قد لا تكونين بحاجة إلى تغيير نظامك الغذائي بالكامل للبدء في رحلة فقدان الوزن، إذ قد يكفي أحياناً القيام بتعديل بسيط لتقليل استهلاك الدهون، وبالتالي خسارة الوزن، وفقاً لنتائج دراسة فنلندية حديثة.
تابعي أبرز ما جاء في تفاصيل الدراسة، في السطور الآتية.
تُجمع توصيات الأطباء وخبراء التغذية، منذ مدة طويلة، على ضرورة الحد من استهلاك اللحوم الحمراء والمصنّعة، وقد أتت نتائج دراسة علمية جديدة لتعزز هذا الإجماع، بعد أن بيّنت فوائد تقليل استهلاك اللحوم على صحة القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى فقدان الوزن. ولعل هذا الأمر يعتبر دافعاً إضافياً للتشجيع على اتباع نظام غذائي أكثر توازناً، ويعتمد على النباتات والحبوب والبقوليات.
التقليل من اللحوم لصالح البقوليات
شارك في الدراسة الجديدة، التي تمت في فنلندا، 102رجل سليم، بمتوسط عمر 38 عاماً، لمدة 6 أسابيع، وفي تجربة عشوائية مُحكمة، وفقاً لـ"توب سانتيه".
تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين:
المجموعة الأولى؛ تناولت نحو 760 غراماً من اللحوم الحمراء المُصنّعة أسبوعياً (25% من إجمالي البروتين المُتناول).
المجموعة الثانية؛ تناولت 200 غرام أسبوعياً فقط من هذه اللحوم، التزاماً منها بالتوصيات الغذائية. وعوضت عن البروتين المُتناول بالبقوليات، بما يُعادل 560 غراماً من اللحوم (20% من إجمالي البروتين المُتناول).
تجدر الإشارة هنا إلى أن أنواعاً من النباتات، مثل: العدس، الفول، الحمص، الفاصوليا البيضاء والحمراء، وغيرها، وإلى جانب الطعام المُقدّم، حافظ كل مشارك على نظامه الغذائي المعتاد. قيّم الباحثون آثار هذه الأنظمة الغذائية على مختلف مؤشرات الدم والبول، التي تمّ قياسها في بداية الدراسة ونهايتها.
نتائج مذهلة في فقدان الوزن

فقدت المجموعة التي استبدلت جزءاً من لحومها بالبقوليات ما متوسطه 900 غرام، بعد مرور ستة أسابيع، مقارنةً بـ225 غراماً فقط في المجموعة التي تناولت كمية أكبر من اللحوم.
كما انخفض مؤشر كتلة الجسم والكوليسترول الكلي، بالإضافة إلى الكوليسترول الضار (LDL)، بشكل أكبر لدى الفئة التي تناولت البقوليات، لأنها غنية بالألياف والدهون غير المشبعة. مع ذلك، انخفضت مستويات فيتامين بي12 لدى هذه المجموعة، لكنها ظلت كافية؛ لأن هذا الفيتامين يشتق بشكل كبير من الأطعمة الحيوانية.
فيما بقيت مستويات الحديد واليود عند مستويات متقاربة بين المجموعتين.
تُظهر هذه الدراسة أن مجرد استبدال اللحوم بالبقوليات يُمكن أن يُحسّن العديد من المؤشرات الصحية من دون تقليل السعرات الحرارية.
في حين يؤكد فقدان الوزن المُلاحظ وانخفاض مستويات الكوليسترول فوائد اتباع نظام غذائي قائم على النباتات.
ما هي فوائد البقوليات؟
يُساعد النظام الغذائي المُعتمد على البقوليات، في الحفاظ على الصحة ومكافحة الأمراض.
وفي حين تواجه معظم دول العالم مشاكل صحية في مجتمعاتها، حيث تكثر الأمراض المزمنة؛ مثل: أمراض القلب، داء السكري من النوع الثاني، وبعض أنواع السرطان، بالإضافة إلى السمنة؛ يُمكن للنظام الغذائي الصحي أن يحمي من هذه المشاكل الصحية.
لطالما كانت البقوليات، كالعدس والحمص والفول والفاصوليا المجففة والبازلاء، أغذية أساسية لأسلافنا. ومع ذلك، غالباً ما يتم التقليل من فوائدها الغذائية اليوم إلى حد كبير. ففي بعض الثقافات، يُنظر إليها على أنها "طعام الفقراء"، ويُستبدل بها اللحم عند توفره، وفقاً لموقع Food and Agriculture Organization.
لكن تهميش هذا الطعام يعود لعدة أسباب، أبرزها:
- الوقت الذي تحتاجه للطهي طويل، ويفوق الذي تحتاجه الخضروات بكثير.
- قد تُسبب بعض أنواع البقوليات، الغازات وانتفاخ البطن؛ لاحتوائها على السكريات قليلة التعدد، وهي كربوهيدرات يصعب هضمها.
- البقوليات غير المطبوخة جيداً غنية بـ"مضادات التغذية"، مثل الفيتات والعفص والفينولات، والتي تحد من امتصاص الجسم للمعادن مثل الحديد والزنك.
* ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.





