جميع منصات السوشيال ميديا تتحدث عن التغيير وأهميته، لكن من يستطيع تحقيق التغيير الفعلي؟!. الحقيقة أن التحولات الكبيرة تبدأ بخطوات صغيرة، لكنها تتحول إلى عادات، لذلك يمكنكِ تقييم رحلة التغيير من أول أسبوع.
يشير الخبراء إلى أن الجسم يتكيف مع التغيير حال الاستمرارية، ليس أسبوع فحسب، بينما على الأقل يمكن رسم خطة أسبوعية والإصرار على عدم التراجع، لأن هذه الطريقة تساعد الشخص على تضمين الروتين الجديد لأسابيع قادمة.
إعداد: إيمان محمد
عادات صباحية تحسّن الصحة
يوضح تقرير نشر في Verywell Health أن هناك خمس عادات صباحية بسيطة فقط قد تسهم في تحسين الحالة الصحية للفرد، وتشمل:
الاستيقاظ في وقت ثابت
أول عادة يوصي بها خبراء الصحة هي الاستيقاظ في نفس الموعد تقريباً كل يوم، حتى في عطلة نهاية الأسبوع. وتعود هذه النصيحة إلى أهمية الساعة البيولوجية وتأثيرها على الصحة العامة، فمن خلال ضبط مواعيد النوم والاستيقاظ يمكن حماية الجسم من أي اضطراب قد يلحق بالهرمونات، لا سيما تلك المرتبطة بالضغط والتوتر.
فالحفاظ على نوم منتظم من 7 إلى 9 ساعات ليلاً، مع وقت استيقاظ ثابت، يعمل على تحسين ضغط الدم وتقليل خطر الإصابة بارتفاعه. ومع تكرار هذه العادة لعدة أيام متتالية، سيُلاحظ الفرد أنه يستيقظ في حالة نشاط، لأن الجسم يبدأ في توقع موعد الاستيقاظ دون مجهود.
فتح الستائر وشرب الماء
يؤكد Healthline أن التعرض للضوء الطبيعي فور الاستيقاظ من أبسط الطرق لإخبار دماغك أن وقت النشاط قد حان. لذلك يجب الاعتياد على فتح الستائر أو النافذة، أو الوقوف لبضع دقائق في الشرفة، لأن هذه الطريقة تعزز ضبط الساعة البيولوجية للإنسان، كما أن هذه العادة الصباحية تساعد على النوم العميق ليلاً.
إلى جانب الضوء، يأتي دور الماء، فبعد ساعات من النوم من دون شرب، يكون الجسم في حالة جفاف نسبي، ما يفاقم الشعور بالتعب والصداع. يشير الخبراء إلى أن بدء النهار بشرب الماء يعزز صحة القلب ويساعد على ضبط ضغط الدم.
خلال أسبوع واحد فقط، يمكن أن تلاحظي أن كوب الماء مع أول ضوء يدخل غرفتك يقلل من ثقل الرأس، ويساعدك على الدخول في اليوم بخفة أكبر.
إفطار صحي
يؤكد الخبراء إلى أن الإفطار الذكي يساعد على تعزيز الحالة الصحية للشخص، وخلال وقت قياسي؛ ويشمل هذا الإفطار مجموعة متنوعة من العناصر، مثل الخضروات والفاكهة، الحبوب الكاملة، البروتينات قليلة الدسم مثل الزبادي قليل الدسم أو البيض، مع تقليل الملح والدهون المشبعة والسكريات المضافة.
إذا تمَّ الالتزام بهذا النمط من الإفطار، فإن الشخص سيلاحظ غالباً ثباتاً أكبر في مستوى الطاقة، وقلة نوبات الجوع المفاجئ التي تدفع لتناول أطعمة سريعة وغير صحية.
الحركة الصباحية
ممارسة الرياضة هي عادة صحية، لكن تتضاعف نتائجها عند القيام بها كل صباح، ويمكن ممارسة تمارين بسيطة مثل التمدد أو المشي، فبمجرد القيام بحركة صباحية يخفف تيبس العضلات ويزيد الشعور بالنشاط، لأن ممارسة الرياضة في بداية اليوم تحفز الدورة الدموية ووظائف الدماغ مثل الانتباه واتخاذ القرار.
بالإضافة إلى ذلك، ينصح الخبراء بممارسة ما يقارب 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أسبوعياً، على أن يكون جزءاً من ذلك في الصباح من خلال المشي السريع، او بعض التمارين أو حتى صعود السلم بدلاً من المصعد.
اقرئي أيضاً ما الذي يحدث لجسمك عند تناول الموز يومياً؟
دقائق للهدوء
من العادات التي قد تبدو رفاهية لكنها في الحقيقة سلاح أساسي ضد التوتر، أن تخصصي دقيقتين أو خمس دقائق في بداية اليوم لتمرين بسيط من الاسترخاء:
- تنفس عميق وبطيء.
- كتابة سريعة في مفكرة عن أولويات اليوم.
- لحظات تأمل وصلاة بهدوء.
بعد أسبوع من التزام هذه الدقائق القليلة، ستتم ملاحظة أن رد فعل الجسم تجاه ضغوط اليوم أصبح اهدأ، وأن التوتر لا يصل لنفس الذروة المعتادة.
الالتزام بالخطة العلاجية
الصباح فرصة للالتزام بأي خطة علاجية إذا كان الشخص يعاني من مرض، لا سيما إذا كان مزمناً مثل ضغط الدم. تشير تقارير طبية الى أن من الكثير من الأدوية الخافضة لضغط الدم توصف في الصباح، وأن ربطها بروتين ثابت مثل الافطار يساعد على عدم نسيانها، كما أن قياس الضغط في الصباح بشكل منتظم يمنح الطبيب صورة أوضح عن استجابة الجسم للعلاج.
هذه العادة لا تغني عن متابعة الطبيب، لكنها تجعل علاقتك بعلاجك أكثر انتظاماً، وتساعد على رصد أي تغيير في وقت مبكر.
هذه العادات الصباحية ليست وصفة سحرية تغير كل شيء بين ليلة وضحاها، لكنها خطوات واقعية وقابلة للتطبيق، مستندة الى توصيات طبية موثوقة. ما أن تمنح نفسك أسبوعاً من الالتزام النسبي بها، قدر الإمكان، حتى تبدأ في ملاحظة تغييرات صغيرة لكنها مشجعةـ مثل نوم أعمق، يقظة أفضل، مزاج اهدأ، وشهية أكثر توازن.
* ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.
