mena-gmtdmp

دليلك للراحة: كيف تتخطين آلام أول 40 يوماً مع المولود؟

صورة لأم تحمل مولودها
أم فرحة ومندهشة بتحقيق حلمها بالمولود الجديد

ها أنت تعيشين اللحظة التي انتظرتِها طويلاً، وها هو مولودك بين يديكِ، دافئ، صغير، هذا الكائن الذي تحسينه في قلبك وعينيك أجمل وأفضل وأحسن الأطفال، بينما الحقيقة التي لن يخبرك بها الكثيرون: أن أول 40 يوماً بعد الولادة ليست أياماً يملؤها الحب والحنان، بل إنها تختلط أيضاً بساعات من التعب، والتقلبات المزاجية، والقلق، ومحاولات منك للتوازن.
لهذا لن تتعرفي في هذا التقرير إلى مثاليات هذه الفترة وجمالياتها؛ وأنت لن تستيقظي بابتسامة كل يوم، ولن تكوني قوية دائماً، وستمرين بوعكات مرضية وأخرى نفسية، اللقاء والدكتور أحمد متولي طبيب النساء والتوليد الذي سيأخذ بيدك خطوة بخطوة، في رحلة نجاة واقعية أشبه بالدليل المرشد لك؛ للتعامل مع آلام أول 40 يوماً مع المولود.

العودة إلى المنزل وبكاء المولود!

بكاء المولود


لحظة دخولكِ إلى بيتك ومعك المولود، ستشعرين أن كل شيء قد تغيّر، فجأة يصبح صوت بكاء الطفل محور البيت ومشكلته، وكل شيء آخر يتراجع إلى الخلف.
قد تشعرين بأنكِ غير جاهزة، قد تبكين بلا سبب، رغم انتظارك لهذه اللحظة لتسعة أشهر، وأقول: هذه المشاعر طبيعية، فلا تخجلي منها، ولا تظني أنك الوحيدة.
النصيحة : لا تحاولي إثبات أي شيء لأحد، خذي وقتك، خذي نفسك، واسمحي لنفسك بأن "تعيشي" التجربة كما هي، دون ضغط أو توقعات.

متى يبدأ الرضيع التعرف إلى وجه أمه؟ طالعي الإجابة بالتقرير

جسمك بعد الولادة مفاجأة!

فرحة بالمولود الجديد


بعد الولادة، ستتفاجئين بجسدك؛ سيبدو مألوفاً وغريباً في آنٍ واحد؛ ستشعرين بالإرهاق، وربما بعض الألم وستتمنين أن تعودي كما كنتِ، والحقيقة أنه لا أحد يعود كما كان، وأنت عدت أقوى وأعمق وأكثر حناناً.

  • لا تقفي أمام المرآة لتقارني نفسك بما كنتِ عليه، وأرجوك لا تقسي على بروز بطنك، أو شكلك، أو وزنك، هذا الجسد أنجب حياة، وسوف يتعافى يوماً بعد يوم.
  • اشربي كثيراً من الماء، وتناولي طعاماً صحياً، وامنحي نفسك الراحة، وإن شعرتِ بأي ألم غير طبيعي؛ فراجعي طبيبتك فوراً.

الرضاعة الطبيعية بدايتها صعبة!

أم منزعجة ومولود يصرخ


ولكنها لا تعني الفشل، أو أخذ القرار بالامتناع عن الرضاعة الطبيعية... خطأ كبير وصادم، الرضاعة قد لا تكون سهلة في البداية رغم بساطتها الظاهرة، وقد يتأخر الحليب، وقد يعاني طفلك من صعوبة في التقاط الثدي، وقد تشعرين بالألم أو التشققات.
كل هذا يدخل في باب الأمور الطبيعية التي قد تحدث أو لا تحدث، ولا تعني أنك تفشلين، بل تشير إلى أنكِ تتعلمين؛ هيا: استعيني بخبيرة رضاعة إن لزم الأمر، جربي جلسات مختلفة للرضاعة، وامنحي نفسك وقتاً.
وإن اخترتِ الرضاعة الصناعية لأي سبب، فتذكري أن الأمومة لا تُقاس بنوع الحليب، بل بقدر الرعاية والحنان، ومدى الحب الذي تمنحينه لطفلك كل لحظة.

