mena-gmtdmp

الصحة في سن العشرين مقابل سن الأربعين: ماذا يتغير؟ وما الذي يجب التنبّه إليه؟

سيدتان إحداهما في عمر العشرينيات والأخرى أربعينية - المصدر freepik
سيدتان إحداهما في عمر العشرينيات والأخرى أربعينية - المصدر freepik

لا مفر من التغييرات الصحية مع التقدم في العمر، لذلك يجب الانتباه جيداً، لأن الجسم في العشرينيات يختلف عن عمر الأربعين. لكن هذا لا يعني أن الوقت متأخر لاتخاذ قرارات وتغيير الروتين للحدّ من التغييرات الصحية السلبية لأقل معدلاتها.
الإنسان يمر بتغييرات بيولوجية ونفسية تظهر على الصحة العامة بشكلٍ واضح بين هذين العقدين، مثلاً في العشرين من العمر، تكون أجسامنا لا تزال قوية ومرنة، لكن عاداتنا الصحية يمكن أن تترك بصماتها مع تقدم العمر. بالمقابل، عند بلوغ الأربعين، تبدأ التغييرات الهرمونية والبيئية والإجهاد المهني والإنساني في الظهور من خلال الأعراض أو المخاطر الصحية.

العشرينيات مقابل الأربعينيات

في عمر العشرينيات قد لا يولي المرء اهتماماً بالصحة، ولا يكترث لتبعات اختيار الوجبات السريعة، وقد يترافق ذلك مع قلة النوم أو عدم الانتظام في الأنشطة الرياضية. وفي دراسة نشرها PubMed Central أظهرت أن معدل السمنة يرتفع من 23 % في سن 20–24 إلى 35 % مع التقدم في العمر ﹣ وهو ما يؤشر إلى أن عادات العشرينيات تضع أساساً للصحة لاحقاً. كما أشارت إلى أن قلة النوم وإهمال أسلوب الحياة الصحي في عمر العشرينيات تؤثر على القلب لاحقاً وتجعل الشخص أكثر عرضة للأمراض.
من جهة أخرى، أجريت دراسة طويلة الأمد قادها علماء في علم الأوبئة على فئات متعددة من مختلف الدول، وأظهرت أن الأشخاص الذين يهملون أسلوب الحياة الصحي في العشرينيات معرضون أكثر للإصابة بمشاكل النوم في الأربعينيات. وتوضح الدراسة أن عينة الدراسة ارتفع لديها معدل الأرق والصعوبة في النوم من 17 % إلى حوالي 29 % عند بلوغ العقد الرابع، بينما نسبة السمنة ارتفعت من نسبة 40.9 % إلى حوالي 69 % بين نفس الفئة العمرية، ما يدل على التأثير الطويل لأسلوب الحياة في مرحلة الشباب المبكرة.

التغييرات الجسدية بين العشرينيات والأربعينيات

ثلاث نساء في أعمار مختلفة - المصدر Freepik

 

حدد خبراء الصحة التغييرات التي تلحق بالجسم بين العقدين، ولا سيما الجسدية في التالي:

زيادة الوزن وانخفاض الكتلة العضلية

في الثلاثينيات والأربعينيات، تبدأ الكتلة العضلية بالتراجع بمعدل 3-8% كل عقد من العمر، وما يصاحب ذلك من انخفاض في الأيض الأساسي. وفي سن الأربعين تقل القدرة على الحفاظ على الوزن المثالي، خصوصاً مع انخفاض النشاط الجسدي المعتاد.

اضطرابات النوم

الاستيقاظ أثناء الليل، وكثرة الأحلام أو الاستيقاظ المبكر من دون سبب؛ كل هذا شائع في الأربعينيات، مقارنة بالنوم الجيد والمستقر والعميق خلال العشرينيات. وترتبط هذه التغييرات بنمط الحياة أو الضغوط المهنية عند التقدم بالعمر.

