مرحلة المراهقة هي فترة التغيرات الجسدية والنفسية السريعة، وما يرتبط بسلوكيات إيجابية وأخرى سلبية؛ وفقاً لطاقة المراهق، التي تسير على نحو هادئ فتمر، بينما تزداد وتظهر على شكل اندفاعات سلوكية في أوقات كثيرة، وفي كلتا الحالتين يمكن العلاج؛ بتوجيه هذه الطاقة إلى قوة إيجابية، وهو ما تطرحه النظريات الطبية الحديثة، بجانب توجيه الآباء لتعديل الطاقة المنخفضة لدى المراهق، وتحويل الطاقة الزائدة إلى سلوك بناء وتصرفات إيجابية خلال الفترة التنموية.
في هذا التقرير نتعرف إلى مفهوم الطاقة، وكيفية تحويل الطاقة العالية للمراهق إلى طاقة إيجابية، وما هي متلازمة التعب المزمن؟ مع رصد لعدد من النصائح للعمل بها، وذلك وفقاً لموقع " Healthy line " الطبي.
مفهوم الطاقة لدى المراهق

- الطاقة الإيجابية العالية هالة تحيط بالإنسان، تُشعر المراهق بالاتزان والطمأنينة، وإن قلَّ معدل الطاقة بداخله، كان المراهق متضايقاً، عصبياً، أو مكتئباً.
- يمكن للمراهق التحكُّم في هذه الطاقة من خلال أفكاره؛ فإن زادت الطاقة السلبّية كثُرت الأفكار المندفعة، وتحولت داخل الجسم لأمراض متعددة.
- " متلازمة التعب المزمن" تعد حالة من التعب والتوتر والإرهاق المزمن، تؤثر على الجسم، وعلى الحالة النفسية، وتظهر لدى المراهق وخاصة الفتيات، في صورة عدم الشعور بالقدرة على مُمارسة واجباتهم المدرسية اليوميّة، ما يتسبب بالرُّسوب.
- نقص الطاقة هو الشعور بالتعب والإرهاق والكسل والفتور بشكل مستمر، وما يُصاحبها من ظهور لأعراض جسدية، وذهنية وعاطفية.
- اعتماد بعض المراهقين في نظامهم الغذائي على الأطعمة المصنعة وكثرة السكر، بجانب قلة النوم، من أسباب الشعور بالضعف والتعب والإرهاق.
فوائد ومضار الطاقة العالية للمراهق:

في هذا المجال سجل الباحثون من مركز جامعة روتشستر الطبي في نيويورك، أن المراهقين ذوي الطاقة العالية من المرجح أن يستمروا في ممارسة النشاط البدني في حياتهم اللاحقة.
ومن المحتمل أن يكونوا أقل عُرضة للإصابة بالخرف في سن الشيخوخة؛ لأن لديهم أنماط حياة أكثر انشغالاً، مقارنة بالأطفال الخجولين أو قليلي الطاقة.
وذلك بعد أن قام الباحثون بدراسة وتسجيل الصفات الشخصية لـ 80 ألفاً من طلاب المدارس الثانوية، وقاموا بفحص نتائجهم الصحية على مدار 50 عاماً.
كما أثبت الباحثون أن خفض الطاقة وقلتها قد تؤدي إلى العزلة الاجتماعية للمراهق، والتي قد تؤدي إلى التهاب في الدماغ، أو قد تجعل الشخص أكثر عرضة لاتباع أسلوب حياة غير صحي.
وأضاف الباحثون أن التنشئة الاجتماعية مهمة الآباء للحفاظ على توازن معدل الطاقة داخل الابن أو الابنة المراهقة، كما أنها تحفزه على مشاركة العقل بطريقة تعزز الصحة المعرفية.
أبرز 8 مشاكل تتعرض لها المراهقات وأهمية إدراك الآباء لها
طرق مدروسة لتوجيه طاقة المراهق العالية

ذكر معظم الأبحاث أن عدم تصريف الطاقة الزائدة للمراهق، تتسبب في الكثير من السلوكيات الاندفاعية، وهنا نذكر بعض الطرق المدروسة لتوجيه هذه الطاقة بشكل إيجابي.
إليكِ عدد من الطرق:
الأنشطة اللامنهجية: تشجيع المراهق على الانخراط في أنشطة يحبها، مثل الرياضة، الفنون، أو العمل التطوعي.
هوايات جديدة: مساعدة المراهق في اكتشاف هوايات جديدة، تساعده على التعبير عن نفسه وتطوير مهاراته.
العواقب المنطقية: حددي عواقب واضحة لعدم الالتزام بالقواعد، وتأكدي من تطبيق ابنك المراهق لها بشكل عادل.
المرونة: كوني مرنة في بعض الأحيان، ولكن حافظي على ثبات طفلك المراهق في تطبيق القواعد.
النوم: كما ذكرت الأبحاث أن المراهق يحتاج لمزيد من النوم مقارنة بسنوات الطفولة، ونقصه يؤدي لتفاقم السلوك الاندفاعي لديه.
أسباب "متلازمة التعب المزمن" في جسم المراهقين

