المرأة هي أساس المجتمع وعموده الفقري، وقوتها لا تقتصر على الجوانب الاجتماعية أو الاقتصادية فقط، بل تبدأ من صحتها ووعيها الصحي. فتمكين المرأة يبدأ عندما تكون قادرة على فهم جسدها، احتياجاتها الصحية، واتخاذ القرارات السليمة التي تحافظ على سلامتها النفسية والجسدية. لذلك، الوعي الصحي ليس فقط ضرورة فردية، بل هو خطوة أساسية لبناء مجتمع قوي ومتقدّم. كما توضح الدكتورة في علم التغذية والغذاء سينتيا الحاج من خلال هذا المقال لـ "سيّدتي".
أهمية الوعي الصحي للمرأة
- الوقاية خير من العلاج: عندما تدرك المرأة أهمية الفحوصات الدورية والعادات الصحية الجيدة، تستطيع تجنّب الكثير من الأمراض أو اكتشافها مبكراً.
- تحسين جودة الحياة: المرأة الصحية تكون أكثر نشاطاً وإنتاجية، مما ينعكس إيجاباً على أسرتها ومحيطها.
- تمكين ذاتي: الوعي الصحي يمنح المرأة الثقة في نفسها، ويجعلها قادرة على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن حياتها وصحتها.
- كسر الحواجز الثقافية: في كثير من المجتمعات، تتعرّض المرأة لقيود تمنعها من الاهتمام بصحتها، والوعي هو المفتاح لتغيير هذه النظرة.
الجوانب الأساسية للوعي الصحي لدى المرأة
- التغذية السليمة من خلال فهم أهمية تناول غذاء متوازن يحتوي على الفيتامينات والمعادن اللازمة، الابتعاد عن الأطعمة المصنّعة والمشبّعة بالدهون والسكريات وشرب كميات كافية من الماء يومياً للحفاظ على صحة الجسم.
- النشاط البدني المنتظم من خلال ممارسة الرياضة، يساعد على تقوية العضلات والعظام وتحسين الحالة النفسية. المشي، اليوغا والتمارين البسيطة تعتبر بداية جيدة للتمتع بصحة جيدة.
- الفحوصات الدورية من خلال الكشف المبكر عن أمراض مثل سرطان الثدي، سرطان عنق الرحم، السكري وأمراض القلب. بالإضافة إلى زيارة الطبيب بانتظام وعدم تجاهل أي أعراض غير عادية.
- الصحة النفسية من خلال التعرّف إلى أهمية الصحة النفسية وعدم اعتبارها أقل أهمية من الصحة الجسدية، والبحث عن الدعم النفسي عند الحاجة وممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل.
- المعرفة بالصحة الإنجابية من خلال فهم الجسم ودورة الطمث وأهميتها، التعرّف إلى وسائل منع الحمل الآمنة والاهتمام بصحة الحمل والولادة.
من المهم الاطلاع على أطعمة مذهلة تعزز قوة الدماغ لا تتخلي عنها.
كيف تبدأ المرأة في بناء وعي صحي؟
- التثقيف الصحي من خلال قراءة الكتب، متابعة الدورات الصحية والاطلاع على المصادر الموثوقة.
- المشاركة في مجموعات الدعم، حيث يمكن تبادل الخبرات والمعلومات.
- طلب المساعدة الطبية عند الشعور بأية مشكلة صحية.
- تعلّم مهارات جديدة، مثل الطبخ الصحي أو تقنيات التمارين الرياضية.
دور المجتمع في تمكين المرأة صحياً
- توفير مراكز صحية متخصصة للنساء.
- رفع مستوى الوعي الجماعي حول قضايا الصحة النسائية.
- دعم المرأة نفسياً واجتماعياً لتشجيعها على الاهتمام بصحتها.
تمكين المرأة من خلال الوعي الصحي هو استثمار طويل الأمد في المجتمع كله. فعندما تكون المرأة قوية صحياً، تستطيع أن تكون قائدة ومصدر إلهام لأسرتها ومجتمعها. فلا تتردّدي في الاعتناء بنفسكِ، فصحّتكِ هي قوتكِ، ووعيكِ هو مفتاح تمكينكِ الحقيقي.
التغذية الصحية المتكاملة
- يحتاج جسم المرأة إلى عناصر غذائية معينة أكثر في فترات معينة، مثل الحديد خلال فترة الحيض، الكالسيوم لدعم العظام وحمض الفوليك خاصة في سن الإنجاب.
- الأكل الصحي يؤثر إيجابياً على المزاج والطاقة، ويساعد في الوقاية من أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
- تناول وجبات تحتوي على مصادر متنوّعة من البروتين (كاللحوم البيضاء، البقوليات والبيض).
