mena-gmtdmp

السقوط على الجبهة للأطفال و5 خرافات لا تصدقيها

صورة طفل يبكي بعد سقوطه على جبهته
السقوط على الجبهة للأطفال و5 خرافات لا تصدقيها

عندما يسقط الطفل ويضرب جبهته، قد يكون الموقف مخيفاً جداً للأهل، لكن في أغلب الحالات، تكون الإصابة بسيطة وتتعافى من تلقاء نفسها دون أي مضاعفات. تُعد الجبهة جزءاً من الجمجمة يقع فوق العينين، وتعمل على حماية الدماغ الموجود تحتها، ولذلك فإن السقوط الطفيف غالباً ما يؤدي إلى كدمة أو انتفاخ بسيط في جبين الطفل لا أكثر.

د. عبير الخلفاوي


د. عبيرالخلفاوي، استشارية طب الأطفال في قسم طب الأطفال في مستشفى ميدكير للنساء والأطفال، توضح للأمهات أثر السقوط على الجبهة للأطفال.
في بعض الأحيان، قد تلاحظين وجود احمرار أو تورم في منطقة الاصطدام، وهو ما يُعرف بـ"الورم الدموي"، وهذا يُعد استجابة طبيعية من الجسم تجاه الرضوض البسيطة، حيث يتجمّع الدم مؤقتاً تحت الجلد في موضع الإصابة.
ومع ذلك، هناك بعض المضاعفات المحتملة التي ينبغي الانتباه لها. ففي حالات نادرة، قد يتعرض الطفل لجرح (تمزق جلدي) إذا اصطدم بجسم حاد، مما قد يستدعي التدخل الطبي وربما خياطة الجرح. أما في الحالات الأكثر خطورة، فقد يؤدي السقوط إلى ارتجاج في الدماغ عند الأطفال، وهو إصابة ناتجة عن تأثير مفاجئ على الرأس.
ماذا تعرفين عن أعراض ارتجاج المخ عند الأطفال وعلاجه؟

علامات الارتجاج في الدماغ بعد السقوط

النعاس غير المعتاد


التقيؤ
البكاء المستمر
النعاس غير المعتاد عند الطفل
الارتباك
الصداع
الدوخة أو صعوبة في التوازن.
وفي حالات نادرة جداً، قد يتسبب الاصطدام القوي في حدوث كسر في الجمجمة، وهو ما يتطلب تدخلاً طبياً فورياً.

الآثار المستقبلية للسقوط على الجبهة عند الأطفال

بالنسبة لغالبية الكدمات الطفيفة، فإن الآثار المستقبلية تكون محدودة للغاية. حيث يتعافى معظم الأطفال بشكل كامل دون أي مشكلات طويلة الأمد. وغالباً ما يختفي التورم أو الكدمة خلال بضعة أيام. حتى لو بدت الجبهة متورمة أو مائلة إلى اللون الأزرق أو البنفسجي في البداية، فإن هذه العلامات تزول من تلقاء نفسها بمرور الوقت. أما في حال الإصابات الأكثر خطورة، فقد تكون هناك حاجة إلى متابعة طبية دقيقة لضمان عدم وجود أي مضاعفات دائمة.

