بعد سنوات عديدة ينصح فيها الخبراء بشرب الماء الدافئ، لا سيما في الصباح، لتعزيز صحة الجسم، يبدو أن الماء البارد أيضاً دخل السباق، وعزز السجال حول أيهما أفضل للوزن والجسم.
يمكن القول بأن هذا النقاش لا يزال مفتوحاً، خاصة مع انتشار نصائح متناقضة على وسائل التواصل الاجتماعي، فهل للماء بدرجات حرارته المختلفة تأثير حقيقي على صحتنا؟ اكتشفي الإجابة في الآتي.
فوائد الماء البارد للصحة
هناك عدة فوائد مثبتة علمياً لشرب الماء البارد، ومنها:
خفض درجة حرارة الجسم
يشير موقع Healthline إلى أن الماء البارد مثالي في أوقات معينة مثل ممارسة الرياضة أو خلال الطقس الحار، لأنه يساعد على تنظيم درجة حرارة الجسم لتتلاءم مع الطقس الخارجي، ويبدو ذلك واضحاً من خلال إشارات الجسم، حيث ينبهك جسمك عند بذل مجهود أو في حالة الطقس الحار إلى احتياجه للماء البارد؛ إذ يساعد على خفض درجة حرارة الجسم الداخلية ويمنع الجفاف.
تعزيز الأيض
أما في ما يخص الهضم والوزن، فإن شرب الماء البارد يزيد من معدل الأيض (ومن ثم حرق سعرات حرارية) قليلاً، لأن الجسم يبذل طاقة إضافية لتدفئته حتى يصل إلى درجة حرارته الطبيعية، وهي فائدة طفيفة لكنها موجودة.

أضرار الماء البارد
صحيح أن الفوائد السابق ذكرها مثبتة، غير أن الباحثين حذروا في الوقت عينه من الإفراط في تناول الماء البارد بعد الوجبات مباشرة، لأنه قد يبطئ عملية الهضم مؤقتاً؛ إذ يتسبب في انقباض الأوعية الدموية داخل الجهاز الهضمي، مما يجعل عملية هضم الطعام أبطأ.
هل الماء البارد يسبب التهاب الحلق؟
جرت العادة أن يتم التحذير من شرب الماء البارد بحجة أنه يسبب التهاب الحلق أو الزكام، لكن الحقائق العلمية لم تثبت ذلك، بينما الإصابة بهذه الحالات تعود إلى التقاط الفيروسات وضعف المناعة فقط.
فوائد الماء الدافئ للصحة
في حين أثبتت الدراسات أن الماء الدافئ أيضاً له فوائد عديدة، مثل:
تحسين الهضم وعلاج الإمساك
يوضح موقع Cleveland Clinic أن شرب الماء الدافئ أو الفاتر يعتبر مفيداً في تحسين الهضم وتنشيط الدورة الدموية، ويوضح أنه عند شرب الماء الدافئ على معدة فارغة يتم تحفيز حركة الأمعاء.
كما أن الماء الدافئ أيضاً يقلل حدة الانتفاخ، كما يساعد على تخفيف الإمساك.
إذابة الدهون
يُعتقد أن الماء الدافئ يساعد أيضاً في إذابة الدهون والزيوت في الطعام المهضوم، مما يُسهل عملية الامتصاص في الأمعاء، لكن هذا ليس له علاقة بتفتيت دهون الجسم وإنقاص الوزن.
تقليل تقلصات المعدة
يضيف الأطباء أن الماء الدافئ يُقلل من تقلصات المعدة لدى من يعانون من عسر الهضم أو آلام القولون، ويُساعد على تهدئة عضلات الجهاز الهضمي.
الاسترخاء
يوصي الأطباء بحسب الموقع بشرب الماء الدافئ قبل النوم، ويُعزى ذلك إلى دوره في تعزيز الاسترخاء، ومن ثم تحسين جودة النوم.
اقرئي أيضاً فوائد خل التفاح العضوي لا تُصدّق
متى نختار الدافئ ومتى نختار البارد؟
ما وصلنا له من التحليلات السابقة، يُجيب عن سؤال "أيهما أفضل للجسم الماء الدافئ أم البارد؟"، الأمر بالطبع يعتمد على الظروف والهدف، وعلى سبيل المثال:
- في الصباح، يُفضل تناول كوب ماء دافئ لتنشيط الدورة الدموية والمعدة.
- أثناء التمارين الرياضية أو الطقس الحار، يُفضل الماء البارد لتعويض السوائل وتنظيم حرارة الجسم.
- بعد تناول وجبة دسمة، يُنصح بالماء الفاتر بدلاً من البارد لتسهيل الهضم.
- عند الإصابة بالزكام أو التهاب الحلق، قد يساعد الماء الدافئ في تهدئة الأغشية المخاطية وتخفيف الألم.
- عند المعاناة من مشاكل في الأسنان أو الحساسية الباردة، فإن تناول الماء البارد سوف يؤدي إلى ألم الأسنان، وهنا يُفضل الدافئ أو الفاتر.
لكن الأهم من درجة حرارة الماء، هي الكمية الكافية من الماء للحصول على الترطيب الدائم واللازم لجميع الوظائف الحيوية مثل تنظيم درجة الحرارة، ونقل العناصر الغذائية وتنقية السموم.
خرافات شائعة حول الماء
شرب الماء ارتبط بخرافات عديدة، لا سيما في ما يتعلق بدرجة الحرارة، ولعل أبرزها أن الماء البارد يزيد الوزن أو يؤذي القلب، وهي ادعاءات غير صحيحة علمياً، بل على العكس، فإن شرب الماء البارد قد يساعد بشكل بسيط في حرق بعض السعرات أثناء عملية تدفئته داخل الجسم.
وفي الختام، ينصح خبراء الصحة بشرب الماء والاستماع إلى الجسد، لأنه يرسل إشارات تعكس احتياجاته، فإذا شعرت بالتعب وارتفاع درجة حرارة الجسم، هنا يجب تناول كوب من الماء البارد، بينما لهضم أفضل يُنصح بتناول كوب ماء دافئ، والأهم هو شرب الماء النقي بالكمية الكافية وفقاً لحاجة كل جسم، لأن الجفاف يسبب العديد من المشاكل الصحية.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.