هل من الضروري متابعة الحمل كل شهر؟

ما إن يثبت خبر الحمل وتبدأ الأم الحامل في الاستعداد للمولود الذي طال انتظاره حتى تبدأ لديها الهواجس والمخاوف حول سلامة وصحة جنينها بالإضافة إلى سلامة صحتها خلال فترة الحمل التي تمتد إلى نحو تسعة أشهر، وتروج حولها المعتقدات الخاطئة حول مخاطر التعرض لفحص السونار مثلًا في بداية الحمل فيما يؤكد البعض أهمية متابعة فحوص الحمل المرتبطة بصحة الجنين والأم وذلك منذ بداية الحمل.
إذا كان على الأم أن تتابع صحة حملها فذلك يعود لعدة أسباب ويجب أن تعرفها الحامل وتتعرف على مخاطر قد تهدد إهمال الرعاية الطبية خلال الحمل ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية طب النساء والولادة الدكتورة ليان مسعود حيث أشارت إلى الإجابة عن سؤال هام يراود معظم الحوامل خلال فترة حملهن وهو هل من الضروري متابعة الحمل كل شهر وأسباب ضرورة المتابعة والفحص خلال الحمل وذلك من خلال الآتي:

هل من الآمن أن تخضع الحامل لفحص السونار في الثلث الأول من الحمل؟

اعلمي أنه قد راجت بعض المعتقدات حول خطر تعرض المرأة الحامل لفحص السونار في الثلث الأول من الحمل ولكن هذا المعتقد غير صحيح على الإطلاق فيجب أن تخضع الحامل للتصوير للسونار للتأكد من أن الحمل موجود فعلًا في الرحم، حيث أن هناك حالات لحدوث الحمل خارج الرحم وهي حالات لا يستمر فيها الحمل ولكنها تهدد حياة الأم.
لاحظي أنه من الضروري أن تخضع الحامل خلال الثلث الأول من الحمل لفحوص عبر تقنية التصوير بالموجات فوق الصوتية وذلك من أجل الكشف المبكر عن العيوب الكروموسومية التي تؤدي إلى تشوه الأجنة مثل إصابة الجنين بما يعرف بمتلازمة داون، كما أن التصوير المبكر بالموجات فوق الصوتية للجنين يسهم في الاطمئنان على وجود نبضات قلب الجنين وكذلك قياس حجمه وتحديد عمر الحمل بدقة، خاصة في حال كانت الدورة الشهرية عند الأم غير منتظمة، علمًا أن الفحص المبكر للحمل يضع أمام الطبيب الخطة المستقبلية للتعامل مع حالة الحمل بشكل عام.

تعريف الحمل الخطر الذي يجب متابعة فحوص الحمل للوقاية منه

اعلمي أن المرأة الحامل قد تتعرض لما يعرف بالحمل الخطر وهو الحمل الذي يهدد حياة الأم والجنين، أو يهدد حياة أحدهما فقط، ويطلق مصطلح الحمل الخطر أيضًا على حالات الحمل التي يكون استمرار الحمل فيها خطراً، كما أن الحمل الخطر هو الحمل الذي يفضل عدم حدوثه من الأساس والذي يكون خطرًا على صحة المرأة الحامل حسب رأي الأطباء.
لاحظي أيضا أن هناك بعض الحالات التي يطلق عليها مصطلح الحمل الخطر والتي يمكن من خلالها الحفاظ على صحة الأم والجنين عن طريق اتباع عدة نصائح وإرشادات ومن هذه الحالات تعرض الحامل لما يعرف بتسمم الحمل، حيث يمكن من خلال المتابعة المستمرة إنقاذ الأم والجنين ويعرف تسمم الحمل بأنه حالة تصيب الحامل بعد الأسبوع العشرين بسبب إصابتها بارتفاع ضغط الدم غير الطبيعي بالإضافة إلى الإصابة بارتفاع نسبة البروتين في البول وهناك أعراض تنبئ بإصابة الحامل بتسمم الحمل ومنها حدوث الصداع والزغللة في العينين، وكذلك تورم الجسم بسبب احتباس السوائل مما يستدعي الخضوع للرقابة الطبية.