العلاج المنزلي للسقوط على الجبهة عند الأطفال

العلاج المنزلي للسقوط على الجبهة عند الأطفال


العلاج المنزلي الفوري بسيط ومباشر، ويتضمن الآتي:
أولاً - حافظي على هدوئك، فهدؤك وطمأنتك لطفلك يخففان من خوفه ويمنحانه شعوراً بالأمان.
ثانياً - قومي بوضع كمّادة باردة أو كيس ثلج ملفوف بقطعة قماش على موضع الإصابة لمدة 10 إلى 15 دقيقة في كل مرة. يساعد ذلك في تقليل التورم وتخفيف الألم.
ثالثاً – كرري هذه الخطوة كل بضع ساعات خلال اليوم الأول، مع تجنّب الضغط المباشر على موضع الورم أو الكدمة.
رابعاً - راقبي طفلك لبضع ساعات بعد السقوط، واطمئني إلى أنه يتفاعل بشكل طبيعي، ويلعب كالمعتاد، ولا يبدو عليه النعاس غير المعتاد.
خامساً - إذا بدا عليه الانزعاج أو الشعور بالألم، يمكنك إعطاؤه مسكناً مناسباً لعمره مثل الباراسيتامول، مع تجنّب مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل البروفين أو الأسبرين.
سادساً - شجّعي طفلك على الراحة وشرب كمية كافية من السوائل للحفاظ على ترطيبه وتعزيز تعافيه.
سابعاً - توجهي إلى المستشفى فوراً إذا لاحظت أيّاً من الأعراض التالية: فقدان الوعي، التقيؤ المتكرر، الارتباك أو التشوش الذهني عند الطفل، تفاوت حجم حدقتي العين، صداع شديد، نزيف من الأنف أو الأذنين، ضعف في الذراعين أو الساقين، أو سلوك غير طبيعي من الطفل.
ثامناً - يجب فحص أي جرح عميق أو اشتباه بوجود كسر من قبل طبيب مختص دون تأخير. وبالنسبة للأطفال الصغار جداً، خاصة من هم دون سن الثانية، يُنصح بفحص حتى الكدمات البسيطة التي تبدو غير مقلقة، وذلك لضمان سلامتهم.
وسيتمكن فريق الرعاية الطبية في المستشفيات من تقييم الحالة بدقة، وإجراء الفحوصات التصويرية إذا لزم الأمر، وتقديم العلاج المناسب أو طمأنة الأهل حسب الحالة.

كيف يمكن للوالدين حماية أطفالهم من السقوط؟

كيف يمكن للوالدين حماية أطفالهم من السقوط؟


الوقاية من السقوط أفضل دائماً من علاج الإصابات الناتجة عنه. فالأطفال، وخاصة في مرحلة المشي الأولى، يتميزون بالفضول والحركة المستمرة، مما يجعلهم أكثر عرضة للتعثر والسقوط. وتُعدّ المراقبة المستمرة من أهم وسائل الحماية، وهي كالآتي:

  • راقبي طفلك الصغير عن قرب، خصوصاً في الأماكن التي تشكّل خطراً مثل الدرج، وألعاب الحدائق، والأسطح المرتفعة أو غير المستوية. الانتباه واليقظة هما خط الدفاع الأول في الوقاية من الإصابات.
  • استخدمي بوابات الأمان في أعلى وأسفل الدرج يُسهم في منع السقوط العرضي. وفي المنزل، يمكن أن تُحدث إجراءات السلامة البسيطة فرقاً كبيراً في حماية الأطفال.
  • استخدمي الحصائر غير القابلة للانزلاق في الحمامات والمناطق الزلقة، والتي تساعد على تقليل خطر الانزلاق.
  • قومي بتركيب واقيات على زوايا الأثاث الحادّة، لحماية الأطفال في حال تعثرهم أو سقوطهم بالقرب منها. تُعتبر هذه التدابير البسيطة استثماراً فعالاً في سلامة الطفل اليومية.
  • تجنّبي قدر الإمكان المناطق ذات الأرضيات الصلبة مثل الخرسانة. فعند لعب الأطفال في الهواء الطلق، تأكّد من أن أماكن اللعب مناسبة لأعمارهم، وأن الأرضيات مصنوعة من مواد ناعمة وآمنة مثل الرمل أو الحصائر المطاطية أو العشب.
  • شجّعي طفلك على تعلّم المشي الآمن، وتجنّب الجري في الأماكن الزلقة. كما أن اختيار الحذاء المناسب يلعب دوراً مهماً — فالأحذية ذات النعل المانع للانزلاق تساعد الأطفال، خصوصاً من هم في مرحلة تعلّم المشي، على الحفاظ على توازنهم وثباتهم.
  • أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، فعلميهم قواعد السلامة الأساسية ومراقبة الألعاب العنيفة يمكن أن يقلّل من خطر التعرّض للحوادث. ورغم أنه من غير الممكن منع كل حالات السقوط، إلا أن الجمع بين المراقبة المستمرة، وتهيئة بيئة آمنة، وتعليم الأطفال العادات السليمة، يساهم بشكل كبير في تقليل احتمالية الإصابات الخطيرة.

