ردات الفعل التحسسية.. المفاهيم الصحيحة والخاطئة

ردات الفعل التحسسية المفاهيم الصحيحة والخاطئة
ردات الفعل التحسسية المفاهيم الصحيحة والخاطئة (الصورة من Freepik)

غالباً ما تعدّ أمراض الحساسية، على الرغم من شيوعها، من الحالات الطبية المحيّرة جداً. كما تعدّ الإدارة الفعالة لهذه الأمراض، والتعرّف إليها بطريقة استباقية، من الأمور البالغة الأهمية؛ لأن هناك أشياء غير ضارة، مثل الموز، يمكن أن تؤدي إلى رد فعل تحسسي شديد. وبينما قد يكون المرء على دراية بالمحفزات الاعتيادية لردات الفعل التحسسية والأعراض المرتبطة بها، يعد الفهم الأعمق للمسببات، والتخلّص من المفاهيم الخاطئة، وتبني طرقاً وقائية فعالة، أمراً حاسماً لإدارة أمراض الحساسية بكفاءة وفاعلية.

(الصورة من Freepik)

الدكتور خالد شكري: ردات الفعل التحسسية حالات معقدة وغير متوقعة، وتؤثر في حياة الأفراد بطرق متعددة

 


تم إدخال رضيع عمره 4 أشهر إلى غرفة الطوارئ في أحد المستشفيات بعد تناوله حبة موز لتهيئة جسمه للأطعمة الصلبة. لكن سرعان ما تحول هذا الأمر إلى محنة مرعبة لذوي الطفل الذي عانى من ردة فعل تحسسية شديدة وفورية؛ الأمر الذي استدعى من الفريق الطبي القيام بإعطاء الطفل حقنة أدرينالين بشكل سريع من أجل التخفيف من الأعراض التي يعاني منها.. قصة حالة مرضية يرويها الدكتور خالد شكري، اختصاصي طب وظيفي ومكافحة الشيخوخة في مركز «ويلث» Wellth بدبي، ليكشف لقراء وقارئات «سيدتي»، أحدث الأبحاث حول ردات الفعل التحسسية.
ما رأيك بالتعرف على علاج حالات الحساسية من البسيطة إلى الشديدة

 


ما الذي يسبب ردات الفعل التحسسية؟


ردات الفعل التحسسية مجال معقد يخضع للكثير من الأبحاث والدراسات بشكل مستمر، في حين أن العديد من الجوانب المتعلقة بهذه الحالات المرضية لم يتم فهمها بالكامل بعد. ويُعتقد أن عوامل مثل اضطرابات جهاز المناعة، والتحولات الهرمونية، والتعرّض لمختلف المواد المسببة للحساسية، تساهم في نشوء أو اختفاء ردات الفعل التحسسية. ومن المثير للذهول أيضاً أن هذه الأمراض قد تظهر أو تتلاشى في مرحلة البلوغ.
وتعدّ المواد المثيرة للحساسية المحمولة في الهواء، مثل غبار الطلع ووبر الحيوانات وعث الغبار والعفن، إلى جانب أغذية محددة، مثل الفول السوداني والمكسرات الشجرية والقمح والصويا والسمك والمحار والبيض والحليب، من أكثر المسببات شيوعاً للأمراض التحسسية. ويمكن للسعات الحشرات وأدوية معينة أن تؤدي أيضاً إلى لإصابة بردّات فعل تحسسية. وتترافق أمراض الحساسية مع أعراض متنوعة، من بينها بقع تشبه خلايا النحل (الشرى)، والحكة، والطفح الجلدي، وتورّم في الوجه، وحساسية مفرطة، والتهاب الجلد التأتبي، والأكزيما، وغيرها الكثير من الأعراض الأخرى.


