فقر الدم هو حالة صحية شائعة تعني أن الجسم يعاني من نقص عنصر الحديد، والأزمة أن الأمر لا يتوقف عند هذا، بينما انخفاض الحديد له تبعات صحية وخيمة، ويؤثر على جودة الحياة اليومية.
عندما يتعرض الجسم لنقص عنصر الحديد، فهناك أكثر من وسيلة للعلاج، أكثرها شيوعًا في حالة النقص الحاد هي إبر الحديد في الوريد. وللتعرف على مدى فعاليتها التقت "سيّدتي" السيدة رشا، 43 عامًا، التي كانت تعاني من أعراض شديدة متعلقة بنقص الحديد، وتحدثت عن تجربتها مع إبر الحديد في الوريد.
إعداد: إيمان محمد
تجربة رشا مع إبر الحديد في الوريد
تقول رشا بداية: "في الموعد الأول بالمستشفى، تم تشخيص حالتي عبر تحليل دم دقيق أظهر وجود فقر دم حاد. جربت سابقًا تناول حبوب الحديد، لكنها سببت لي غثيانًا شديدًا وألمًا في المعدة، وكانت استجابتي لها ضعيفة. الطبيب شرح أن المعاناة من الأعراض الجانبية وقلة الامتصاص في حالة الحبوب شائعة، لافتاً إلى أن الحقن الوريدية تُعد حلاً سريعًا وآمناً في حالتي، وهو اتجاه يتفق مع ما تدعمه أحدث الدراسات الطبية.
بدأت العلاج بـجرعة واحدة مخففة على 1000 ملغم داخل الوريد خلال 15 إلى 30 دقيقة. ونصحني الأطباء أن أوجه ذراعي بشكل معين يساعد على نجاح عملية الحقن. بدت العملية سريعة، لكن أثرها كان ممتازاً".
الأعراض الجانبية لإبر الحديد الوريدية

شاركتنا السيدة رشا أبرز الأعراض الجانبية التي واجهتها مع العلاج بإبر الحديد الوريدية، مشيرة إلى أنها في الساعات التالية لتناول العلاج شعرت بالتالي:
- إنفلونزا بسيطة مؤقتة.
- صداع خفيف.
- طفح دافئ.
- قشعريرة.
بحسب دراسة نشرت في مجلة Nature، فإن جميع الأعراض السابقة ليست خطيرة، لكن مزعجة. وهذه الحالة اللاحقة للعلاج بإبر الحديد الوريدية هي رد فعل معتدل تختفي أعراضه عادة خلال 48 ساعة. وهنا تقول السيدة الأربعينية عن تجربتها "شعرت بحالة ضعف واختلال في ذاكرتي، لكن بعد يومين ارتفع نشاطي وشعرت بنوع من النشاط، و تلاشى التعب، وزادت طاقتي على نحو ملحوظ".
نتائج علاج نقص الحديد بالإبر الوريدية
أشارت رشا إلى أن التحسن بدا تدريجيًا، وحددت التغييرات التي لاحظتها بعد أسبوع، بالتالي:
تلاشي الإرهاق
انخفاض واضح في الشعور بالإرهاق، فصارت قدرتي على أداء المهام اليومية جيدة، دون الحاجة إلى قيلولة.
تحسن المزاج
شعرت أيضاً بتحسن في المزاج والتركيز، بعد أن كانت أعاني من ضباب ذهني وضياع في الأفكار، وأصبح التركيز أفضل واسترجاع الأفكار أسرع لديّ.
استرجاع الشهية
خلال الفترات الضبابية التي ترافق نقص الحديد قد يشعر المريض بفقدان الشهية والأرق و التعب، غير أن العلاج بالإبر ساهم في عودة الشهية وانتظام النوم الصحي، دون أرق أو توتر.
هذه التحسِّنات تدعمها نتائج الدراسات العالمية حول فاعلية العلاجات الوريدية لدى النساء في سن الإنجاب تحديدًا، حيث أظهرت مراجعة لـ 12 دراسة أن هذه العلاجات تزيد طاقة الإنسان وتحسن الأداء الإعلامي والذهني، حسب دورية Nature.
اقرأي أيضًا كيف أثّر تقليل الكافيين في حياتي وصحتي؟ إليكِ تجربتي
ما تفعلين بعد تحسُن الحديد؟
الأفضل هنا هو المراقبة والتحاليل اللاحقة، وفي حالة رشا بعد أسبوعين، أعاد الطبيب إجراء تحاليل للدم. كانت النتيجة اقتربت من المستويات المثالية، وبدأ الهيموغلوبين يعود لمستواه الطبيعي.
لفت انتباهي أن بعض الأبحاث تشير إلى أن حوالي 60% من النساء يحتجن إلى جرعة ثانية بعد ستة أشهر، حسب استجابة الجسم الفردية. قرر الطبيب متابعتي كل ثلاثة أشهر للتأكد من عدم الحاجة لحقن مستقبلية.
مخاطر إبر الحديد الوريدي
صحيح أن العلاج بإبر الحديد الوريدية مفيدة جداً لعلاج فقر الدم، لكن الأمر لا يخلو من المخاطر، إذ أشار الأطباء إلى احتمال ظهور هبوط في الفسفور بعد تلقي بعض أنواع الحديد الوريدي. إنه أمر نادر لكنه يحتاج متابعة دقيقة حسب pmc. لذا، يجدر بالطبيب المعالج أن يتابع مستوى الفسفور عند وجود أعراض مثل تعب شديد أو آلام في العظام.
وهنا يشدد الأطباء على أهمية المتابعة عبر فحص دوري كل ثلاثة أشهر. وقد يكون كافيًا، عند التأكد أن كل شيء على ما يرام.
مزايا الحقن الوريدية
حدد الأطباء مزايا صحية عديدة للحقن الوريدية، ومنها حقن الحديد، في التالي:
- سرعة الأداء: أثبتت الدراسات أن قطرات الحديد الوريدية ترفع مستوى الحديد بشكل أسرع بكثير من الحبوب.
- قلة الآثار الجانبية المعوية: النساء اللواتي يعانين من مشاكل المعدة مع حبوب الحديد يجدن الراحة مع الحقن الوريدية.
- فعالية موثقة: في الحمل أو ضعف الدم الحاد، يثبت الحديد الوريدي أنه أكثر أمانًا وفعالية، حسب تجارب أجريت على أكثر من 13,000 امرأة حامل.
تنهي السيدة رشا حديثها قائلة: "اليوم، أصبحت أستيقظ نشيطة، أمارس الرياضة بانتظام وأشعر برغبة في متابعة هواياتي كتابةً ومطالعة. أختتم كل يوم بنوم هادئ، وزاد تركيزي وتحسنت علاقاتي العملية والاجتماعية". وتضيف "توصياتي لكل امرأة تفكر في إبر الحديد الوريدية أن تلتزم بالتالي:
- عدم بدء العلاج إلا بعد فحص دم كامل، لتحديد شدة النقص وفهم الخيار العلاجي الأمثل.
- الحرص على متابعة مستوى الفوسفور والحديد بشكل دوري بعد الحقن.
- متابعة الضغط بعد الحقن لأنه قد يرتفع أحياناً بشكل طفيف، لكن لفترة مؤقتة.
- سؤال الطبيب عن نوع الحقن، لأن بعض الأنواع تُعطى بجرعات مرتفعة مرة واحدة، وأخرى تتطلب جرعات متعددة".
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.