يُعاني كثير من الناس من اضطرابات معوية متكرّرة خلال فصل الصيف، مثل الإسهال، التقيؤ، آلام المعدة والانتفاخ، وتُعزَى هذه الظاهرة إلى مجموعة من العوامل المرتبطة بالتغييرات المناخية، العادات الغذائية وسلوكيات النظافة في هذا الفصل الحار، فما هي أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تزايد الاضطرابات المعوية في الصيف؟ وكيف يمكن الوقاية منها؟ تجيب الدكتورة في علم التغذية والغذاء سينتيا الحاج من خلال هذا المقال.

7 أسباب تؤدي إلى كثرة الاضطرابات المعوية في الصيف
- ارتفاع درجات الحرارة: الحرارة المرتفعة في الصيف تُعزّز من نمو البكتيريا والفيروسات في الأغذية والمياه، مما يزيد من احتمال الإصابة بالتسمم الغذائي أو العدوى المعوية.
- تخزين الطعام بطريقة غير صحيّة: في الأجواء الحارة، يفسد الطعام بسرعة إذا لم يُخزّن في ظروف مناسبة (مثل الثلاجة). الأطعمة المكشوفة في المطاعم أو لدى الباعة الجائلين تكون أكثر عرضة للتلوث.
- الإكثار من تناول العصائر والمياه غير الآمنة: يلجأ الناس في الصيف لتناول العصائر والمثلجات من الشارع لتخفيف الحر، وهذه المنتجات غالباً ما تُحضّر بمياه قد تكون ملوّثة أو ثلج غير معقم.
- قلة الانتباه إلى النظافة الشخصية: مع زيادة التعرّق والنشاطات الخارجية، قد يهمل البعض غسل اليدين قبل الأكل أو بعد استخدام المرحاض، مما يزيد من انتقال الجراثيم.
- تناول الفواكه والخضروات غير المغسولة جيداً: العديد من الفواكه الصيفية مثل البطيخ والشمام تحتاج إلى غسل جيد قبل تناولها، ولكن الإهمال في ذلك قد يؤدي إلى دخول البكتيريا إلى الجهاز الهضمي.
- الأسفار والرحلات: يزداد السفر في الصيف، مما يعني تغيير مصادر الطعام والماء، هذا يُعرّض الإنسان لأنواع بكتيريا غير مألوفة له، مما قد يؤدي إلى اضطرابات معوية مؤقتة.
- تناول الأطعمة الدسمة أو المقلية: بعض الناس يفرطون في تناول الأطعمة السريعة والمقلية في الصيف، وهي صعبة الهضم، وقد تُسبب تحسساً في الأمعاء.
4 نتائج للاضطرابات المعوية على الصحة
- الجفاف بسبب فقدان السوائل من الجسم (خاصة مع الإسهال أو التقيؤ).
- فقدان الشهية وسوء التغذية نتيجة اضطراب عملية الهضم.
- التأثير على الجهاز المناعي، ما يجعل الجسم أكثر عرضة للعدوى.
- الإرهاق والضعف العام، خاصة عند الأطفال وكبار السن.
8 نصائح للوقاية من الاضطرابات المعوية في الصيف

فصل الصيف يحمل الكثير من المتعة، لكنه أيضاً يتطلّب وعياً صحياً وسلوكاً وقائياً لتجنّب مشكلات مثل الاضطرابات المعوية التي تزداد في هذا الموسم، من خلال الالتزام بالنظافة والحرص على نوعية الطعام والشراب، يمكن الاستمتاع بالصيف من دون التعرّض لمشاكل صحية مزعجة، وذلك من خلال اتباع الآتي:
- غسل اليدين باستمرار، خاصة قبل الأكل وبعد استخدام الحمام.
- تجنّب الأطعمة المكشوفة أو المبيعة في الشوارع.
- تخزين الطعام بطريقة صحيحة، وعدم تركه في الهواء الطلق.
- غسل الفواكه والخضروات جيداً قبل تناولها.
- شرب المياه النظيفة فقط، ويفضل استخدام فلاتر أو مياه معبأة.
- تجنّب تناول الثلج مجهول المصدر.
- تجنّب الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة أو غير المألوفة.
- اصطحاب أدواتكِ الصحية الشخصية في الرحلات (مناديل، معقم، أدوية إسعاف أولي..).
من المفيد الاطلاع على خطوات لتقوية الجهاز الهضمي وتحسين صحة الأمعاء.
ما أهم أمراض الجهاز الهضمي وأكثرها شيوعاً؟

- الجزر الحامضي: عندما تتدفق أحماض المعدة إلى المريء يشعر المصاب بحرقان وآلام في الصدر، وتزداد هذه المشكلة في المساء وأثناء الاستلقاء، وقد تساهم بعض الأطعمة في حدوثها، مثل: الأطعمة المضاف إليها صلصة، والحمضيات، والمقليات، والسكريات.
