عادة بسيطة لا تتجاوز مدتها النصف ساعة يومياً بعد وجبة العشاء، من شأنها أن تُسهم في تحسين مستوى السكر في الدم وعملية الهضم والمساعدة على نوم أفضل، وجميع هذه العوامل هي أساسية لحرق السعرات الحرارية وخسارة الوزن على المدى الطويل.
"سيّدتي" تستمع إلى تجربة السيدة سميحة (55 عاماً) مع حرق السعرات الحرارية، وتسريع عملية الهضم، والسيطرة على سكر الدم، وتنقلها لكنَّ في السطور الآتية.
تجربتي مع خسارة الوزن بنصف ساعة
تبدأ السيدة سميحة الحديث عن تجربتها، قائلة: "كنت أبحث عن طرق دائمة وفعالة لخسارة الوزن والسيطرة على مستوى السكر في الدم وتحفيز عملية الهضم، خصوصاً بعد مرحلة انقطاع الطمث، التي بدأت لديّ في سن الـ48 عاماً".
وتتابع: "كنت أسمع دائماً بأن أفضل الطرق لإنقاص الوزن، هي ممارسة التمارين الهوائية (كارديو) المكثفة. لكنني اكتشفت بنفسي عادة بسيطة لا تُسبب أي ضرر للجسم، لكنها تُحدث فارقاً مهماً أيضاً؛ وهي المشي كل مساء بعد وجبة العشاء، التي أحرص على تناولها قبل الساعة السابعة مساءً. وبالفعل صرت أمارس المشي لمدة 30 دقيقة بعد العشاء يومياً، وشعرت بأن جسمي بات أقل وزناً، وأن مستويات السكر في الدم تحسّنت كثيراً".
وهنا نشير إلى ما صرّحت به اختصاصية التغذية جوليانا كريمي، المسجلة في مؤسسة Eating Well الإعلامية الأمريكية، لنؤكد ما قالته السيدة سميحة وأهميته الصحية: "يساعد المشي في المساء على حرق السعرات الحرارية، وتحسين الهضم بعد العشاء، وتعزيز التحكم في نسبة السكر في الدم".
نصف ساعة من المشي السريع لمكافحة السكري
توصي كاتبة "إستراتيجية مكافحة السكري"، والمعالجة الطبيعية المعتمدة سيسيليا رينو بالمشي بعد الأكل لمرضى السكري من النوع الثاني.
فالمشي بعد تناول الطعام؛ يُحفّز عملية الهضم، ويخفِّض مستويات السكر في الدم، بحسب التجارب السريرية. وهذا الأمر من شأنه أن يُقلّل الالتهابات والدهون الحشوية الضارّة، ويعمل على خفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بحسب "توب سانتيه".
وتشرح المعالِجة الطبيعية قائلة: "تظهر فوائد المشي بعد ثلاث دقائق، وتزداد مع مرور الوقت. وللحصول على أفضل النتائج؛ نوصي بالمشي لمدة 15 دقيقة بكثافة معتدلة بعد كل وجبة".
المشي الليلي لنوم أفضل
وتتابع السيدة سميحة تجربتها قائلة:" لا داعي لارتداء حذاء المشي، فأنا أمشي 30 دقيقة بوتيرة سريعة في شرفة منزلي. ولقد بات هذا النشاط بمثابة عادة يومية أساسية قبل النوم، خاصةً لأنه يُفرز الإندورفين، أو هرمونات السعادة والاسترخاء".
"يمكن للنشاط الخفيف في المساء أن يُخفف التوتر ويُعزز النوم بشكل أفضل، وهما عاملان مرتبطان بتحسين التحكم في الوزن"، بحسب المعالِجة الطبيعية سيسيليا رينو.
وهنا نشير إلى أنه إذا كان المشي لمدة 30 دقيقة صعباً بالنسبة لكِ، فابدئي بعشر دقائق، وقومي بزيادة سرعتك ومدة المشي تدريجياً.
تناولي وجبة العشاء مبكراً، فعادة المشي سوف تجعلكِ تواظبين على ذلك، وهو أمر أفضل لوزن جسمك ولعملية الهضم لديك.
إن تناول الطعام في وقت متأخر من الليل؛ يرتبط بزيادة تخزين الدهون في الجسم، وارتفاع نسبة السكر في الدم، واختلال التمثيل الغذائي مع الوقت، بحسب خبراء التغذية والأطباء. لذا، يجب ترك فترة تتراوح بين 12و14 ساعة بين نهاية العشاء وفطور اليوم التالي، فهذا الأمر يُتيح للجسم الوقت الكافي للهضم الصحي.
وقد أكد بعض الخبراء أنه بمجرد انتهاء ضوء النهار؛ يصبح الجسم أكثر مقاومة للإنسولين. وعندما يرتفع مستوى الميلاتونين (الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم)، فإنه لا يُشعرك بالنعاس فحسب، بل يُقلل أيضاً من استجابة البنكرياس والخلايا للإنسولين.
لذا، حاولي التوقف عن تناول الطعام بعد غروب الشمس قدر الإمكان، وقبل العاشرة مساءً في الأيام الصيفية الطويلة.
* ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب مختص.
