في حياتنا اليومية، نمرّ جميعاً بلحظات صعبة، من ضغوط العمل، إلى الخسارة، إلى التوترات العائلية، وهذا طبيعي تماماً. ولكن أحياناً، تتجاوز هذه المشاعر القدرة الطبيعية على التكيّف، وتتحوّل إلى عبء نفسي ثقيل يصعب تجاهله. وهنا يأتي السؤال المهم: متى تصبح الحاجة إلى المساعدة النفسية أمراً ضرورياً لا يجب تأجيله؟ في هذا المقال، سنستعرض العلامات التي تشير إلى أن الوقت قد حان لطلب الدعم النفسي، ولماذا لا يُعتبر ذلك ضعفاً، بل شجاعة ووعياً بالذات مع الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي والبرمجة اللغوية العصبية والعلاج الإيحائي والعلاج بخط الزمن أزنيف بولاطيان.

لماذا نؤجل طلب المساعدة النفسية؟
قبل أن نتحدّث عن العلامات، من المهم أن نفهم الأسباب التي تدفع الكثيرين لتأجيل أو تجنّب طلب الدعم النفسي، ومنها:
- الخوف من وصمة العار الاجتماعية: لا يزال البعض يرى العلاج النفسي وكأنه دليل على "الجنون"، رغم أن العلم أثبت أنه أداة علاجية فعّالة لملايين الناس.
- الاعتقاد بأن المشكلة ستزول من تلقاء نفسها: هذا صحيح أحياناً، لكن المشاكل المزمنة تحتاج إلى تدخل متخصّص.
- الإنكار: قد يكون الشخص غارقاً في معاناته لدرجة أنه لا يدرك أنها غير طبيعية أو تحتاج إلى علاج.
علامات نفسية لا يجب تجاهلها

- مشاعر الحزن أو القلق المستمر: إذا لاحظتِ أنك تشعرين بالحزن أو القلق معظم أيام الأسبوع، ولمدة تزيد على أسبوعين، من دون سبب واضح أو بسبب حدث عابر، فقد تكون هذه علامة على وجود اضطراب نفسي؛ مثل الاكتئاب أو القلق العام.
- فقدان الشغف بالأشياء التي كنتِ تحبينها: إذا أصبحت الأنشطة التي كانت تمنحكِ المتعة، مثل لقاء الأصدقاء أو ممارسة الهوايات، لا تثير أي اهتمام أو متعة، فهذه إشارة مهمة تستدعي الانتباه.
- اضطرابات النوم أو الأكل: الأرق، النوم لساعات طويلة، فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام، هي مؤشرات على أن الجسد يعكس معاناة نفسية داخلية.
- صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات: قد تجدين صعوبة في اتخاذ أبسط القرارات، وتشعرين بتشتّت ذهني مزمن، ما يؤثر على أدائك في العمل أو الدراسة.
- نوبات الغضب أو البكاء المفاجئ: إذا أصبحت سريعة الانفعال أو تبكين لأسباب تبدو بسيطة، فهذا غالباً يعكس ضغطاً نفسياً مكبوتاً.
- الرغبة في العزلة والانطواء: الابتعاد عن الناس، وتجنّب المحادثات أو اللقاءات، قد يكون وسيلة للهروب من مواجهة مشاعر مؤلمة أو قلق اجتماعي.
- أفكار إيذاء النفس أو فقدان معنى الحياة: إذا راودتك أفكار مثل "لا أحد يهتم"، أو "ربما لو اختفيت سيكون الأمر أفضل"، فهذه علامات خطيرة تستدعي طلب مساعدة فورية.
من المهم التعرّف إلى طرق تساعدكِ على التخلص من الطاقة السلبية في جسمكِ وفق علم النفس.
ما الذي يمكن أن تقدمه لك المساعدة النفسية؟

طلب المساعدة من مختص نفسي لا يعني أنكِ ضعيفة، بل يعني أنكِ شجاعة بما يكفي لتواجهي ما يؤلمك. العلاج النفسي يمكن أن يساعدك في:
- فهم جذور مشاكلك النفسية.
- تطوير أدوات للتعامل مع التوتر والمواقف الصعبة.
- إعادة بناء تقديرك لذاتك وتعزيز ثقتك بنفسك.
- التخلص من أنماط التفكير السلبية.
متى يجب طلب المساعدة الفورية من اختصاصي نفسي؟
هناك حالات لا تحتمل التأجيل، ويجب فيها التوجه فوراً إلى مختص نفسي، منها:
- استمرار الأعراض لأكثر من أسبوعين بدون تحسّن.
- تأثير الأعراض على علاقاتك أو عملك أو دراستك.
- وجود تاريخ عائلي لأمراض نفسية.
- الأفكار الانتحارية أو إيذاء الذات.
الصحة النفسية: من يمكنه مساعدتك؟
الصحة النفسية ليست رفاهية، بل أساسٌ لحياة متوازنة وسليمة. تماماً كما نذهب إلى الطبيب عند الإصابة بمرض جسدي؛ من الضروري التوجه إلى اختصاصي نفسي عند الشعور بألم داخلي لا نستطيع تجاوزه وحدنا.
لا تتردّدي في طلب المساعدة، فأنتِ تستحقين أن تعيشي حياة هادئة ومليئة بالسلام.
إليكِ أنواع الاختصاصيين الذين يمكنهم مساعدك:
- الاختصاصي النفسي: يساعدك على فهم مشاعركِ وسلوكك، ويقدم جلسات دعم نفسي منتظمة.
- المعالج النفسي: يستخدم تقنيات علاجية؛ مثل العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج بالتنويم الإيحائي وغيرها.
- الطبيب النفسي: يمكنه تشخيص الحالات النفسية المعقدة ووصف الأدوية عند الحاجة.
ينصح بمتابعة: الريكي..طاقة الشفاء بداخلنا وتأثيرها على الجسم للتخلص من التوتر
* ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.