يُعرَفُ الكرياتين بأنه أحدُ الأحماضِ الأمينيَّة الموجودةِ في المخِّ والعضلات، ويتوفَّرُ بكثرةٍ في اللحومِ الحمراء، والمأكولاتِ البحريَّة، كما يُحصَلُ عليه من المكمِّلاتِ الغذائيَّة التي تباعُ في الصيدليَّات. ويمكن للكبدِ، والكليتَين، والبنكرياس تصنيعُ جرامٍ واحدٍ من الكرياتين يوميًّا، لكنْ ما فوائده للجسم، وما علاقتُه بالعضلاتِ عند استخدامِ إبرِ التنحيفِ لخسارةِ الوزن؟
إنتاج الطاقة السريعة وزيادة الكتلة العضلية
الكرياتين أحدُ أنواعِ المركَّبات التي يُنتِجُها الجسمُ بشكلٍ طبيعي، لكنْ بنسبةٍ قليلةٍ، تبلغ نحو جرامٍ واحدٍ يومياً داخل الكبدِ، والبنكرياسِ، والكليتَين. وهو حمضٌ أميني، يوجدُ بشكلٍ كبيرٍ في العضلاتِ، والدماغ، ويتوفَّرُ في عناصرَ غذائيَّةٍ متنوِّعةٍ مثل اللحومِ، والدواجن، والمأكولاتِ البحريَّة، ويلعبُ دوراً مهماً في إنتاجِ الطاقةِ في العضلات، ودعمِ العمليَّات الحيويَّة في الجسمِ بشكلٍ عامٍّ، ويطردُ الجسمُ كميَّةً قليلةً منه خلال الأنشطةِ اليوميَّة، خاصَّةً التي تحتاجُ إلى بذلِ مجهودٍ كبيرٍ.
ويعدُّ الكرياتين من أكثر المركَّبات التي تستعملها اللاعباتُ حول العالم، إذ إنه عنصرٌ أساسٌ في المكمِّلات الغذائيَّة، ويتوفَّرُ على شكلِ كبسولاتِ مكمِّلاتٍ غذائيَّةٍ لزيادةِ كتلة العضلات، وتحسينِ الأداءِ الرياضي للاعباتِ كمال الأجسام، على سبيل المثال. كذلك، يمكن تناوله لعلاجِ بعض الأمراضِ، والمشكلاتِ الجسديَّة، بينها الأمراضُ العصبيَّة والعضليَّة، واضطراباتُ الدماغ، وفشلُ القلبِ الاحتقاني، ومشكلاتُ الشرايين، وقد يُستَخدمُ في القضاءِ على شيخوخةِ البشرة.
أمَّا إبرُ التنحيف، التي باتت حديثَ الجميع، إذ تعدُّ صيحةً رائجةً على نطاقٍ واسعٍ في عالمِ الصحَّة والتجميل، فتتضمَّنُ موادَّ، تُحقَن في الجسمِ لإخراجِ الشحم من الخلايا الدهنيَّة الموجودةِ تحت الجلد عبر تحويلها إلى أحماضٍ أمينيَّةٍ، تتسرَّبُ للأوعيةِ الدمويَّة.
حول علاقةِ الكرياتين وخسارةِ الكتلةِ العضليَّة بإبرِ التنحيف، تحدَّثت لـ «سيدتي» غيدا عبدالنور، اختصاصيَّةُ التغذيةِ الرياضيَّة، موضحةً في البدايةِ، أن «الحفاظَ على الكتلةِ العضليَّة مهمٌّ جداً للنساءِ اللاتي يستخدمن إبرَ التنحيف، ويكون ذلك من خلال تناولِ كميَّاتٍ كافيةٍ من البروتين في الطعام، وممارسةِ تمارين القوَّة، والتركيزِ على التوازنِ والتنوُّعِ في تخطيطِ الوجبات، وللعلم يساعدُ النظامُ الغذائي الغني بالبروتين في منعِ فقدانِ العضلات أثناء رحلةِ خسارةِ الوزن، وهو أمرٌ ضروري للصحَّة العامَّة، وعمليَّاتِ الأيض أيضاً».
