mena-gmtdmp

أسباب خفية للنوبات القلبية لدى النساء والبالغين الأصغر سناً وفق دراسة علمية

امرأة تشعر بضيق في التنفس
امرأة تشعر بضيق في التنفس

النوبة القلبية هي حالة طبية طارئة تحدث عندما يتوقف مرور الدم إلى جزء من عضلة القلب بشكل مفاجئ. هذا الانقطاع يمنع وصول الأكسجين إلى عضلة القلب، مما يؤدي إلى تلف جزء منها أو موته إذا لم يتم العلاج بسرعة.
تشير التقارير العلمية إلى ازدياد ملحوظ في حدوث النوبات القلبية بين الفئات الأصغر سناً، وبشكل خاص بين مَن هم بين 35 و55 عاماً، في السنوات الأخيرة. فما هي الأسباب؟.. تابعي التفاصيل.

أسباب النوبات القلبية تحت الـ65 عاماً

القلب مثله مثل سائر أعضاء الجسم الأخرى يحتاج إلى إمداده بالدم والأكسجين كي يستمر في أداء وظيفته، وفي حال إصابة أحد الشرايين المغذية للقلب بمعضلة ما تُعيق وصول الدم إليه، فقد يُصاب الفرد بالنوبة القلبية المفاجئة، بحسب جرّاح القلب البروفيسور أحمد حلمي عمر، عبر موقعه الخاص.
ويمكن تصنيف أسباب النوبة القلبية إلى:

  1. عوامل مباشرة: مثل رجفان القلب الأذيني، وانسداد الشرايين التاجية.
  2. عوامل غير مباشرة: مثل الإصابة بالمشاكل السابقة نتيجة معاناة المريض بعد الأمراض أو العادات الخاطئة، والتي تتضمن: ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع نسبة الكوليسترول، التدخين لفترات طويلة، الإصابة بداء السكري واضطرابات النظم القلبية.


وقد توصلت دراسة جديدة أجرتها مايو كلينك إلى أن العديد من النوبات القلبية التي تصيب الأشخاص تحت عمر 65 عاماً، لا سيما لدى النساء، تسببها عوامل أخرى بخلاف الشرايين المسدودة، وهو ما يتعارض مع الفرضيات القائمة حول كيفية حدوث النوبات القلبية لدى الفئات الأصغر سناً.

الكشف عن جديد للنوبات القلبية

فحصت الدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب (Journal of the American College of Cardiology)، أكثر من 15 عاماً من البيانات المستمدة من مشروع روتشستر لعلم الأوبئة، موفرةً بذلك التقييم السكاني الأكثر شمولاً لأسباب النوبات القلبية لدى الأشخاص البالغين من العمر 65 عاماً أو أقل.
حيث سببت عوامل غير تقليدية في أكثر من نصف حالات النوبات القلبية لدى النساء تحت عمر 65 عاماً، مثل التسلخ التلقائي في الشريان التاجي، والانصمام، وغيرهما من العوامل غير المتعلقة باللويحات المسببة لانسداد الشرايين.
وبينما كانت حالات الإصابة بالنوبات القلبية أقل بشكل ملحوظ لدى النساء، مقارنةً بالرجال، إلا أنه عند إصابة النساء بالنوبات القلبية، لم تُشخص الأسباب الكامنة بشكل صحيح في أغلب الحالات.
حيث تكرر إغفال حالات التسلخ التلقائي في الشريان التاجي، التي تصيب النساء الأصغر سناً أو اللواتي يتمتعن بصحة جيدة بخلاف ذلك، أو شُخصت بشكل خاطئ باعتبارها نوبة قلبية نمطية نتيجة تراكم اللويحات.
وبرغم أن تصلب الشرايين، أو انسداد الشرايين بسبب اللويحات، كان أكثر الأسباب شيوعاً للإصابة بالنوبات القلبية لدى الجنسين، فإنه لم يشكل سوى 47% من النوبات القلبية لدى النساء، مقارنةً بنسبة 75% لدى الرجال. كما أن معدل الوفيات على مدار خمس سنوات كان أعلى لدى الأشخاص الذين أُصيبوا بنوبات قلبية حفزتها مسببات الإجهاد مثل فقر الدم أو العدوى، برغم أن هؤلاء المرضى كان لديهم مستويات أقل من إصابات القلب.

النوبة القلبية: أسباب لم يتم تسليط الضوء عليها في السابق

امرأة تشعر بأعراض نوبة قلبية


"تسلط هذه الدراسة البحثية الضوء على مسببات النوبات القلبية التي لم يكن هناك دراية كافية بها في السابق، خاصةً تلك التي تصيب النساء. فعندما لا يتم إدراك السبب الجذري للنوبة القلبية، قد ينتج عن ذلك الخضوع لعلاجات أقل فاعلية، لا بل وضارة"، وفق الدكتورة كلير رافائيل، اختصاصية طب القلب التدخّلي في مايو كلينك والمؤلفة الأولى للدراسة.
هذا الفهم الجديد من شأنه إنقاذ الأرواح. فالتشخيص الخاطئ للتسلخ التلقائي في الشريان التاجي، على سبيل المثال، قد يُعالج بوضع دعامة غير ضرورية، مما يزيد من خطر التعرض لمضاعفات. بينما يتيح التعرف إلى الأسباب غير التقليدية للنوبات القلبية والتشخيص السليم لها تقديم الرعاية المناسبة وتحسين النتائج طويلة المدى.
تضيف الدكتورة رفائيل: "إن معرفة سبب حدوث النوبة القلبية هي بأهمية علاجها نفسها. لأنها قد تشكل الفارق بين التعافي وتكرار الإصابة".

أبرز نتائج الدراسة العلمية حول أسباب النوبة القلبية

  • من بين 1474 حالة نوبة قلبية، جاءت 68% منها نتيجة لتراكم اللويحات النمطي (أمراض القلب التقليدية)، ولكن الأسباب غير التقليدية شكلت غالبية النوبات القلبية لدى النساء.
  • كان التسلخ التلقائي في الشريان التاجي أكثر شيوعاً لدى النساء مقارنةً بالرجال بنحو ست مرات.
  • كانت النوبات القلبية الناجمة عن مسببات الإجهاد، مثل فقر الدم أو العدوى، ثاني أكثر الأسباب شيوعاً بشكل عام، وأكثرها تهديداً للحياة؛ إذ بلغ معدل الوفيات على مدار خمس سنوات 33%.
  • كانت النوبات القلبية التي تفتقر فعلاً إلى تفسيرٍ نادرةَ الحدوثِ، حيث شكلت أقل من 3% بعد المراجعة المتخصصة.


وبشكل عام، تقدم الدراسة تفسيرات من شأنها إعادة تشكيل طريقة تشخيص النوبات القلبية وإدارتها لدى البالغين الأصغر سناً.
فيقول المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور راجيف جولاتي، رئيس قسم طب القلب التدخّلي وأمراض القلب الإقفارية: "يبرز بحثنا الحاجة الأكبر لإعادة النظر في أساليب التعامل مع النوبات القلبية لدى هذه الفئة من المرضى، ولا سيما النساء من البالغات الأصغر سناً.. يجب على اختصاصيي الرعاية السريرية تعزيز وعيهم بحالات مثل التسلخ التلقائي في الشريان التاجي، والانصمام، ومسببات الإجهاد، كما ينبغي للمرضى المطالبة بإجابات عندما يشعرون بأن هناك شيئاً غير طبيعي".


*ملاحظة من "سيِّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.