- الإكثار من تناول الخضروات والفواكه الطازجة، والتنويع بينها يومياً.
- التقليل من الأطعمة الغنية بالدهون المشبّعة والسكريات المصنّعة.
- الحرص على شرب 8-10 أكواب من الماء يومياً.
إذا كنتِ حاملاً أو تخططين للحمل، استشيري الطبيب بشأن المكمّلات الغذائية مثل حمض الفوليك والحديد.
أهمية النشاط البدني المنتظم
- ممارسة الرياضة تقلّل من خطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
- تساعد على تخفيف التوتر وتحسين النوم.
- تدعم صحة العظام وتحمي من هشاشتها خاصة بعد سن الأربعين.
- ابدئي بتمارين بسيطة مثل المشي 30 دقيقة يومياً.
- جرّبي رياضات مختلفة حتى تجدي ما تحبينه (السباحة، اليوغا والرقص).
- مارسي تمارين تقوية العضلات مرتين أسبوعياً.
- اجعلي الحركة جزءاً من روتينكِ، مثل استخدام الدرج بدلاً من المصعد.
ما رأيك باكتشاف ما هو علاج هبوط ضغط الدم سريعاً قبل أن يسبب الأذى للجسم.
أهمية الفحوصات الدورية للمرأة
- الفحص الدوري هو أفضل وسيلة لاكتشاف الأمراض مبكراً، مثل سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم.
- الكشف المبكر يزيد فرص العلاج الناجح ويقلل المضاعفات.
- اجعلي زيارة الطبيب للكشف السنوي عادة.
- قومي بفحص الثدي ذاتياً شهرياً بدءاً من سن العشرين.
- خذي موعداً لفحص عنق الرحم كل 3 سنوات بعد عمر الـ 21.
- راقبي ضغط الدم، مستوى السكر في الدم والكوليسترول.
الصحة النفسية والعاطفية
الصحة النفسية تؤثر بشكل كبير على الصحة الجسدية وجودة الحياة. الاكتئاب والقلق شائعان بين النساء، خاصة في فترات التغيّر الهرموني مثل الحمل أو انقطاع الطمث، لذلك:
- خصّصي وقتاً لنفسكِ للاسترخاء وممارسة الهوايات.
- تحدّثي مع من تثقين بهم عن مشاعركِ وأفكاركِ.
- لا تتردّدي في طلب المساعدة المهنية عند الشعور بالاكتئاب أو القلق.
- مارسي تمارين التنفس العميق أو التأمّل لتقليل التوتر.
العادات الصحية اليومية
- النوم الكافي: احرصي على 7-8 ساعات نوم منتظمة يومياً، فالنوم الجيد يعزز جهاز المناعة ويقلل التوتر.
- الابتعاد عن التدخين: لأنه يضرّ بصحة المرأة بشكل مباشر ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
- الترطيب: إلى جانب شرب الماء، استخدمي مرطبات جلدية للحفاظ على صحة البشرة، خصوصاً في فصول الجفاف.
- الحفاظ على النظافة الشخصية خصوصاً في فترات الحيض، لتجنّب الالتهابات.
كيفية التعامل مع الأزمات الصحية الشائعة
- التعامل مع آلام الدورة الشهرية: يمكن استخدام المسكنات البسيطة، تمارين الاسترخاء وتطبيق الحرارة على البطن.
- التعامل مع التقلبات المزاجية: ممارسة الرياضة والاهتمام بالصحة النفسية.
- مراقبة علامات الأمراض: مثل التعب المستمر، فقدان الوزن غير المبرر، أو أي ألم غير طبيعي واللجوء للطبيب فوراً.
تطوير وعي صحي مستمر
- قراءة ومتابعة المصادر الصحية الموثوقة، مثل المواقع الطبية والمجلات الصحية.
- الانضمام إلى ورش العمل أو الندوات الصحية، حيث يمكن التعلّم من الخبراء.
- المشاركة في مجموعات دعم صحية على الإنترنت أو في المجتمع المحلي.
- تمكين المرأة الصحي يبدأ بخطوة صغيرة، وهي التعرّف إلى جسمها واحتياجاته، ثم اتباع أسلوب حياة صحي. عليكِ أن تتذكري دائماً أن صحتكِ هي كنزكِ الحقيقي، وبوعي صحي قوي تستطيعين بناء حياة متوازنة وناجحة. اعتني بنفسكِ، وتعلّمي باستمرار، وكوني قدوة لمن حولكِ.
ينصح بمتابعة ساعة واحدة في تصفح هاتفك الذكي يومياً تُصيبك بهذه الحالة المرضية
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.