وذكرت الاختصاصيَّة، أن «وظيفةَ الكرياتين، هي إنتاجُ الطاقةِ السريعة، وزيادةُ الكتلةِ العضليَّة، أو الحفاظُ عليها وتحسينها، وهناك دراساتٌ عدة، أثبتت هذا الأمر، بينما تجدُ إبرُ التنحيفِ بمختلفِ أنواعها وأشكالها مثل الأوزمبيكOzempic ، والمونجارو Mounjaro انتشاراً كبيراً في الفترةِ الجارية، خاصَّةً بين المريضاتِ اللاتي يقاومن الأنسولين، وتكون شهيَّتهن مفتوحةً».
وعن العلاقةٍ بين إبرِ التنحيفِ والكرياتين، تجيبُ: «لا توجدُ علاقةٌ مباشرةٌ بين هذه الإبرِ والكرياتين، الذي يعملُ على تعزيزِ الكتلةِ العضليَّة، وخسارةِ الوزن. إبرُ التنحيف، تعملُ أيضاً على خسارةِ الوزن، والتخلُّص من السُّمنة الزائدة. وهنا يجبُ أن أشير إلى نقطةٍ مهمَّةٍ، وهي أن العلاقةَ بينهما علاقةٌ غير مباشرةٍ، لأنهما يلعبان الدورَ نفسه، وهو خسارةُ الوزن».
وتضيفُ: «النساءُ اللاتي يتناولن الكرياتين غايتهن من ذلك تكبيرُ الكتلةِ العضليَّة، وهن يتمتَّعن تلقائياً بطاقةٍ كبيرةٍ، وقوَّةٍ، ونشاطٍ نتيجةَ حرقِ الدهون، وهذا الأمرُ يؤدي إلى خسارةِ الوزن. أمَّا في حالِ أخذن مع الكرياتين إبرَ التنحيف فهدفن كبحُ الشهيَّة، والحدُّ من كميَّة السعراتِ الحراريَّة المرتفعة، وبهذه الطريقةِ، يحصلن على جسمٍ رشيقٍ ومثالي في وقتٍ قصيرٍ. إذاً، فعلياً الكرياتين وإبرُ التنحيف، تعملُ للسببِ نفسه».
يمكنك أيضً الاطلاع على مكملات الفطر سندٌ فعّال للصحة
الوقاية من إصابات العضلات
الكتلةُ العضليَّة في جسمِ النساء أقلُّ من الرجال، ويساعدُ الكرياتين، حسبَ عبدالنور، في زيادتها عن طريق زيادةِ سحبِ العضلاتِ للماء، وارتفاعِ مستوى الهرمونِ المرتبطِ بنموِّها وقوَّتها، وتذكرُ: «تشيرُ الدراساتُ إلى أن الكرياتين قد يُقلِّل من الإرهاق الذهني، ما يُقلِّل من الاضطراباتِ المزاجيَّة المرتبطةِ بالإرهاقِ والضغطِ النفسي، وتساعدُ المكمِّلاتُ الغذائيَّة مع ممارسةِ التمارين الرياضيَّة في تعويضِ النقصِ بالكتلةِ العضليَّة، كما تفيدُ مَن تعاني من هشاشةِ العظام المرتبطةِ بانقطاعِ الطمث».
وتستطردُ الاختصاصيَّة في هذا الجانب: «يساعدُ الحصولُ على الكرياتين قبل ممارسةِ التمارين الرياضيَّة في الوقايةِ من إصاباتِ العضلات مثل الشدِّ العضلي، والوقايةِ من إصاباتِ العظامِ، والأوتارِ، والأربطةِ، والأعصاب، ويرجعُ ذلك إلى دورِ الكرياتين في مقاومةِ الجفاف، وسحبِ العضلاتِ للماء من الجسم. أيضاً يساعدُ الكرياتين في زيادةِ الكتلةِ العضليَّة، وقوَّةِ العضلة، ما يُقلِّل من الدهونِ في الجسم، ويجعله أكثر قوَّةً وصلابةً. ويشيرُ أحدُ الأبحاثِ الحديثة إلى أن تناولَ المكمِّلاتِ الغذائيَّة التي تحتوي على الكرياتين لمدةِ شهرٍ كاملٍ، يؤدي إلى خفضِ مستوى الدهونِ الثلاثيَّة والكولسترول في الدم، خاصَّةً عندما تكون نسبُ هذه الدهون مرتفعةً، ومرتبطةً ببعض الأمراضِ مثل تصلُّب الشرايين، وارتفاعِ ضغطِ الدم، والسكري».
