الأمراض النفسية قابلة للوقاية والشفاء

التوتر النفسي، القلق، الاكتئاب... جميعها قابلة للشفاء
الصحة النفسية جزء لا يتجزأ منن الصحة العامّة
المتحدثون اثناء مؤتمر شركة "الفا"
3 صور

القلق النفسي، والاكتئاب، والتوتر العصبي، والاضطراب ثنائي القطب، وغيرها من أمراض العصر التي يعانيها عدد كبير من الأشخاص حول العالم، خصوصًا في المنطقة العربية، كانت مدار بحث شركة ألفا حول سبل الوقاية والعلاجات، لمناسبة اليوم العالمي للتوعية حول الصحة النفسية.

أطلقت شركة ألفا، بإدارة أوراسكوم للاتصالات، برعاية معالي وزير الاتصالات جمال الجراح، وبالتعاون مع الجمعية الفرنكوفونية للمرضى النفسيّين (AFMM)مبادرة توعوية حول ماهية الصحة النفسية، وضرورة الاهتمام بهذا الجانب كجزء لا يتجزأ من الصحة العامة. أُطلقت المبادرة ضمن برنامج "ألفا من أجل الحياة" وتزامنًا مع اليوم العالمي للتوعية حول الصحة النفسية، في مؤتمر صحافي عُقد في كلية الطب في جامعة القديس يوسف، تخلله عرض ستة أفلام توعوية تمَّ انتاجها من ضمن هذ الحملة، تناولت أمراضًا نفسية شائعة، وتطرقت إلى سبل الوقاية والعلاج. حضر رئيس مجلس إدارة شركة ألفا ومديرها العام المهندس مروان الحايك، ورئيس الجمعية الفرنكوفونية للمرضى النفسيين الدكتور سامي ريشا، ونائب رئيس الجامعة اليسوعية الأب ميشال شوور، والهيئة الإدارية في ألفا وفريق العمل، وحشد من الإعلاميين والمهتمين.


أمراض يمكن الشفاء منها

أشار الدكتور ريشا إلى أنّ "التاسع من تشرين الأول، هو اليوم الذي يسبق العاشر منه، أي اليوم الذي حدّدته منظمة الصحة العالمية للصحة النفسية، لتذكّر بضرورة الاهتمام بالامراض النفسيّة"،وقال: "تساعد شركة ألفا، وللسنة الثانية جمعيّتنا. ساعدتنا العام الماضي بتأهيل قسم الطب النفسي في مستشفى أوتيل ديو، وذلك من خلال وضع رسوم مختلفة على الجدران، بهدف جعله مكانًا مريحًا. هذا العمل الذي قامت به ألفا، كان له تأثير إيجابي جدًّا على المرضى والاختصاصيين العاملين في هذا القسم". وتابع: "قررنا هذا العام إقامة هذه الحملة بمشاركة شركة ألفا، وذلك بإطلاق ستة أفلام، مدة كل فيلم ثلاثون ثانية عن بعض الأمراض النفسية، وعن الأدوية النفسية التي نستعملها في الطب النفسي للوقاية، مشددين على أنّ هذه الأمراض يتم الشفاء منها، وأنها بيولوجية ولا تأتي نتيجة ضعف بالشخصية، أو من جرّاء حالة في استطاعة الانسان السيطرة عليها". وأشار إلى "أنّ هذه الحملة، التي تشمل المستوى الاجتماعي والطبي، تهدف إلى تجنيب العديد من الناس النتائج السلبية للأمراض النفسية غير المعالجة، التي تؤدي أحيانًا الى الانتحار أوالموت".

وتابع: "المرض النفسي يطال 20 الى 25 بالمئة من الناس في كل أنحاء العالم، وهذه النسبة مرتفعة جدًّا، لذلك هناك ضرورة لإقامة حملات توعية عن المرض النفسي وكيفية معالجته، كما يحصل في أمراض القلب، والسرطان، والأمراض المزمنة الأخرى".


أمراض نفسية شائعة عالميًّا
ثم كانت كلمة المهندس الحايك الذي قال: "هذا التعاون هو الثاني لنا مع الجمعية وثمرته ستة أفلام قصيرة، تضيء على أمراض نفسية شائعة من أصل ٤٥٠ حالة نفسية منتشرة عالميًّا". ولفت إلى "أنّ الأمراض النفسية منتشرة بشكل واسع، إذ بينت الدراسات بأنّ شخصًا من أصل خمسة، معرض إلى أن يعاني حالة نفسية معينة إذا تمّ تشخيصه، وهو رقم كبير جدًّا، وهو معرض للازدياد مع ضغوط الحياة، وبالأخص الضغط المادي الذي نعيشه جميعًا، والذي قد يؤدي بالشخص الى الانتحار في بعض الحالات".

الحايك اعتبر أنّ الدافع وراء انخراط "ألفا" في هذه المبادرة هو الرابط الذي يجمع ألفا بالجمعية، وهو من شقين. الشق الأول انساني وهو المحرك الأساس لهذه المبادرة، فكشركة مسؤولة مجتمعية وكقيمين على الشركة، لدينا حساسية كبيرة تجاه ما يعانيه مجتمعنا من أمراض وعاهات وآفات، ونسعى الى المساعدة قدر الإمكان ضمن دورنا المحدود في التخفيف من وطأتها على المجتمع، وعلى أفراد المجتمع الذي نعمل فيه ونجني أرباحنا منه. أما الشق الثاني الذي قد يُفاجئ البعض، فهو شق تجاري، "إذ تشير الدراسات إلى أنه إذا اهتم أرباب العمل بالصحة النفسية للموظفين، فهم قادرون على توفير فاتورة سنوية اجمالية على صعيد عالمي، تساوي 225 مليار دولار سببها الأمراض النفسية". ولفت إلى أنه "وبحسب نتائج هذه الدراسات التي صدرت بعد بحث معمّق بدأ عام 2003، فإنّ الموظف الحاضر جسديًّا والغائب ذهنيًّاPresenteeism يكبّد الشركة خسارة تساوي ١٦٠٠ دولار في السنة (للموظف الواحد)".


واختُتم اللقاء بعرض فيلم "داليدا" السينمائي من إخراج وتأليف ليزا أزويلوس عن مرض الاكتئاب.

يُذكر أنّ الأفلام تطرقت إلى أمراض الاكتئاب، وانفصام الشخصية، والوسواس القهري، واضطراب ثنائي القطب، واضطرابات الجهاز الهضمي (الانوركسيا والبوليميا)، كما وإلى الأدوية والعلاجات المتوافرة والمستخدمة. وستقوم ألفا بنشرها على الصفحات الخاصة بها على وسائل التواصل الاجتماعي، كما ستشمل الحملة محاضرات في الجامعات والمدارس ورفع الوعي حول الموضوع عبر وسائل الإعلام المختلفة.