- التهاب الأمعاء: يؤدي التهاب الأمعاء إلى آلام في البطن وتغييرات في البراز، وينقسم التهاب الأمعاء إلى نوعين: مرض كرون، والتهاب القولون التقرحي، ويمكن أن تتفاقم الأعراض إلى فقدان الشهية والوزن، غثيان وقيء وإسهال.
- الاضطرابات الهضمية: يتسبّب عسر الهضم في الشعور بآلام شديدة في البطن والإمساك، بالإضافة إلى الغازات والانتفاخات، ويمكن أن يحدث بسبب تناول أطعمة دسمة وغير صحية، وينصح بالإكثار من شرب الماء وتناول الخضروات والفاكهة والأطعمة التي تحتوي على ألياف لتقليل حدوث الاضطرابات الهضمية.
- متلازمة القولون العصبي: يعتبر من الأمراض المزمنة التي تسبّب آلاماً شديدة في المعدة، حيث تحدث التهابات في القولون، وتزداد الآلام مع التوتر والقلق، وقد يعاني مريض القولون العصبي من انتفاخ البطن والغازات، بالإضافة لبعض الأعراض الأخرى التي تختلف من شخص لآخر، مثل الإمساك أو الإسهال.
- التهاب الزائدة الدودية: يُعدّ من المشاكل الصحية الشائعة في البطن والتي غالباً ما تحتاج إلى استئصالها للتغلب عليها، فيحدث التهاب يصيب الزائدة الدودية، وهي غدة مرتبطة بالقولون وتُسبب آلاماً شديدة وغير محتملة في منطقة أسفل البطن إلى جهة اليمين وتسبب صعوبة الحركة أحياناً.
- قرحة المعدة: هي تقرّح في الغشاء المخاطي بالمعدة، وتؤدي إلى الشعور بآلام شديدة في البطن خاصة عند تناول الطعام مع وجود غثيان وقيء، ويعتبر الإكثار من تناول أدوية مضادات الالتهابات والمسكنات من أبرز الأسباب التي تؤدي للإصابة بقرحة المعدة.
5 طرق للوقاية من أمراض الجهاز الهضمي
- تجنّب تناول الأطعمة التي تحتوي على دهون مشبعة: أي الدهون غير الصحية حيث تُسبّب رفع نسبة الكوليسترول الضار بالدم، ويجب عدم الإكثار من الأطعمة الحارة التي تسبب التهابات المعدة والأمعاء.
- اتباع نمط غذائي صحي؛ لضمان الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وعدم الإصابة بأي مشكلات وآلام في المعدة، ويكون هذا من خلال تناول الوجبات الثلاثة الرئيسية، وبينها وجبات خفيفة وصحية.
- ممارسة الرياضة: من الأمور التي تُسهم في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، وذلك لأن الرياضة تحسّن من أداء كافة وظائف الجسم.
- عدم تأخير التبرز: فهذا من الأسباب الأساسية لآلام البطن والإصابة بالغازات والانتفاخات والإمساك، وإن كانت هناك آلام عند التبرز فيجب مراجعة الطبيب.
- تجنّب الإفراط في تناول الأدوية: حيث إنها من المسبّبات الرئيسية لمشكلات الجهاز الهضمي خاصةً المسكنات ومضادات الالتهاب، فيجب أن يكون الدواء موصوفاً من الطبيب، مع ضرورة الالتزام بالجرعة المحددة.
ينصح بالتعرّف إلى أعشاب طبية تساعد على الهضم السريع لن تتخلَّي عنها بعد اليوم.
أطعمة لعلاج اضطرابات المعدة

- الزنجبيل (Ginger): إن الغثيان والقيء من الأعراض الشائعة لاضطراب المعدة، ويعتبر الزنجبيل هو العلاج الأمثل لهذه المشكلة، حيث يساعد في تنظيم إشارات الجهاز العصبي بالمعدة، يسرّع من معدل إفراغ المعدة، وبالتالي تقليل الغثيان والقيء. ويعتبر الزنجبيل آمناً بشكل عام، ولكن قد تحدث حرقة وآلام في المعدة وإسهال عند تناوله بكميات كبيرة، لذلك يفضل تناوله الطازج منه بعد بشره وغليه ليكون أكثر فعالية.
- البابونج (Chamomile): يعدّ البابونج من العلاجات الطبيعية لاضطرابات المعدة، حيث يقلل من فرص حدوث القيء ويهدّىء الآلام، كما أنه يخفّف من حدوث الإسهال وعسر الهضم والغازات والانتفاخات. ولتناول البابونج، يتم غلي الماء وإضافته إليه وتركه لمدة 5 دقائق وهو مغطى ثم شربه.
- النعناع (Mint): عندما يحدث اضطراب المعدة بسبب متلازمة القولون العصبي، فيكون النعناع هو المشروب الأفضل للقضاء على هذه الاضطرابات، فمشروب النعناع يساعد في تخفيف أعراضه الشائعة مثل الانتفاخ (Bloating)، الإمساك والغازات. كما أن زيت النعناع يلعب دوراً في استرخاء العضلات بالجهاز الهضمي، مما يقلل من شدة التشنجات المعوية التي تسبّب الآلام والإسهال، ويعتبر النعناع آمناً بالنسبة لمعظم الأشخاص، ولكن ينصح تناوله بحذر في حالة الإصابة بارتجاع المريء أو اضطرابات الكلى والمرارة، لأنه يمكن أن يؤدي لتفاقم المشكلة.