خرافات شائعة حول سقوط الأطفال على جباههم تجاهليها

خرافات شائعة حول سقوط الأطفال على جباههم تجاهليها


يقلق الكثير من الأهالي بسبب بعض المعتقدات الخاطئة المرتبطة بالسقوط، ومن المهم التركيز على الحقائق وتجاهل هذه الخرافات الشائعة:

الشائعة الأولى

"أي تورّم في الجبهة يعني إصابة خطيرة"

تُعد هذه من أكثر الخرافات انتشاراً. والحقيقة أن غالبية الكدمات أو التورّمات البسيطة في جبهة الأطفال ليست خطيرة، وغالباً ما تلتئم من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى تدخل طبي.
المبالغة في القلق قد تؤدي إلى توتر غير مبرر، لذا من الأفضل الاعتماد على المراقبة الواعية ومعرفة العلامات التي تستدعي فعلاً مراجعة الطبيب.

الشائعة الثانية

"إذا لم يبكِ الطفل، فهذا يعني أنه لم يُصب"

من الخرافات الشائعة أيضاً. يفترض بعض الأهل أن عدم بكاء الطفل يعني أن كل شيء على ما يُرام، لكن الحقيقة أن الأطفال يختلفون في طريقة تعبيرهم عن الألم؛ فبينما قد يبكي بعضهم فوراً، قد يلتزم آخرون الصمت أو يبدو عليهم الهدوء. لذا من المهم مراقبة الطفل بعناية بعد السقوط، والانتباه لأي تغيّرات في السلوك أو علامات على الانزعاج، بغضّ النظر عمّا إذا كان قد بكى أم لا.

الشائعة الثالثة

"العلاجات المنزلية مثل معجون الأسنان أو الزبدة تساعد"

هذه خرافة يجب تجنّبها. إن وضع معجون الأسنان أو الزبدة أو أي مواد مشابهة على موضع الكدمة غير موصى به إطلاقاً، فقد يؤدي إلى تهيّج الجلد أو حتى التسبّب في التهاب أو عدوى عند الطفل. أفضل علاج منزلي آمن هو تطبيق كمّادات باردة بلطف على المنطقة المصابة، مع مراقبة الطفل عن كثب لملاحظة أي تغيّرات أو أعراض غير طبيعية.

الشائعة الرابعة

"إذا تسبب السقوط في إصابة دماغية، فسيظل الطفل يتذكره دائماً"

هذه خرافة أخرى شائعة، وفي الواقع، بعض الارتجاجات الطفيفة أو الإصابات الداخلية قد لا تظهر أعراضها بشكل فوري، وقد لا يتذكر الطفل ما حدث على الإطلاق. لذلك من المهم جداً مراقبة الطفل بعد السقوط والانتباه لأي علامات مثل: التقيؤ عند الطفل، النعاس غير المعتاد، أو تغيّرات في السلوك، فهذه قد تكون مؤشرات على وجود إصابة تستدعي التقييم الطبي.

الشائعة الخامسة

"إذا لم يكن هناك نزيف، فكل شيء بخير"

هذه أيضاً من المعتقدات الخاطئة، فصحيح أن الكدمات البسيطة غالباً لا تسبب نزيفاً ظاهرياً، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الطفل لم يتعرض لأي إصابة.
فقد يحدث تورّم أو كدمة تحت الجلد دون ظهور دم خارجي، لذلك من الضروري الانتباه لأي علامات أخرى تدل على وجود إصابة داخلية. من خلال فهم ما هو طبيعي بعد السقوط، ومراقبة الطفل بعناية، ومعرفة متى يجب طلب الرعاية الطبية، يمكن للأهل التعامل مع الموقف بشكل فعّال وتجنّب القلق غير المبرر.
معظم الأطفال يتعافون بسرعة من الكدمات الطفيفة، ونادراً ما تحدث مضاعفات خطيرة. أما الخط الدفاعي الأول فيبقى الوقاية في المنزل، واتباع عادات لعب آمنة، إلى جانب تقديم العناية والطمأنينة بعد السقوط، مما يساعد الطفل على الشعور بالطمأنية والثقة.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص