التعرُّف إلى: كيف أختار التمارين المناسبة لشكل جسمي؟ طبيبة تغذية تجيبكِ
شرب كميات كافية من الماء
الحفاظ على الترطيب يمنع انخفاض حجم الدم، وبالتالي يحافظ على استقرار الضغط. لذا، يجب التأكد دائماً من أن جسمك يحصل على كفايته من السوائل الصحية.
زيادة تناوُل الأملاح باعتدال
بعد استشارة الطبيب، يمكن أن تساعد زيادة الصوديوم في رفع الضغط، لكن يجب الحذر لأن الإفراط في تناوُل الملح قد يأتي بنتيجة عكسية.
ارتداء جوارب ضاغطة
تعمل الضاغطة المتوفرة في الصيدليات على تعزيز تدفُّق الدم من الساقين إلى القلب؛ مما يساعد على تقليل الأعراض. ولكن يجب أولاً تحديد سبب هبوط الضغط.
تناوُل وجبات صغيرة ومتكررة
لتجنُّب الهبوط المفاجئ بضغط الدم، يُنصح بتناوُل الطعام على شكل وجبات صغيرة ومتكررة، مع تقليل الكربوهيدرات البسيطة كالأرز والمعكرونة، ويُستبدل بها البروتين والخضروات.
هبوط الضغط: متى يجب التوجُّه إلى الطوارئ؟
يُنصح بمراجعة الطبيب إذا ظهرت أعراض متكررة مثل الدوخة أو الإغماء؛ خاصة إذا أثّرت على الحياة اليومية. أما الحالات الطارئة التي تستدعي الذهاب إلى قسم الطوارئ فوراً؛ فتشمل الآتي:
- ألم الصدر أو ضيق التنفس.
- الإغماء مع إصابة الرأس أو سقوط قوي.
- برودة الأطراف.
- تعرُّق شديد.
- تسارُع ضربات القلب.
- شحوب الجلد مع زرقة الشفاه.
كيف تمكن الوقاية من هبوط ضغط الدم؟
رغم أن بعض أنواع هبوط الضغط لا يمكن الوقاية منها تماماً، إلا أن الأطباء يوصون باتباع أسلوب حياة صحي من خلال: شرب الماء بانتظام، ممارسة النشاط البدني المعتدل، والحد من التوتر، والمتابعة الدورية مع الطبيب؛ خاصة لمَن يتناول أدوية متعددة.
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.