- عرق السوس (Licorice): من العلاجات الشائعة لعسر الهضم، كما أنه يمنع الإصابة بقرحة المعدة (Peptic ulcer) المؤلمة، حيث إنه يوقف النمو الزائد للبكتيريا الحلزونية، ويساعد عرق السوس في تهدئة آلام المعدة من خلال تخفيف التهاب بطانة المعدة وزيادة إنتاج المخاط لحماية الأنسجة من حامض المعدة. وبالتالي فهو مفيد بشكل أكبر للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المعدة الناتجة عن ارتداد الحمض.
- بذور الكتان (Flaxseed): هي بذور ليفية صغيرة تساعد في تنظيم حركات الأمعاء وتخفيف الإمساك وآلام البطن، كما أن بذور الكتان تقي المعدة من القرحة وتقلل من الإصابة بالتشنجات المعوية، ويمكن تناول بذور الكتان أو زيت بذور الكتان، فكليهما له تأثير إيجابي على المعدة، ويكون ذلك يومياً ولمدة أسبوعين في حالة الإصابة باضطرابات المعدة والإمساك.
- البابايا (Papaya): تساهم فاكهة البابايا في تحسين الهضم ومنع الإصابة بالطفيليات وقرحة المعدة، كما تحتوي البابايا على إنزيم قوي يحطم البروتينات الموجودة في الطعام، مما يجعله أسهل للهضم والامتصاص. بعض الأشخاص لا تقوم أجسامهم بإنتاج إنزيمات طبيعية كافية لهضم الطعام بالكامل.
- الموز الأخضر (Green banana): يؤدي تلوث المعدة أو التسمم الغذائي إلى الإصابة بالإسهال، وفي هذه الحالة ينصح بتناول الموز الأخضر الذي يساعد في الحدّ من المشكلة، حيث يحتوي الموز الأخضر على نوع خاص من الألياف الغنية بالنشا المقاوم، وهذا النوع من النشا لا يمكن هضمه، وبالتالي يتجه عبر الجهاز الهضمي إلى القولون. وبمجرد وصوله للقولون، يتم تخميره ببطء بواسطة بكتيريا الأمعاء لإنتاج أحماض دهنية، وهذه الأحماض تقوم بتحفيز الأمعاء لامتصاص المزيد من الماء وتماسك البراز، ولا ينطبق هذا على الموز الناضج، لأن النشويات المقاومة تتحوّل إلى سكريات عندما ينضج الموز.
- الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك (Probiotics): في بعض الأحيان، يحدث اضطراب المعدة بسبب عدم توازن البكتيريا في الأمعاء، ويكون الحل الأمثل هو تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك أي البكتيريا النافعة، حيث تساعد في تصحيح هذا الخلل وتقليل الغازات والانتفاخات وحركات الأمعاء غير المنتظمة. وهناك عدة أطعمة غنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي، الحليب، مخلل الملفوف، الكفير، الكيمتشي والكومبوتشا.
أطعمة يجب تجنّبها عند الإصابة باضطرابات المعدة
- البقوليات: تحتوي البقوليات على بعض المركّبات التي تعيق امتصاص المواد الغذائية بالجسم وأخرى تسبب تحسس الجهاز الهضمي، وبالتالي يمكن أن تزيد من فرص الإصابة بالانتفاخات والغازات وآلام البطن والإمساك. ولذلك يجب الابتعاد عن البقوليات في حالة وجود اضطرابات بالمعدة لحين علاج المشكلة.
- الدهون: تتسبّب الأطعمة الدسمة في الإصابة باضطرابات المعدة، وذلك لأنها تحتوي على الدهون غير الصحية، كما أن الأطعمة الدهنية يمكن أن تسبّب عسر الهضم، ولذلك لا يجب تناول الأطعمة الغنية بالدهون عند الإصابة بمشكلة في المعدة.
- السكريات: يشجّع السكر في نمو البكتيريا السيئة بالأمعاء وتقليل البكتيريا النافعة، ويمكن أن يؤدي عدم التوازن البكتيري إلى تأثيرات سلبية على عملية التمثيل الغذائي بالجسم. كما أن فرط نمو البكتيريا الضارة سيزيد من فرصة حدوث التهابات المعدة.
- المكسرات: رغم فوائدها، لا يحبّذ تناول المكسرات عند الإصابة باضطرابات في المعدة، لأنها قد تسبّب تحسس والتهابات، كما أنها قد تعيق عملية الهضم بشكل كبير، وبالتالي تزداد احتمالية الإصابة بآلام المعدة والإمساك.
ينصح بمتابعة فوائد عسل الأكاسيا للمعدة خارقة في علاج الأمراض
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.