الصداع عارض وليس مرضاً، ومن ثَمَّ فله أسباب، ويمكن أن نصفها بالعديدة؛ بعضها شائع وبعضها غير متوقع. ولعلاج الصداع؛ يجب تحديد السبب أولاً، بينما تناول المسكنات من دون تحديد السبب؛ هو طريقة ضارة لصحتك.
من بين أسباب الصداع: التوتر، قلة النوم، الضوضاء أو الإرهاق. لكن كل هذا معروف ومتوقع، ما لا تعرفينه أن ثمة أسباباً أخرى تسبب صداعاً شديداً للغاية من دون أن نلاحظها. هذه الأسباب قد لا ترِد في قوائم "الأسباب الشائعة"، لكنها تستحق الانتباه.
ما هو الصداع وأنواعه الأساسية؟
بحسب موقع Cleveland Clinic، الصداع هو ألم يشعر به الرأس أو الوجه، ويأخذ أشكالاً متعددة من حيث الشدة والموقع، وقد يشعر به الشخص وكأنه ضاغط أو نابض، وقد يصنّف حاداً أو خفيفاً، بحسب درجة الألم.
أنواع الصداع
ينقسم الصداع في شكله العادي والشائع إلى:
- الصداع الأولي: مثل التوتري، النصفي، أو العنقودي، وهو ليس نتيجة لمرض آخر، بل بسبب خلل في الأعصاب أو الأوعية في الرأس.
- الصداع الثانوي: يظهر كعلامة لمشكلة صحية أخرى، مثل الجفاف أو العدوى أو نزيف المخ أو تسريب السائل الدماغي.
عند الإصابة بالصداع، قد يفكر الشخص في هذه الأنماط الشائعة، لكن ربما تكون هناك أنواع مفاجئة تتطلب الفهم والانتباه؛ حتى يتجنّب تبعاتها السلبية.
5 أنواع من الصداع غير متوقعة
ذكر موقع Harvard Health خمسة أنواع أو أسباب أخرى للصداع غير شائعة، ولكنها مؤثرة ومتكررة، مثل:
صداع المدقة
وهو عبارة عن ألم حاد ومفاجئ يصيب الرأس، ويشعر به المريض؛ مثل الطعنة القصيرة في الرأس. وسيُلاحظ أنه يصيبه لثوانٍ ويختفي، لكن يمكن أن يتكرر خلال اليوم على نحو متقطع.
يصيب هذا النوع من الصداع الأشخاص الذين لديهم استعداد للصداع النصفي أو الصداع العنقودي؛ أي أنه قد يكون أحد الأنماط المصاحبة لهما. ورغم أن مدته قصيرة جداً، إلا أن شدته العالية تُشعِر المصاب بالقلق. ويشير الموقع إلى أن السبب وراء هذه الحالة هو خلل مؤقت في الإشارات العصبية داخل الدماغ.
صداع العلاقة الزوجية
قد يلاحظ البعض الإصابة بصداع مفاجئ خلال العلاقة الحميمة تسبق ذروة العلاقة الزوجية الحميمة. وقد يبدو مفاجئاً وشديداً، رغم أنه لا يعكس أي خلل عضوي، ورغم ذلك فإن تكراره خلال العلاقة يتطلب استشارة طبيب مختص.
الصداع الجديد المستمر اليومي
هناك أشخاص غير معتادين على الإصابة بالصداع، بينما يفاجئهم صداع جديد ويستمر ليوم كامل، ثم يتكرر. هذا النوع يشبه الصداع النصفي أو التوتري، ولكن السبب وراءه لا يتضح إلا بالكشف والمتابعة.
صداع مشابه للشقيقة
يشبه الصداع العنقودي في أن الألم يظهر في جانب واحد، لكنه أقصر في المدة وأكثر تكراراً (10 إلى 30 دقيقة عدة مرات يومياً)، غالباً ما يستجيب لعلاج معين يصفه الطبيب.
صداع عطلة نهاية الأسبوع
قد يبدو الاسم غريباً نسبياً، ولكنه حالة متكررة. هو صداع ناتج عن التقليل والانسحاب من الكافيين، لأننا عادة في أيام العمل نتناول كمية أكبر من الكافيين؛ لتعيننا على الاستيقاظ مبكراً، ولكن في عطلة نهاية الأسبوع قد نحصل على قسط أكبر من النوم، ومن ثَمَّ لا نحتاج إلى الكافيين، ما يحدث هنا هو أن الأوعية الدموية في الدماغ تتسع وتسبب الصداع.
اقرئي أيضاً: علاج هبوط ضغط الدم سريعاً قبل أن يسبب الأذى للجسم
أسباب مفاجئة أخرى للصداع
إلى جانب الأنواع النادرة، حدد الخبراء أسباباً مفاجئة للصداع أو محفزات قد تغيب عن البال، وهي كالآتي:
- الإجهاد المفاجئ: الصداع الناتج عن الجهد المفاجئ؛ مثل ممارسة تمرين قاسٍ، العطس، السعال، أو حتى الإجهاد عند حمل أشياء ثقيلة.
- السعال أو العطس أو الشهيق القوي: قد يُسبب العطس أو السعال الشديد صداعاً مفاجئاً؛ بسبب تغير الضغط داخل الجمجمة.
- ارتفاع ضغط الدم: قد يظهر صداع مفاجئ حاد بسبب ارتفاع ضغط الدم، وهنا يجب عدم تجاهل هذا العارض؛ لأنه قد يتطور لمضاعفات أخرى.
- الاستخدام المفرط للمسكنات: تناول مسكنات الألم بشكل متكرر يمكن أن يسبب الإصابة بالصداع يومياً، بدلاً من تخفيف الألم، وهنا تأتي أهمية تحديد سبب الصداع وعلاجه بدلاً من تناول المسكنات.
ماذا تفعل عند الشعور بصداع مفاجئ؟
يشير الأطباء إلى أهمية تحديد سبب الصداع، وفي حالة الإصابة بصداع مفاجئ، فإن هناك بعض الخطوات التي تحد من الآثار السلبية له، وهي:
- تدوين كل بيانات الصداع، مثل: متى بدأ؟ كم المدة؟ ما المحفزات التي سبقته؟
- مراقبة استهلاك الكافيين والمسكنات؛ لأن الصداع قد يداهمك أو يختفي بسبب المسكنات والكافيين.
عند تكرار الصداع من دون معرفة سببه، يجب مراجعة الطبيب على الفور؛ لأن الصداع قد يكون بسبب عوامل بسيطة يمكن السيطرة عليها، لكن في حالات أخرى قد يشير إلى خطر كبير. وهنا ينصح الخبراء بالاتجاه إلى اختصاصي صداع أو أعصاب، إن استمرت الأزمات أو كان نمط الصداع جديداً ومزعجاً.
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.