وتوضحُ أن «الكرياتين، يسهمُ في خسارةِ الوزن، والتنحيفِ من خلال خفضِ مستوى الدهونِ في الجسم، وتحسينِ قدرته على ممارسةِ التمارين الرياضيَّة، والتقليلِ من فرصِ الإصابة، ما يساعدُ في حرقِ كميَّاتٍ أكبر من السعراتِ الحراريَّة والدهون، ونموِّ العضلاتِ وتقويتها».
وتؤكِّد عبدالنور، أن «الكرياتين له مستقبلٌ واعدٌ أيضاً في علاجِ الاكتئاب لدى النساء، لكننا في حاجةٍ إلى مزيدٍ من الدراساتِ لمعرفة الجرعاتِ المطلوبة للوصولِ إلى هذه الفائدة»، مبيِّنةً أن «الأبحاث أثبتت أنه يساعدُ في محاربةِ علاماتِ الشيخوخة، ويعالجُ الضررَ الناتجَ عن الشمسِ والتجاعيد، أي أن فوائده صحيَّةٌ ونفسيَّةٌ للجسم».
إبر التنحيف لا تؤثر في نسبة الكرياتين
جميع النساءِ معرَّضاتٌ، بعد بلوغهن سنَّ الثلاثين، لأن يخسرن جزءاً من قوَّتهن العضليَّة. وهنا، يلعبُ الكرياتين دوراً أساسياً للحدِّ من خسارةِ العضلات، ويساعدُ في تكبيرها، أو ترميمها، لذا من المهمِّ تناوله، لتجنُّب الوقوعِ في مشكلاتٍ صحيَّةٍ، تتعلُّق بالعضلاتِ والعظام، حسب عبدالنور. تتابعُ: «أثبتت دراساتٌ أن تناولَ الكرياتين، يسهمُ كثيراً في تحسينِ المزاج، وتقويةِ الذاكرة، والتخلُّصِ من التعبِ، وقلَّةِ النوم، والتوتُّر، والإجهاد، ويجبُ على النساءِ اللاتي يخضعن لحميةٍ غذائيَّةٍ تناوله للتمتُّع بالنشاطِ، إذ قد يخسرنه بسببِ هذه الحمية».
وتنصحُ الاختصاصيَّة بتناولِ من ثلاثة إلى خمسةِ جراماتٍ من الكرياتين يومياً، مع ضرورةِ أخذ استشارةٍ طبيةٍ، وتقولُ: «في حال كانت المرأةُ رياضيَّةً، وتعاني من إرهاقٍ وتعبٍ شديدين، يُفضَّل أن تتناول الكرياتين بعد التمارين. أمَّا المرأة العاديَّة، فيمكن أن تتناوله في أي وقتٍ خلال النهارِ للحصولِ على فوائده مثل تحسينِ الذاكرة، والحفاظِ على العظامِ والعضلات، مع أهميَّة التركيزِ على شربِ الماء بكميَّاتٍ كبيرةٍ، لأنه يقومُ بحبسِ الماءِ في الجسم».
وتؤكِّدُ عبدالنور في ختامِ حديثها، أن «إبرَ التنحيفِ لا تؤثِّر إطلاقاً في نسبةِ الكرياتين الموجودةِ في العضلات، لا بل أنصحُ كلَّ امرأةٍ، تستخدمُ إبرَ التنحيف بتناولِ الكرياتين. إبرُ التنحيف تحدُّ من الشهيَّة، وتجبرها على تناولِ سعراتٍ حراريَّةٍ قليلةٍ جداً، ما يؤدي إلى خسارةِ العضلات، فيأتي الكرياتين لتعزيزها».
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط