تحفيز النفس على ممارسة الرياضة يومياً موضوع مهم جداً، ويتطلّب فهماً جيداً للجوانب النفسية والبيئية والبدنية، التي تؤثر في سلوك الإنسان. كيف يمكنني تحفيز نفسي على ممارسة الرياضة يومياً؟ تجيب الدكتورة في علم التغذية والغذاء سينتيا الحاج، قائلة إن الرياضة من أكثر العادات المفيدة لصحة الجسد والعقل، ومع ذلك؛ فإن الالتزام بها يومياً يعدّ تحدياً كبيراً يواجهه الكثيرون. تتعدّد الأسباب التي تجعل من الصعب المحافظة على هذه العادة، منها الانشغال، أو قلة الدافع، أو الشعور بالملل، أو التعب. لكنَّ هناك طرقاً فعّالة لتحفيز النفس، وتعزيز الالتزام بالرياضة كجزء يومي لا يمكن الاستغناء عنه.

طرق فعّالة للتحفيز على ممارسة الرياضة
تحفيز النفس على ممارسة الرياضة يومياً لا يأتي بالسحر، بل بتركيبة من العوامل، نذكر منها: وضوح الأهداف، الاستمتاع، الروتين، التتبّع والدعم. ومع الوقت، ستصبح الرياضة عادة طبيعية لا تحتاج إلى تفكير، بل حاجة جسدية ونفسية يومية. تذكّري؛ لا تنتظري أن تتحفزي لتبدئي، بل ابدئي، وستتحفّزين مع كل خطوة تخطينها نحو نفسكِ للأفضل.
تحديد الدافع الحقيقي:
قبل أن تبدئي، اسألي نفسكِ: لماذا أريد أن أمارس الرياضة؟ قد تكون الإجابة واحدة أو أكثر من الأسباب التالية:
- لتحسين صحتي العامة.
- لإنقاص الوزن أو الحفاظ عليه.
- لتحسين حالتي النفسية والمزاجية.
- لزيادة النشاط والطاقة خلال اليوم.
- لبناء عادة إيجابية تعزز الانضباط الذاتي.
كلما كان هدفكِ واضحاً، كان من الأسهل أن تتذكّريه عند الشعور بالكسل أو التراجع.
ضعي أهدافاً قابلة للتحقيق

من الأخطاء الشائعة أن يبدأ البعض بمستوى عالٍ جداً من التمارين، ثم يتوقف سريعاً. بدلاً من ذلك:
- ابدئي بخطوات صغيرة؛ مثل 10-15 دقيقة يومياً.
- استخدمي قاعدة "لا يوم بدون حركة"، حتى لو كانت تمارين خفيفة.
- اجعلي الهدف سهل التحقيق؛ لتشعري بالإنجاز وتستمري.
اجعلي الرياضة ممتعة
إذا لم تكوني تستمتعين بالرياضة، فلن تلتزمي بها على المدى الطويل، جرّبي:
- اختيار نوع رياضة تحبينه (رقص، سباحة، ملاكمة، جري، تمارين منزلية...).
- الاستماع للموسيقى أثناء التمارين.
- مشاهدة مسلسل أثناء المشي على جهاز المشي.
- ممارسة التمارين مع صديق.
بناء روتين يومي
الاستمرارية لا تأتي من الحماس، بل من الروتين، لذلك:
- حدّدي وقتاً ثابتاً يومياً لممارسة الرياضة (صباحاً أو مساءً).
- جهّزي ملابس التمرين مسبقاً.
- استخدمي منبّهات على هاتفك.
تتبّع التقدم
استخدام دفتر أو تطبيق لتسجيل التمارين اليومية؛ يمكن أن يكون محفزاً جداً. هناك العديد من التطبيقات التي تساعدك على تتبّع تقدمكِ في التمارين الرياضية، وهذه التطبيقات يمكن أن تكون دافعاً لكِ للاستمرار، حيث يمكنك رؤية تحسّن لياقتك بمرور الوقت، مما يزيد من شعوركِ بالإنجاز.
- راقبي التقدّم في المدة أو الأداء.
- سجّلي كيف تشعرين بعد كل تمرين.
- احتفلي بالإنجازات الصغيرة (أسبوع كامل من الالتزام مثلاً).
من المفيد التعرّف إلى فوائد التمارين الرياضية الصباحية.. كيف تبدئين بها لدمجها في روتينكِ اليومي؟
كافئي نفسكِ
امنحي نفسكِ مكافآت بعد الالتزام:
- مشاهدة فيلم تحبينه.
- شراء ملابس رياضية جديدة.
- وجبة صحية مميّزة.
- ربط الرياضة بشيء إيجابي يجعل الدماغ يتطلّع إليها.
التغلّب على الأعذار

العذر الشائع: "ليس لديّ وقت"، لكن الحقيقة:
- 20 دقيقة يومياً كافية لبدء عادة رياضية.
- يمكنكِ التمرّن في البيت بلا معدات.
- من الأفضل أداء شيء بسيط من لا شيء.
- تذكّري دائماً؛ التمرين القليل أفضل من لا تمرين أبداً.
استعيني بالمجتمع أو الدعم الخارجي
- شاركي تحديات رياضية على وسائل التواصل.
- انضمي لمجموعة تمارين أونلاين.
- أخبري أصدقاءكِ بهدفكِ، واطلبي دعمهم.
- وجود شخص يشارككِ التحدي يعزّز الالتزام.
اعرفي أن الدافع يتذبذب
من الطبيعي ألا تكوني متحمّسة كل يوم. السرّ في الاستمرار هو:
- التزامكِ، لا مشاعركِ.
- تذكّري أن الحماس يأتي غالباً بعد أن تبدئي، وليس قبله.
- في الأيام الصعبة، مارسي "أضعف شكل من التمرين" لكن لا تتوقفي.
لا تكوني قاسية على نفسكِ
إذا فاتكِ يوم أو أكثر، لا تستسلمي، بدلاً من ذلك:
- راجعي السبب، وتعلّمي منه.
- عودي للروتين فوراً من دون جلد للذات.
- الاستمرارية على المدى الطويل أهم من الكمال.
ينصح بمتابعة: تمارين منزلية لحرق 500 سعرة حرارية يومياً
* ملاحظة من "سيّدتي": إذا كنتِ تعانين مرضاً معيناً أو تتناولين أدوية محدّدة، يوصى باستشارة الطبيب قبل ممارسة بعض التمرينات الرياضية.