المشاعر المتقلبة... أنت لستِ وحدك!

في أيام النفاس الأولى، تمر أغلب الأمهات بموجة من المشاعر المتناقضة تضحكين ثم تبكين، تحبين طفلك بجنون، ثم تخافين من هذه المسؤولية، وقد تسألين نفسك: "هل أنا أم جيدة؟ لماذا لا أشعر بالسعادة طوال الوقت؟".
ما تمرين به "سيدتي" يُعرف باسم "الاضطراب الهرموني بعد الولادة"، وهو أمر طبيعي، ويصيب غالبية الأمهات، وإن استمرت مشاعرك السلبية لأكثر من أسبوعين، أو شعرتِ بأنكِ تفقدين القدرة على التواصل مع طفلك أو نفسك؛ فلا تترددي في استشارة طبيب مختص، وانتبهي حتى اكتئاب ما بعد الولادة لا يعد ضعفاً، بل حالة صحية طبيعية تحتاج إلى فهم وعلاج.

لا تجعلي ترتيب وتنظيم البيت أولويتك!

أهمية راحة الأم والمولود


البيت لن ينهار إن لم يكن نظيفاً طوال الوقت، الضيوف لن يُصابوا بالذعر إن لم يكن كل شيء مرتباً كما كان، والأهم أن أمومتك لن تقل مساحتها لأن المنزل غير مرتب.
حاولي أن ترتبي أولوياتك، النوم أهم من غسل الصحون، الاستحمام السريع أهم من ترتيب الرفوف، الراحة النفسية أهم من "الشكل الخارجي"، اطلبي المساعدة، من زوجك، أمك، أي أحد تثقين به من حولك، ولا تخجلي من ذلك.

لا تبحثي في تعاملك مع مولودك عن الكمال!

  • طفلك الجديد لا يحتاج أماً كاملة الأوصاف، خارقة، بل يحتاج أماً تحتضنه، تراقبه، وتحبه.
  • قد يبكي كثيراً، قد لا ينام بسهولة، قد لا "يأكل" بالقدر الذي تتوقعينه، كل هذا طبيعي.
  • استمعي إلى حدسك، وتواصلي مع طبيبة الأطفال، واطمئني باستمرار، لكن لا تضغطي نفسك.
  • لا تظني أن طفلك يجب أن "يسير على جدول" من اليوم الأول، كل طفل له وتيرته الخاصة، وأنتِ كذلك.

من حقك أن تقولي "لا:" للزوار !

مولود يشرب اللبن الصناعي


ستجدين من يطرق بابك للتهنئة، ومن يريد أن يشاهد "البيبي"، ومن يدخل ليُعطي نصائح لن تفيدك.

  • لكِ كل الحق في الاعتذار، أو تأجيل الزيارة، أو تحديد وقتها؛ أنتِ في فترة حرجة نفسياً وجسدياً، وراحتك أهم من أي مجاملة.
  • كوني لبقة، لكن واضحة واختاري من حولك بعناية، من يدعمك ويساعدك، لا من يسبب لك التعب ويزيدك قلقاً.

شاركي زوجك رحلة المولود الجميلة!

بعد الولادة، العلاقة مع الزوج تمر باختبار صعب؛ قد تشعرين بأنه لا يفهمك، أو لا يساعد كما ينبغي، أو أنه "عايش حياته" وأنتِ وحدك في دوامة.
لكن أحياناً، هو أيضاً تائه؛ تحدثي معه، لا تكتفي بالانتقاد، بل شاركيه تعبك، وخوفك، واحتياجك للدعم.
اطلبي منه أن يحضن المولود لتأخذي قسطاً من النوم، أن يغير له الحفاض، أن يجلب لكِ كوب ماء.
العلاقة بعد الولادة تحتاج لإعادة ترتيب، لا للخصام.

اليوم الأربعون بداية جديدة!

عند اليوم الأربعين، ستجدين نفسك قد بدأتِ تستوعبين ما يحدث، ولم يعد كل شيء غريباً كما في البداية، بدأتِ تفهمين طفلك، وجسمك يتعافى تدريجياً، وروحك تستقر شيئاً فشيئاً، وستنظرين إلى الوراء وتقولين: نجوت رغم كل شيء.