أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، فهي لم تعد مجرد أدوات للتسلية أو للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، بل تحوّلت إلى منصات للتعلّم، التسويق، التعبير عن الرأي، وبناء العلاقات. ومع هذا الحضور القوي للسوشيال ميديا في حياتنا، بدأ الخبراء والباحثون في دراسة أثرها على الصحة النفسية، حيث وُجد أن لها جانبين متناقضين: جانب إيجابي يعزز الرفاهية النفسية، وجانب سلبي قد يُفاقم القلق والاكتئاب والعزلة، كما تشير الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي والبرمجة اللغوية العصبية والعلاج الإيحائي والعلاج بخط الزمن أزنيف بولاطيان من خلال هذا المقال لـ"سيّدتي".

الآثار الإيجابية للسوشيال ميديا على الصحة النفسية
- تعزيز الترابط الاجتماعي: تسمح المنصات مثل فيسبوك، إنستغرام، وتويتر للأشخاص بالتواصل مع أصدقائهم وأسرهم، حتى وإن كانوا في بلدان بعيدة، مما يخفف من مشاعر الوحدة.
- دعم المجتمعات الافتراضية: يجد الكثيرون في مجموعات الدعم عبر الإنترنت مكاناً لمشاركة تجاربهم حول المرض النفسي، الإدمان، أو حتى تحديات الحياة اليومية، فيشعرون أنهم ليسوا وحدهم.
- الوصول إلى المعلومات: توفر السوشيال ميديا محتوىً تثقيفياً حول الصحة النفسية وأساليب تحسين المزاج، مثل التأمل أو العلاج الذاتي، ما يرفع الوعي ويكسر الوصمة المرتبطة بالأمراض النفسية.
- التعبير عن الذات: تمكن منصات مثل إنستغرام أو تيك توك الأفراد من مشاركة فنونهم، صورهم أو أفكارهم، مما يعزز الثقة بالنفس ويمنح شعوراً بالإنجاز.
من المهم التعرّف إلى روتين صحي للراحة النفسية بوصف اختصاصية علم نفس.
الآثار السلبية للسوشيال ميديا على الصحة النفسية

- الإدمان الرقمي: الاستخدام المفرط للسوشيال ميديا قد يتحوّل إلى إدمان، حيث يقضي الفرد ساعات طويلة في التصفح، مما يؤثر على النوم، الإنتاجية، وحتى العلاقات الواقعية.
- المقارنة الاجتماعية: يرى المستخدم حياة الآخرين المليئة بالنجاحات واللحظات السعيدة، فيقارن نفسه بهم، مما يؤدي إلى مشاعر النقص وعدم الرضا عن الذات.
- الاكتئاب والقلق: الدراسات تشير إلى أن الاستخدام المفرط للسوشيال ميديا مرتبط بارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق، خاصة لدى المراهقين والشباب.
- التنمر الإلكتروني: يشكل التنمر عبر الإنترنت خطراً حقيقياً على الصحة النفسية، حيث يتعرض البعض للإهانة أو الإساءة، ما يؤدي إلى صدمات نفسية وفقدان الثقة بالآخرين.
- ضعف التركيز وقلة النوم: التصفح الليلي، والتعرض المستمر للمنبهات البصرية والإشعارات، يؤدي إلى اضطرابات النوم وضعف الانتباه خلال النهار.
طرق الحدّ من الآثار السلبية للسوشيال ميديا

- تحديد وقت الاستخدام: رسم حدود يومية لتصفح السوشيال ميديا يساعد على تقليل الإدمان.
- تنقية المحتوى: متابعة الصفحات التي تقدم محتوى إيجابياً، وحذف أو حظر ما يثير القلق أو المقارنات السلبية.
- تعزيز الحياة الواقعية: إعطاء الأولوية للعلاقات المباشرة والأنشطة الواقعية كالرياضة والهوايات.
- الوعي الذاتي: مراقبة المشاعر المرتبطة بالاستخدام، والبحث عن الدعم النفسي إذا ظهرت علامات القلق أو الاكتئاب.
وتختم الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي أزنيف بولاطيان حديثها لـ"سيّدتي" قائلة:" إن السوشيال ميديا سلاح ذو حدين؛ يمكن أن تكون وسيلة قوية للتواصل، الدعم النفسي، ونشر الوعي، لكنها في الوقت نفسه قد تصبح سبباً رئيسياً للضغط النفسي والاكتئاب إذا لم يتم استخدامها بوعي. المفتاح يكمن في الاعتدال، الوعي الذاتي، واختيار المحتوى بعناية، حتى تتحول هذه المنصات من مصدر توتر إلى مصدر إلهام وراحة نفسية".
ينصح بمتابعة هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في العلاج النفسي؟ اكتشفي إجابة العلماء
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.