المفاهيم الخاطئة حول ردات الفعل التحسسية


إن تبديد المفاهيم الخاطئة حول أمراض الحساسية أمر بالغ الأهمية للحصول على فهم دقيق لهذه الحالات، عبر الخطوات الآتية:
أولاً: إن افتراض أن الطعام آمن لمجرد كونه يخلو عادةً من المواد المسببة للحساسية ،أو لأن هذه المواد غير مرئية، لا يعد قراراً حكيماً؛ ذلك أن المواد المسببة للحساسية غير المتوقعة يمكن أن تنشأ في مجموعة متنوعة من الأغذية؛ الأمر الذي يستلزم منا أخذ الحيطة والحذر.
ثانياً: يعد الاعتماد فقط على فحوصات الدم والجلد الإيجابية لتشخيص أمراض الحساسية المرتبطة بالأغذية من المعلومات المضللة أيضاً؛ حيث تشير الأبحاث إلى أن أكثر من 60% من النتائج تقود إلى إجابات موجبة زائفة.
ثالثاً: لا تقتصر مسببات أمراض الحساسية على الأغذية والغبار وبعض الأدوية المعينة، فهناك عوامل أخرى، مثل: العدوى الطفيلية، والتعرّض للسموم الفطرية »الميكوتوكسينات»، والحالات الطبية الجهازية، التي يمكن أن تحفّز ردات الفعل التحسسية.
في هذا السياق يمكنك متابعة نصائح لمواجهة حساسية حبوب اللقاح.. التزمي بها للشعور بالراحة


الوقاية من الأمراض التحسسية


تتنوع محفزات وأعراض الحساسية بشكل كبير؛ ما يتطلب استراتيجيات مصممة خصيصاً للتعامل مع مسببات حساسية محددة.

  1. التصدي لعث الغبار؛ حيث يُنصح بالابتعاد عن استخدام السجادات واختيار الأرضيات الخشبية أو أرضيات الفينيل الصلبة. كما أن التنظيف والكنس المتكرر والمنتظم للوسائد، والدُمى اللينة، والستائر والأرائك، يمكن أن يساعد أيضاً في الحدّ من تراكم المواد المسببة للحساسية.
  2. استخدام مرشح عالي الكفاءة لتنقية الهواء من الجسيمات، إلى جانب مسح الأسطح باستخدام ملابس مبللة ونظيفة، من الإجراءات المفيدة في مكافحة الأمراض التحسسية في المنزل.
  3. إذا لم يكن بالإمكان تفادي الحيوانات الأليفة، فإن المحافظة على نظافتها والاعتناء بها جيداً وتقييد دخولها إلى مناطق معينة في المنزل، ولا سيما غرف النوم، يمكن أن يساعد على التخفيف من تعرضنا للمواد المسببة للحساسية.
  4. يمكننا التصدي لأمراض الحساسية المرتبطة بالعفن والفطور، من خلال الحفاظ على غرفنا جافة وجيدة التهوية، بما يقلل إلى أقصى حد من مستويات الرطوبة، ويشكّل حاجزاً منيعاً أمام نمو العفن والفطور.
  5. الفحص الدقيق للملصقات الغذائية من أجل معرفة المكونات الموجودة، وعند تناول الطعام في الخارج، من الأهمية بمكان أن تُخبر العاملين في المطعم عن ردات الفعل التحسسية التي تعاني منها، وأن تستعلم عن المكونات المستخدمة في الأطباق.
  6. ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من حمى القش أن يكونوا على إلمام بمرضهم. ويطلعوا على حالة الطقس؛ لأنه في حال كانت مستويات التلوث عالية، فقد يكون من الحكمة أن يقللوا تعرضهم للهواء الطلق والمكوث في أماكن مغلقة قدر الإمكان.
  7. من الضروري للأفراد الذين يعانون من ردات فعل تحسسية شديدة، أن يحملوا في كل الأوقات حقن ذاتية للأدرينالين. كما يساعد ارتداء سوار طبي أيضاً على تنبيه الآخرين بمستوى الحساسية التي يعانون منها خلال الحالات الطارئة.


التحكم في ردّات الفعل التحسسية


ردات الفعل التحسسية حالات معقدة وغير متوقعة، وتؤثر في حياة الأفراد بطرق متعددة. وفي حين أنه قد لا توجد طريقة معينة لعلاج أو منع نشوء أمراض الحساسية، بمقدور الأفراد اتخاذ خطوات لإدارتها بشكل فعال؛ حيث توفر الأبحاث الحالية الأمل فيما يتعلق بتحسين خيارات التشخيص والوقاية والعلاج في المستقبل. وفي غضون ذلك، يتيح البقاء على إلمام بالمرض، وطلب الإرشاد الطبي، واتخاذ الاحتياطات اللازمة، للأفراد عيش حياة أكثر صحة وأماناً وخالية من أمراض الحساسية.
هل ترغبين في الاطلاع على حساسية الربيع الأسباب وطرق العلاج.. اكتشفيها وقومي بما يلزم
*ملاحظة من "سيدتي نت" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.