الحالات التي يجب أن تتابع الحمل منذ بدايته

1. اعلمي أن هناك بعض حالات الحمل التي تحتم أن تخضع فيها الحامل للمتابعة الطبية منذ اليوم الأول لحدوث الحمل وحتى حدوث الولادة ومن هذه الحالات حالة حدوث الحمل في سن صغيرة للمرأة مثل أن يحدث الحمل في سن الخامسة عشرة، أو أن يحدث الحمل في سن متأخرة أي بعد الخامسة والأربعين مثلاً علمًا أنه يفضل أن يحدث الحمل خلال سن الخصوبة للمرأة.
2. لاحظي أن المرأة التي تكون معرضة للحمل الخطر هي المرأة التي سبق أن تعرضت لحالة الإجهاض المتكرر، ولذلك يجب أن تتابع لدى طبيبها منذ إجراء فحص الحمل والتأكد من ثبوته، وكذلك المرأة التي تعرضت لحالة تكرار موت الأجنة خلال فترة متفرقة من الحمل، أو المرأة التي تعرضت إلى موت الجنين عند الولادة .
3. اعلمي أن هناك حالات يشدد فيها الأطباء على أهمية متابعة الحمل منذ بدايته من أجل محاولة الحفاظ عليه والحفاظ على صحة الأم مثل الحالات التي تكون فيها الأم مصابة ببعض الأمراض قبل الحمل والزواج مثل المرأة التي تعاني من عيوب خلقية في تشريح القلب والتي ترتبط بالصمامات وكذلك في حال وجود حالة من الضعف في عضلة القلب مما يستوجب الرعاية الطبية المكثفة وكذلك في الحالات التي تصاب فيها الأم بأعراض مرضية خلال الحمل مثل تعرضها للجلطة أو اكتشاف إصابتها بسرطان الثدي خلال الحمل.
4. اعلمي أن هناك حالات يجب المتابعة المستمرة لها مثل حالة إصابة المرأة بمرض وراثي وهو من الأمراض التي يصعب علاجها يعني أنها تكون معرضة لإنجاب أطفال مشوهين، وفي هذه الحالة يتم متابعة فحص كروموسومات الجنين وفحوصات جينية أخرى.

نصائح هامة للحفاظ على صحة الحامل من مضاعفات الحمل

• اهتمي بأن يحدث الحمل لديك في سن الخصوبة بمعنى أن لا تخططي لحدوث حمل غير آمن بعد سن الخامسة والثلاثين.
• احرصي على مراقبة أي أعراض غير طبيعية قد تبدأ في الظهور على جهازك البولي؛ مثل حدوث تغير في لون البول بحيث يميل إلى الاصفر الداكن، وكذلك تغير في قوامه مثلاً، ويجب في حال ملاحظة اي تغيرات أن تتوجهي إلى الطبيب فورًا حيث سيطلب منك إجراء فحص لمزرعة بكتيرية من عينة من البول، والتأكد من مسبب الالتهابات؛ لكي تحصلي على العلاج المناسب قبل حدوث مضاعفات قد تمتد إلى عنق الرحم وتؤذي الجنين وقد تؤدي إلى الولادة المبكرة.
• اهتمي بالتواصل المستمر والفحص الشهري أو مرتين كل شهر مع طبيبك، مع ضرورة الذهاب إليه بلا تردد في حال ظهور عرض غير طبيعي، حيث يلعب وعي الحامل وتمتعها بالثقافة الصحية دوراً كبيراً في تقليل نسبة واحتمالات التعرض لمضاعفات الحمل مثل خطر التعرض للولادة المبكرة؛ فهناك أعراض خطرة قد تتغاضى عنها الحامل؛ مثل حدوث نزف مستمر أو متقطع على شكل نقط والمغص المتقطع، والشعور بثقل وألم مستقر في أسفل البطن، وهذه الأعراض تكون أعراضاً منذرة بتوقع حدوث ولادة مبكرة.
• اطلبي من طبيبك وبشكل خاص أن يواظب على قياس طول عنق الرحم في الأسبوع الثامن عشر تحديدًا من أسابيع الحمل؛ أي في شهرك الخامس، لكي يتأكد من أن سلامة عنق الرحم وبأنه ما زال مغلقاً، ما يعني أنه ليست هناك أي احتمالات لحدوث ولادة مبكرة، حيث إن كان هناك مشاكل فقد يمكن علاجها بعدة احتياطات طبية قبل تفاقمها.
• اعلمي أن هناك مشاكل تعد طبيعية وعادية مع اقتراب الولادة ويجب أن تكوني مطمئنة لها ولا تستدعي الذهاب للطبيب مثل كثرة التبول وعودة الشعور بحرقة المعدة بسبب كبر حجم الجنين وضغطه للأعلى وأيضًا التعرض لما يعرف بالطلق الكاذب، حيث ستشعرين بتقلصات في أسفل البطن وتعد مثل هذه التقلصات مفيدة وهامة للحامل؛ لأنها تعزز وترفع من فرص الولادة الطبيعية، ولكن في بعض الأحيان قد تكون خطرة في حال كانت شديدة وفي حال إصابتك بالتقلصات مع عدم القدرة على الوقوف على قدميك لفترة طويلة.

قد يهمك أيضا: كيف يتأثر جسم الحامل أثناء الثلث الأخير من الحمل؟
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.