بمناسبة اليوم العالمي للقهوة الذي يُحتفى به في الأول من أكتوبر، قد يكون من الجميل أن نتأملي في الأثر النفسي للقهوة، فهي ليست مجرد مشروب يومي بل تجربة اجتماعية وشخصية تؤثر على المزاج والتواصل والتركيز.
القهوة تُعدّ من أكثر المشروبات استهلاكاً حول العالم، إذ يعتمد الملايين من الأشخاص على كوب القهوة الصباحي لبدء يومهم، ولكن ما مدى تأثير هذا المشروب الشهير على حالتكِ النفسية ومزاجكِ؟ في هذا التقرير سنتعرّفين بالتفصيل إلى تأثير القهوة على الحالة النفسية، وكيف يمكن أن تؤثر إيجاباً أو سلباً على حياتكِ اليومية؟
الآثار النفسية للقهوة على الجسم
القهوة ليست فقط مشروباً، بل تجربة نفسية واجتماعية تؤثر في يومنا، وتنعكس على طاقتنا ومشاعرنا. والاعتدال فيها يجعلها رفيقاً مثالياً في الحياة اليومية، والقهوة ليست مجرد مشروب للاستمتاع به فقط، بل لها تأثيرات قوية على الحالة النفسية، سواء كانت إيجابية أو سلبية، فهذا يعتمد على كمية القهوة المستهلكة. فلنتعرّف إلى آثارها النفسية العديدة كما جاء في موقع National Institutes Of Health:
- يحفز محتوى الكافيين في القهوة الجهاز العصبي المركزي، مما قد يؤدي إلى زيادة القلق، وقد يؤدي استهلاك كميات زائدة من الكافيين إلى الأرق أو العصبية أو الشعور بالتوتر.
- يمنع الكافيين الأدينوزين، وهو مادة كيميائية تعزّز النوم، مما يمكن أن يتسبب بالأرق أو التقليل من جودة النوم. علماً بأن قلة النوم تؤثر سلباً على الصحة العقلية، وبالتالي تسبّب الانفعال والتوتر والتدهور المعرفي بمرور الوقت.
- يمكن أن يساعد التأثير المنشط للكافيين في تحسين مزاجكِ على المدى القصير. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي إلى انهيار بمجرد زوال التأثير. يمكن أن تؤدي هذه التغييرات في المزاج إلى الشعور بالانفعال أو الاكتئاب خاصة لدى الأشخاص الحساسين للكافيين.
- الاعتماد والانسحاب: يمكن أن يؤدي الاستهلاك المنتظم للقهوة إلى الاعتماد على الكافيين. إذا تخطيتِ جرعتك المعتادة، فقد تعانين من أعراض الانسحاب مثل الصداع والتعب والانفعال. يميل هذا إلى التأثير على صحتك العقلية.
- زيادة الاستجابة للتوتر: يمكن أن يزيد الكافيين من مستوى الكورتيزول (هرمون التوتر) في الجسم. يمكن أن تؤدي مستويات الكورتيزول المرتفعة إلى زيادة التوتر، مما قد يؤثر على تركيزكِ وتنظيمكِ العاطفي وصحتكِ النفسية بشكل عام.
- التركيز واليقظة المؤقتة: في حين أن الكافيين قد يُحسّن التركيز واليقظة والأداء الإدراكي مؤقتاً، إلا أن الاعتماد المُفرِط عليه يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق أو الإرهاق العقلي عند التوقف عن استهلاكه، وبالتالي، خلق حلقة مفرغة من الاعتماد.
- الانفعال أو العصبية: بالنسبة للأشخاص الحساسين للكافيين أو أولئك الذين يستهلكونه بكميات زائدة، يمكن أن تؤدي التأثيرات المحفزة إلى الانفعال أو العصبية، وبالتالي تفاقم أعراض القلق أو التوتر.
- تأثير القهوة على الدماغ: القهوة تحتوي على مادة الكافيين، وهي مركّب منبّه يعمل على تحفيز الجهاز العصبي المركزي، وبمجرد دخول الكافيين إلى الجسم يتم امتصاصه بسرعة وينتقل إلى الدماغ حيث يؤثر على مستقبلات الأدينوزين، والجدير بالذكر أن الأدينوزين هو ناقل عصبي يساهم في الشعور بالنعاس والاسترخاء، وعندما يتم تثبيطه بواسطة الكافيين، يشعر الشخص بزيادة في اليقظة والطاقة.
