mena-gmtdmp

اليوم العالمي لليوغا 2025.. من أجل أرض واحدة، صحة واحدة

فتاة تلعب اليوغا بحديقة المنزل
فتاة تُمارس اليوغا باليوم العالمي لليوغا

في العصر الحديث، تكتسب ممارسة رياضة اليوغا أهمية خاصة، فهي تُقدم نهجاً شاملاً للصحة والرفاهية في عالم غالباً ما يتسم بالتوتر وأنماط الحياة الخاملة، في ظل ما يحيط بنا ونحيا في خضمه من فضاءات تكنولوجية، جعلت الكثيرين يفضلون الراحة والسهولة التي توفرها التكنولوجيا على بذل الجهد البدني، مما أثر سلبياً على الصحة واللياقة البدنية، ومن ثمّ فقد ظهرت أهمية اليوغا وممارستها بشكل لافت، وفي ظل العمل على رفع مستوى الوعي العالمي بالفوائد العديدة لممارسة اليوغا، يحتفل العالم اليوم 21 يونيو باليوم العالمي لليوغا.

اليوغا هبة لا تُقدّر بثمن


وفقاً للموقع الرسمي للأمم المتحدة un.org، فقد اقترحت الهند مشروع القرار المُنشئ لليوم العالمي لليوغا، وأيدته 175 دولة عضواً، وهو رقم قياسي؛ حيث قدّم رئيس الوزراء ناريندرا مودي هذا الاقتراح لأول مرة في خطابه خلال افتتاح الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة، حيث قال (بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة): "اليوغا هبة لا تُقدّر بثمن من تقاليدنا العريقة. تُجسّد اليوغا وحدة العقل والجسد، والفكر والفعل.. نهجاً شاملاً قيّماً لصحتنا ورفاهنا. اليوغا ليست مجرد تمرين؛ إنها وسيلة لاكتشاف الشعور بالتوحد مع الذات والعالم والطبيعة".
خلال خطابه، أشار رئيس الوزراء الهندي إلى أنه ليس إنجازاً عادياً أن تتبنى 175 دولة اليوغا في غضون 11 عاماً فقط بعد أن أعلنت الأمم المتحدة يوم 21 يونيو يوماً عالمياً لليوغا عام 2014.
بحسب قرار الأمم المتحدة، تأتي أهمية اليوغا لأنها تشجع الأفراد والشعوب على اتخاذ خيارات صحية، وتدعوهم لاتباع أنماط حياة تُعزز الصحة الجيدة، وفي هذا الصدد، حثّت منظمة الصحة العالمية الدول الأعضاء فيها على مساعدة مواطنيها على الحد من الخمول البدني، الذي يُعدّ من بين الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم، وعامل خطر رئيسي للأمراض غير المعدية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري، فاليوغا أكثر من مجرد نشاط بدني. وعلى حد تعبير أحد أشهر ممارسيها، الراحل ب. ك. س. أيينجار، "تعمل اليوغا على تنمية طرق الحفاظ على موقف متوازن في الحياة اليومية، وتمنح المهارة في أداء أفعال الفرد".

احتفال 2025: اليوغا من أجل أرض واحدة، صحة واحدة

يحتفل العالم هذا العام 2025 باليوم العالمي لليوغا في نسخته الحادية عشرة تحت شعار "اليوغا من أجل أرض واحدة، صحة واحدة"، والذي يُجسّد حقيقةً جوهريةً مفادها أن العافية الشخصية وصحة الكوكب مترابطتان لا ينفصلان، كما يُذكرنا شعار هذا العام، بأهمية تكاتف العالم لضمان مستقبل سعيد وصحي للأجيال الحالية والمستقبلية، فلليوغا فوائد جمة لا يمكن تجاوزها، فهي تُقوّي الجسم، وتُهدئ العقل، وتُعزّز الشعور بالوعي والمسؤولية في الحياة اليومية. هذا الوعي الذي يُتيح للفرد اختيار أنماط حياة أكثر صحة واستدامة. باهتمامنا بأنفسنا، نبدأ برعاية الأرض، انعكاساً للروح الهندية الراسخة "فاسودهايفا كوتومباكام" - العالم عائلة واحدة.
وتُنظّم فعالية الاحتفال باليوم العالمي لليوغا البعثة الدائمة للهند لدى الأمم المتحدة بالتعاون مع الأمانة العامة للأمم المتحدة، في منطقة الحديقة الشمالية بمقر الأمم المتحدة.
قد ترغبين في متابعة الرابط التالي: اليوغا من رياضة إلى خشبة المسرح

ما هي اليوغا ولماذا نحتفل بها، ومنْ أبو اليوغا؟

فتاة تُمارس اليوغا باليوم العالمي لليوغا


كلمة "يوغا" مشتقة من الجذر السنسكريتي "يوغ"، وتعني "الانضمام" أو "الارتباط" أو "التوحد"، وترمز إلى اتحاد الجسد والوعي. واليوغا ممارسة بدنية وعقلية وروحية قديمة، نشأت في الهند، ولليوغا فوائد كثيرة منها:

  • فوائد بدنية وصحية تقلل من الإصابة بالعديد من الأمراض
  • تعمل على زيادة المرونة
  • زيادة قوة العضلات وشدها
  • تحسين التنفس والطاقة والحيوية
  • تحافظ على توازن التمثيل الغذائي
  • لها دور كبير في إنقاص الوزن
  • تعزز صحة القلب والدورة الدموية
  • تعمل تحسين الأداء الرياضي
  • تعمل على الحماية من الإصابات

أبو اليوغا هو: "مهاريشي باتانجالي"، وقد قام بجمع وصقل جوانب مختلفة من اليوغا بشكل منهجي في كتابه "يوغا سوترا" والذي يُعد دليلاً شاملاً لتدريب اليوغا، ويقدم فيه رؤيته حول طبيعة العقل وكيفية السيطرة عليه؛ لتحقيق الهدوء الداخلي عبر شرح فلسفة اليوغا كطريق لتحقيق الذات والتخلص من المعاناة، من خلال ممارسة التأمل والانضباط الذاتي، ويعتبر "يوغا سوترا" مرجعاً أساسياً لمعظم ممارسي اليوغا اليوم، ويوفر لهم إطاراً نظرياً وعملياً لفهم وتطبيق مبادئ اليوغا. التي تعتمد على التأمل وأهميته كأداة لتحقيق الهدوء العقلي والتركيز، فالتأمل جزء أساسي من رحلة اليوغا.
قدم م باتانجالي في "يوغا سوترا" الأركان الثمانية لليوغا (أشتانجا يوغا)، وهي بمثابة خطوات عملية لتحقيق حالة من الوعي العميق، وهي ياما، نياما، آسانا، براناياما، براتياهارا، دارانا، ديانا، وسمادهي. هذه الأركان تقدم مساراً شاملاً لتحقيق التوازن والانسجام بين الجسد والعقل والروح.
السياق التالي يعرفك على أحد المهتمين باليوجا بعالمنا العربي: فاطمة المنصوري أول بحرينية في مؤتمر أمريكي لليوغا