لفترة طويلة ربط الناس بين تناول الطعام في وقت متأخر من الليل وزيادة خطر السمنة، لكن الأسباب وراء ذلك لم تكن واضحة تماماً، فهل هذا صحيح؟ كانت النظريات المحتملة حول زيادة الوزن بسبب الأكل ليلاً تتضمّن زيادة إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة، بالإضافة إلى الخيارات الغذائية غير الصحية التي يشيع تناولها مساءً، وغالباً وما تسبّب ارتفاع نسبة السكر في الدم، ولكن وجد الباحثون أن تناول الطعام في وقت متأخر يزيد الجوع، يقلل معدل الأيض ويسبّب تغيّرات في الأنسجة الدهنية، أي يحفّز تخزين الدهون وزيارة الوزن، إليك التفاصيل...
ما هي أسباب تناول الطعام في الليل؟

أهم أسباب تناول الطعام في الليل نوجزها في الآتي كما ورد في موقع Healthline:
- عدم تناول كمية كافية من الطعام خلال اليوم، الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بالجوع في المساء، الحل في هذه الحالة يكمن في تناول كمية كافية من الغذاء الصحي خلال اليوم يشتمل على الكربوهيدرات، البروتينات، والدهون.
- قلة النوم تزيد من الشعور بالتوتر وعدم الراحة النفسية، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى زيادة تناول الطعام خصوصاً في المساء، وعليه يُنصح بالنوم لفترة كافية لا تقل عن 6 ساعات خلال المساء.
- التسلية والمتعة أثناء القيام بالأنشطة المسلية؛ فعند الجلوس أمام التلفاز أو استخدام الإنترنت في المساء قد يؤدي ذلك إلى تناول الطعام، خصوصاً المسليات كرقائق البطاطس، الشوكولاتة، البسكويت، المكسرات وغيرها... دون وعي إلى حين الشبع أو الشعور بالذنب أو انتهاء المشاهدة؛ والحل هنا يكمن في استبدال الطعام المغذي بها مثل الخضروات كالخيار والجزر والخس، أو شرب الماء والعصائر الطبيعية، كما ينصح بتجنّب القهوة والشاي في هذه الفترة.
- عدم تناول الغذاء الصحي؛ إذ إن تناول الغذاء غير الصحي يؤدي إلى حدوث تقلبات في سكر الدم ما يؤثر سلباً على الشعور بالجوع، وطلب المزيد من الطعام خصوصاً السكريات والكربوهيدرات، والحل هنا يكون بضرورة تناول الغذاء الصحي واتباع النظام الغذائي الصحي عند القيام بإنقاص الوزن.
- التوتر وضغوط الحياة اليومية، ويمكن حلّها عن طريق الاسترخاء، ممارسة الرياضة، شرب كميات كافية من الماء، إعطاء الجسم حقه من الراحة الجسدية والنفسية، وتجنّب أي محفزات قد تؤدي إلى هذه التوترات.
- لقد وجدت الاختبارات أن تناول الطعام في وقت متأخر من الليل قد أدى إلى تغييرات في عملية الأيض تشجّع على زيادة الوزن، هذه التغيّرات ترتبط بإيقاع الساعة البيولوجية للجسم المرتبط بدورة الضوء والظلام على مدار 24 ساعة، وتتضمّن تغيّرات ملحوظة في مستويات هرمونيْ الجوع والشبع، الليبتين والجريلين، أدت إلى زيادة الجوع، حيث انخفضت مستويات هرمون الشبع "الليبتين"، وارتفعت مستويات هرمون الجوع "الجريلين"، بالإضافة إلى انخفاض معدل الأيض (حرق الطعام)، وتغيّرات في الأنسجة الدهنية، مما يسهّل على الجسم تخزين الدهون.
ما رأيكِ باكتشاف فوائد الكرياتين للجسم وعلاقته بالعضلات عند استخدام إبر التنحيف؟
هل تناول الطعام ليلاً يزيد من وزنكِ؟
بيّنت الدراسات والأبحاث التي نشرت في موقع Harvard Health بأن الأشخاص الذين يتناولون طعامهم في وقت متأخر في المساء يزداد وزنهم بشكل أكبر من الأشخاص الذين يتناولون طعامهم خلال اليوم وقبل الليل، وفي دراسة أخرى أظهرت أن الأشخاص الذين يتناولون معظم طعامهم في المساء كان مؤشر كتلة الجسم لديهم أكثر من الأشخاص الذين يتناولون طعامهم خلال اليوم وقبل المساء.
وفي دراسة مختلفة أيضاً بيّنت أن الأشخاص الذين تناولوا الطعام خلال المساء (بين الساعة 11 مساءً والـ5 صباحاً) كان وزنهم أكثر من الأشخاص الذين لم يتناولوا أي طعام خلال هذه الفترة واكتفوا بتناول الطعام الاعتيادي خلال اليوم.
قد يتسبّب تناول الطعام مساءً خصوصاً قبل النوم مباشرة في مشاكل تبدأ من عدم الراحة خلال النوم، وقد تنتهي بمشاكل أبعد، بدءاً من الارتجاع المعدي المريئي.
في النهاية قد يكون السبب الرئيسي للسمنة هو تناول الطعام بكميات أكثر من احتياجات الجسم (سعرات حرارية أكثر) متبوعة بقلة النشاط البدني، وبالتالي قد يقول قائل إنه في حال تمّ الاكتفاء فقط باحتياج الجسم من الطعام (السعرات الحرارية)، وبغض النظر عن التوقيت، فإن ذلك لن يؤدي إلى زيادة الوزن، والجواب ببساطة بأن عملية زيادة الوزن والسمنة هي عملية تراكمية وليس ببساطة الداخل للجسم من السعرات، وحرق هذه السعرات الحرارية إن جاز التعبير!
نصائح تساعد على فقدان الوزن
الشروع في طريق فقدان الوزن، كما جاء في موقع National Institutes Of Health لا يتعلق بتقليل السعرات الحرارية التي تحصلين عليها أو بمواعيد تناول الأطعمة فقط؛ بل من المهم أن يكون هذا مصحوباً بالالتزام بنمط حياة صحي، يتضمّن على سبيل المثال لا الحصر اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم.
إن فهم تأثير تناول الطعام في وقت متأخر من الليل على عملية التمثيل الغذائي، وحرق الطعام يمكن أن يغيّر قواعد اللعبة في رحلة فقدان الوزن، من خلال مراعاة عاداتكِ الغذائية، خاصة خلال ساعات المساء، يمكنكِ مساعدة جسمكِ بشكل أفضل على تحقيق أهدافكِ الصحية بشكل أكثر فعالية، استمري في تغذية جسمكِ بحكمة، وبذلك تصبحين أكثر صحة وسعادة!
من المفيد التعرّف إلى شرب منقوع المرة للالتهابات ذو فائدة كبيرة.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.