- تعزيز التركيز والانتباه: الكافيين الموجود في القهوة يعمل على تحفيز الجهاز العصبي المركزي، مما يساعد على زيادة الانتباه وتقليل الشعور بالتعب. وهو مفيد للطلاب والعاملين الذين يحتاجون إلى يقظة ذهنية خلال اليوم.
- تحسين المزاج: شرب القهوة قد يؤدي إلى إفراز الدوبامين والسيروتونين، وهما ناقلان عصبيان مرتبطان بالشعور بالسعادة. لذلك، يعتبرها البعض "مشروب السعادة"، خاصة في بداية اليوم أو أثناء فترات الضغط.
- القهوة كطقس يومي مريح: روتين إعداد القهوة وشربها في هدوء يعتبر لدى الكثيرين لحظة تأمل أو "راحة نفسية"، خصوصاُ في الصباح أو أثناء الاستراحة، فهي تمنح شعوراً بالسيطرة والنظام في الحياة اليومية.
- القهوة والتواصل الاجتماعي: القهوة لطالما كانت رمزاً للضيافة والحوار. الجلسات التي تبدأ بفنجان قهوة غالباً ما تحمل عمقاً إنسانياً وعلاقات أقوى. فالقهوة تلعب دوراً في تخفيف التوتر في اللقاءات الاجتماعية أو المهنية.
- تأثيرات مزدوجة: رغم فوائدها النفسية، من المهم ملاحظة أن الإفراط في تناول القهوة قد يؤدي إلى القلق، الأرق، أو تسارع ضربات القلب. كما أن بعض الأشخاص أكثر حساسية للكافيين، وقد يشعرون بتوتر زائد أو تقلبات في المزاج.
من المهم التعرّف إلى هل القهوة تساعد على حرق الدهون؟.. اكتشفي أسرارها الخفية.
7 فوائد صحية للقهوة
فوائد القهوة لا حصر لها، حيث إنها يمكن أن تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثانى والسرطان وأمراض الكبد والعديد من الحالات الأخرى. كما يمكن أن تساعد في التركيز والمزاج ومستويات الطاقة من بين أمور أخرى مثل:
- تحسن الأداء الذهني والتركيز: الكافيين ينشّط الجهاز العصبي المركزي ويزيد من التركيز والانتباه واليقظة.
- ترفع مستوى الطاقة: الكافيين يمنع تأثير الأدينوزين (مادة تسبب الشعور بالتعب)، فيساعد في التقليل من الشعور بالإرهاق وزيادة النشاط.
- غنية بمضادات الأكسدة لأنها تحتوي على مركّبات مثل البوليفينولات التي تحارب الالتهابات.
- تساهم في الوقاية من الشيخوخة المبكرة وبعض الأمراض المزمنة.
- تقلل خطر الإصابة ببعض الأمراض منها داء السكري من النوع 2، حيث إن الدراسات تشير إلى أن شرب القهوة يرتبط بانخفاض خطر الإصابة. أمراض الكبد، لأن القهوة قد تحمي من تليّف الكبد وسرطان الكبد ومرض باركنسون والزهايمر، حيث قد تساهم في تقليل خطر الإصابة بهذه الأمراض العصبية.
- تحسن المزاج وتكافح الاكتئاب: قد يكون للكافيين تأثير إيجابي على المزاج. وبعض الدراسات ربط استهلاك القهوة بانخفاض خطر الاكتئاب.
- تعزز الأداء الرياضي، لأن الكافيين يزيد من تحمّل الجسم ويقلل من الإحساس بالألم. كما تعتبر مفيدة قبل التمارين لتحسين الأداء البدني.
كيفية تناول القهوة لتحسين المزاج دون تأثيرات سلبية
للحصول على الفوائد النفسية للقهوة وتجنّب التأثيرات السلبية، يمكنكِ اتباع بعض النصائح التي قدّمها موقع Coffee and Science :
- تناول كميات معتدلة من القهوة، حيث يوصى بعدم تجاوز 4 أكواب يومياً. إذ عادةً ما يُعتبر تناول 3–4 أكواب في اليوم (400 ملغ من الكافيين) آمناً لمعظم البالغين الأصحاء.
- تجنّب شرب القهوة في وقت متأخر من اليوم لتفادي الأرق واضطرابات النوم.
- إذا كنتِ تعانين من حساسية الكافيين، يمكنكِ اختيار القهوة منزوعة الكافيين أو تقليل كمية القهوة التي تشربينها يومياً
ينصح بمتابعة فوائد القهوة الخضراء للنساء خارقة من دون شك
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.