صحة العظام والمفاصل

في العشرينيات تكون العظام في ذروة كثافتها، لكن عند الأربعين يبدأ الجسم بفقدان جزء من صلابته، مما يزيد من هشاشة العظام ومعاناة المفاصل، خصوصاً عند وجود أنشطة روتينية وعدم الانتظام في الرياضة، وأيضاً إهمال تعويض التغذية والمكملات.

انخفاض معدل الأيض

عملية الأيض هي المسؤولة عن تحويل السعرات الحرارية إلى طاقة جاهزة للاستهلاك. لكي تتمتعي بوزن صحي يتناسب مع ما تأكلينه، فلا بد أن تبقي هذه العملية الحيوية ضمن معدلاتها الطبيعية. في العشرينيات يكون الأيض سريعاً نسبياً، مما يسمح بالمرونة في الوزن. لكن في الأربعينيات يحدث الخلل عند عدم تعديل النظام الغذائي أو روتين التمارين حسب التغييرات الفسيولوجية، حيث تنخفض هذه العملية ما يُسهم في الاحتفاظ بالدهون بالجسم أكثر.

ارتفاع خطر الأمراض المزمنة

مع بلوغ الأربعينيات، تبدأ المؤشرات الصحية كضغط الدم قليلاً بالارتفاع، خاصة عند الانخراط في العادات الخاطئة مثل قلة النشاط البدني، والسمنة، وتلك العادات التي ربما بدأت من العشرينيات، لكن لن تظهر نتائجها إلا في الأربعينيات.

الآثار النفسية والعصبية في الأربعينيات

هناك مجموعة من المتغيرات التي تؤثر على الحالة النفسية والعصبية في عمر الأربعينيات، وحددها موقع "مايو كلينيك" في:

ضغط العمل والأسرة

في الأربعينيات، يتزايد الحمل النفسي من مسؤوليات العمل والأطفال أو التعامل مع الآباء المسنين، وهو ما يؤثر سلباً على النوم، والمزاج، والأسلوب الغذائي.

الإجهاد المزمن

الإجهاد الناتج عن أمور الحياة قد يؤدي إلى ارتفاع هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، وهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة الوزن خاصة حول البطن، واضطرابات النوم، ومخاطر القلب.

صحة الدماغ والقلب

أظهرت الدراسات العلمية أن ارتفاع الالتهاب في العشرينيات قد يضاعف خطر تراجع القدرات المعرفية في الأربعينيات وما بعدها، وهو ما يضع أهمية قصوى لمراقبة الالتهاب في العشرينيات لتفادي العواقب المستقبلية.

كيف نستفيد من التغييرات العمرية بشكل إيجابي؟

لا يمكن إيقاف الزمن، لكن يمكن فهمه واستغلاله لصالحك، وذلك من خلال العادات التالية:

استباق التغيير

من المهم أن يبدأ الشخص بالعناية المبكرة بصحته في العشرينيات، مثل تنظيم النوم، وتجنّب التدخين، وتبني عادات غذائية متوازنة والالتزام بالنشاط البدني.
اقرئي أيضاً تجربتي مع الشيلاجيت إيجابية إلى حدّ كبير

المتابعة الطبية

فحوص الدم ومراقبة ضغط الدم ومستوى الدهون تبدأ من التقدم في الثلاثينيات، يصاحبها التقييم الدوري في الأربعينيات.

الوعي النفسي

التعرف إلى الضغط والتوعية بكيفية استيعابها، لأن الحالة النفسية لا تقف عند الروح والعقل بينما تنعكس لاحقاً على الصحة العامة وتسبب تبعات صحية خطيرة.
في النهاية يمكن القول إن صحة الإنسان تعد انعكاساً لحياته السابقة، من ثمّ ما يقوم به الشخص خلال فترة العشرينيات هو نفسه ما يحصده خلال الأربعينيات، وفيما بعد، لكن الفارق أن عمر الأربعينيات ليس متأخراً لتدارك الأخطاء الصحية والنفسية بينما لا تزال هناك فرصة لتصحيح العادات الخاطئة وحماية الصحة.


*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.