تُعدّ الأنظمة الغذائية وسيلة فعّالة لإدارة الوزن وتحسين الصحة، وقد أثبت العديد من أنواع الرجيم نجاحه لدى عدد كبير من الأشخاص حول العالم. ورغم اختلاف الأساليب، إلا أن القاسم المشترك بينها هو تحسين جودة الطعام والتحكّم في السعرات لتحقيق توازن صحي. وتتفاوت الأنظمة بين تلك التي تركّز على تقليل الكربوهيدرات أو الدهون، والأخرى التي تعتمد على تنظيم أوقات الوجبات أو اختيار مكونات غذائية محددة؛ وكل نظام يناسب فئات معينة وفقًا لاحتياجاتهم وأهدافهم الصحية كما توضح اختصاصية التغذية جنى حرب من خلال هذا المقال لـ "سيّدتي".
لمحة عن معايير اختيار الحميات "الناجحة" في 2025
قبل الدخول في أنواع الرجيم، من المهم فهم معايير "النجاح" التي يعتمدها خبراء التغذية في تصنيف الحميات الحديثة، والتي يمكن اختصارها تبعاً لاختصاصية التغذية جنى حرب، هذا وتضيف الآتي:
- التوازن الغذائي: النظام يجب أن يوفر جميع المغذيات الأساسية من بروتين، كربوهيدرات ذات جودة، دهون صحية، فيتامينات، ومعادن؛ وليس مجرد خفض السعرات.
- الاستدامة: أي "دايت" يؤتي ثماره بسرعة لكن يصعب الاستمرار به. كثيرًا ما يكون فاشلاً لاحقًا. لذا، يفضل أن يكون أسلوب حياة وليس حمية مؤقتة.
- فعالية متعدّدة الأهداف: لا يجب أن يكون الهدف خسارة الوزن فقط، بل دعم صحة القلب، الأيض، الجهاز الهضمي والوقاية من الأمراض المزمنة.
- مرونة وواقعية: نظام غذائي يمكن تكييفه حسب الاحتياجات، المواعيد، الثقافة الغذائية، النشاط البدني وليس "رجيم قاسي" للجميع.
مما تقدم يمكن القول أن الحميات "الأفضل" في 2025 هي تلك التي تحقق هذا التوازن، لا تلك التي تقوم على "الحرمان" الصارم فقط.
أبرز الحميات التي تصدّرت عام 2025
وتلفت الاختصاصية في حديثها الى أنه من أبرز الحميات التي تصدّرت عام 2025 حمية البحر الأبيض المتوسط (Mediterranean Diet): هذا النظام الغذائي احتفظ بالصدارة في قوائم "أفضل ما في الأفضل" لعام 2025، وفق U.S. News & World Report لأنه يتميّز بالتركيز على: الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، المكسرات والبذور، زيت زيتون، البقوليات، كميات معتدلة من الأسماك (خاصة الدهنية) وقليل من اللحوم الحمراء. أما الفوائد التي جعلته يتصدّر، فهي كونه يقلل من مخاطر أمراض القلب، السكري، يعزّز الأيض، يمنح وزناً صحياً الجسم، ويدعم صحة الأمعاء. ولعل الميزة المهمة في حمية البحر الأبيض المتوسط أنه ليس "رجيماً مؤقتاً"، بل أسلوب حياة قابل للالتزام على المدى الطويل دون حرمان كبير. وكاختصاصية تغذية أنصح به كثيرًا، ليس فقط للتخسيس، إنما للحفاظ على الصحة العامة، خاصة لمن لديهم عوامل خطر (سكري، ضغط، مرض قلب..).
حمية داش (DASH Diet):هذا النظام الذي ركّز على خفض تناول الملح والدهون المشبعة، حصل على تقييم مرتفع في 2025، خصوصًا لفائدته في الحفاظ على صحة القلب وضغط الدم. يعتمد على الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، البروتينات قليلة الدسم، ويقلل من اللحوم الحمراء، السكريات والدهون غير الصحية. مناسب جدًا لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، أو يريدون نظاماً غذائياً صحياً متوازناً دون تعقيد كبير.
من المهم التعرّف إلى أسرار حرق دهون الجسم بوقت مثالي: تأثير النظام الغذائي ومستوى النشاط البدني.
لماذا كان 2025 عاماً مهماً في عالم الحميات؟
- أصبح التركيز ليس فقط على "خسارة الوزن بسرعة" بل على الصحة العامة للجسم وصحة الأمعاء، صحة القلب، الأيض والعيش الصحي.
- تغيير نظرة الناس: لم يعد "الرجيم" حكراً على خسارة وزن مؤقتة، بل أصبح "أسلوب حياة" وأمراً مستداماً، مرناً، يدعم الصحة العامة.
كيف تختارين الرجيم المناسب لك في 2026؟
كاختصاصية تغذية أنصحك بالآتي:
- اختيار النظام بحسب هدفكِ وحالتكِ الصحية: إذا لديكِ ضغط أو قلب أو سكري، فإن حمية داش أو البحر المتوسط قد يكونان خيارًا متوازنًا.
- إذا كنت تريدين مرونة وحرماناً أقل، فاختاري الأنظمة الغذائية التي يمكنك اتباعها لمدى الحياة حتى ولو تطلبت خسارة الوزن المطلوب بعض الوقت. التزمّي بالتوازن الغذائي ولا تضيّعي على جسمكِ البروتين أو الفيتامينات أو الألياف. نظام غذائي متوازن أهم من حمية سريعة قليلة السعرات.
- اجعلي النظام الغذائي أسلوب حياة، لا حمية مؤقتة: الالتزام على المدى الطويل أهم من النتائج السريعة.
- قومي بتغييرات مستدامة: تناولي أطعمة كاملة، خفّضي السكريات المضافة والأطعمة المعالجة. زيدي كمية الخضروات والفواكه، واختاري دهوناً صحية.
- راقبي جسمكِ واحتياجاتك الشخصية: ما يصلَح لصديقتك قد لا يصلح لكِ؛ لأن جسمك، نشاطكِ وحالتكِ الصحية مختلفة.
خلاصة: "رجيم 2025" أكثر من مجرد خسارة وزن
عام 2025 أكّد أن الحميات الجيّدة لا تُقاس فقط بـ"سرعة خسارة الوزن" بل بـ "الفائدة الصحية العامة، التوازن، والقدرة على الالتزام طويلاً"، كما أشرنا.
الأنظمة مثل البحر المتوسط، وداش، والنظام المرن صارت هي "الأساس" في مجال التغذية، لأنها تجمع بين الواقعية والفعالية. كاختصاصية تغذية، أنصح أي شخص يبحث عن صحة دائمة أن يختار نظامًا مستدامًا، متوازنًا، ومناسبًا لظروفه، بدلًا من الانغماس في حميات قاسية أو مؤقتة.
ينصح بمتابعة ما هو أفضل رجيم بحسب المناخ الذي تعيشين فيه.. لحياة صحية
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.