نقص التغذية
يعتمد الكثير من الشباب والمُراهقين بشكل أساسي على الوجبات السريعة الفقيرة بالعناصر الغذائيّة، هذا ما يتسبب لهم غالباً في الإصابة بفقر الدّم، الذي من أعراضه الشُّعور بانخفاض الطاقة والشعور بالتعب العام.
قلّة المياه في الجسم
تُعتبر سبباً مباشراً للشعور بانخفاض الطّاقة والتعب العام، بينما الاعتماد على العصائر والمشروبات الغازيّة لا تحل مكان المياه، بل تعتبر مرضاً يزيد من مشكلة الجفاف، ما قد يُهدد حياة المراهق.
الجلوس لوقت طويل
يجلس الكثير من الشباب والمراهقين ساعات طويلة أمام الشاشات، دون القيام بأيّ نشاط حركي، ما يزيد من احتمال تعرُّضهم للسمنة، كما أنّ قلّة حركة الجسم تستنزف الطاقة، فتجعل الشخص غير قادر على القيام بأيّ نشاط.
السهر الطويل
يُعتبر السهر من أكثر الأَسباب المُؤدية إلى انخفاض عالٍ في الطاقة، ما يؤثر على الوظائف الحيويّة، فتتراجع وظائف أعضاء الجسم ويقل النشاط في الدماغ، وتضعف الذاكرة، فضلاً عن التعب العام.
التفكير السلبي
الأفكار السلبيّة تستنزف الطاقة بشكل كبير، مثل توقُّع حُدوث الأشياء السيئة، ولوم الذات والغيرة المرضية، الاستياء والشك، والمخاوف والعصبية، ما يتسبب في فقدان طاقة الجسم.
العزلة

انعزال المراهق والبقاء في المنزل لمدَّة طويلة، وعدم مُخالطة الناس وعدم الخروج مع الأصدقاء، يجعل الشخص كئيباً وحزيناً، هذا ما يتسبَّب في استنفاد طاقة الجسم بشكلٍ كبير.
أعراض "متلازمة التعب المزمن"
- التعب والضعف الشديد الذي قد يجعل من الصعب القيام من السرير لعمل الأنشطة اليومية الطبيعية.
- الصداع. الدوخة. وأعراض عاطفية، مثل فقدان الاهتمام بالأنشطة المفضلة.
- مشاكل النوم، مثل مشكلة الأرق، والتي تزداد سوءاً بعد الجهد البدني أو العقلي.
- الدوار الذي يزداد سوءاً بعد الوقوف أو الجلوس بعد الاستلقاء.
- مشاكل مع التركيز والذاكرة، الصداع وآلام المعدة.
حلول عملية لزيادة طاقة الجسم:

التغييرات في نمط الحياة:
يمكن أن تساعد المراهق؛ إذ لا يوجد علاج معروف لـ"متلازمة التعب المزمن"، شرب كميّات كافية من الماء؛ حيث يساعد ذلك على تنشيط الدّورة الدمويّة، والحماية من جفاف الجسم، وتجديد الخلايا، ممّا يحفِّز الطاقة.
تناول الأطعمة الصحية:
يقلل من تقليل كمية السعرات الحراريّة؛ حيث إنّ السُّمنة تُعد من أبرز المُسببات لهذه المشكلة.
الحرص على تناول وجبة الإفطار بشكل يوميّ:
وأن تكون غنية بكل العناصر التي يحتاجها الجسم.
إجراء الفحوصات اللازمة بشكل دوري:
للتأكُّد من عدم وجود نقص في الفيتامينات المُختلفة، التي يؤدي نقصها إلى حدوث مشكلة نقص الطاقة.
الحصول على قدر كافٍ من النوم يومياً:
بمُعدل لا يقل عن ثماني ساعات، ويفضَّل أن يكون في الليل.
ممارسة التمارين الرياضية:
وبشكل دوريّ ومستمر؛ للحفاظ على طاقة الجسم ومُرونته وليونته.
تناول المكملات الغذائية:
وذلك في حال وجود نقص في العناصر المُختلفة، أو الحصول عليها من مصادرها الطبيعيّة.
تخليص الجسم من السموم المتراكمة فيه:
حيث يؤدِّي تراكمها إلى انخفاض حاد في كفاءة الأعضاء.
التخلّص من التوتر والقلق:
حيث تفرز هرمونات عالية من الأدرينالين والكورتيزول، وهذا ليس صحياً في كل الأوقات.
فحص الغدة الدرقية:
حيث تؤثر اضطراباتها بصورة مباشرة في كفاءة الجسم وطاقته.
التعرض لفترة كافية إلى الشمس:
خاصةً في ساعات الصّباح، وتبدأ منذ الساعة الحادية عشرة ظهراً وحتى الرابعة عصراً.
تنظيم الحياة:
حيث إنّ ازدحام البرنامج اليومي بصورة عشوائيّة، يقلّل من الإنجاز، ويزيد من المجهود والطاقة المُهدرة.
* ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.