mena-gmtdmp

كيف يؤثر الضغط النفسي على صحة الثدي ومناعة الجسم؟

صحة الثدي تتأثر بالحالة النفسية- المصدر freepik
صحة الثدي تتأثر بالحالة النفسية- المصدر freepik

ربما سمعتِ من قبل عن قصص نساء أصبن بسرطان الثدي يروين كيف تسببت الضغوط النفسية في الإصابة، حتى وإن لم يحكنّ عن ذلك بناء على تشخيص مباشر، ولكنها حكاية متكررة.
وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال: "هل الحالة النفسية تؤثر على صحة الثدي والمناعة بشكل عام؟".. يبدو أن الإجابة هي نعم، فعندما نتعرض للتوتر النفسي، سواء كان نتيجة ضغوط يومية أو أحداث صادمة كبيرة، فإن الجسم يدخل في حالة استجابة لهذه الضغوط، ما يتسبب في سلسلة معقدة من التفاعلات الفيزيولوجية والنفسية لها تأثير على المناعة.

إعداد: إيمان محمد

كيف تؤثر الضغوط النفسية على جهاز المناعة؟

هناك سلسلة من التغييرات التي يتفاعل فيها الجسم مع التوتر، وتتمثل في التالي:

ارتفاع الكورتيزول

عندما نختبر التوتر يبدأ الجهاز العصبي السمبثاوي في إفراز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين. صحيح أن المعدلات الطبيعية من الكورتيزول لا تسبب مشكلات صحية، بينما الارتفاع المستمر يضاعف فرص الالتهاب، كما يؤثر على الجهاز المناعي وهذا ما أكدته دراسة نشرت في News-medical حيث أشارت إلى أن التوتر المزمن يسبب خللاً في المناعة.

ضعف المناعة

امرأة تعاني من ضغوط نفسية - المصدر freepik

 

انطلاقاً من السابق، فإن التوتر يُضعف قدرة الجسم على مقاومة العدوى بسبب:

  • خفض فعالية خلايا المناعة.
  • تقليل إنتاج الأجسام المضادة.
  • خلل في التوازن بين السيتوكينات المرافقة للالتهاب والمضادة له.
  • التأثير سلباً على عملية الشفاء.

الفرق بين التوتر الحاد والمزمن

من المهم أن نُفرق بين نوعين من التوتر النفسي: التوتر الحاد والتوتر المزمن.

التوتر الحاد

هو الذي يحدث لفترة قصيرة، مثل الشعور بالقلق قبل امتحان أو مقابلة عمل. في هذه الحالة، ينشط الجسم مؤقتاً ليواجه الموقف، وقد يؤدي ذلك إلى تحفيز الجهاز المناعي لفترة محدودة، فتزداد كفاءة بعض الخلايا المناعية مثل خلايا T في الدفاع عن الجسم.
اقرئي أيضاً تحديد أنواع الخلايا العصبية التي تتغير في حالات الاكتئاب: وفق دراسة حديثة

التوتر المزمن

هو الذي يستمر لفترات طويلة نتيجة ضغوط متواصلة في الحياة أو العمل أو العلاقات. في هذه الحالة، يستمر الجسم في إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول لفترات ممتدة، مما يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة بدلاً من تنشيطه، فتقل مقاومة الجسم للأمراض وتزداد قابليته للالتهابات والإجهاد الجسدي.

العلاقة بين الضغط النفسي وصحة الثدي

هناك علاقة بين التعرض لضغوط نفسية وفرص الإصابة بسرطان الثدي، وتم تحديد ذلك في التالي بحسب ما ورد في Medlineplus:

التأثير على نمو خلايا الثدي

أنسجة الثدي مثل باقي أنسجة الجسم تتأثر بالعوامل الهرمونية، والتوتر النفسي يمكن أن يغير الطبيعة الهرمونية، وربما يؤثر على مسارات إشارات النمو أو موت الخلايا. ومن خلال دراسات سابقة تم إثبات أن التوتر قد يسبب تغييرات في الجزيئيات الموجودة في خلايا الثدي وهذا ما يتحول لاحقاً إلى ورم سرطاني.

خفض المناعة داخل أنسجة الثدي

المناعة ليس جهازاً موجوداً في مكان محدد بالجسم، بينما هو القوة الموجودة في جميع خلايا الجسم، وفي حال الإصابة بالتوتر، فإن المناعة الموجودة داخل خلايا الثدي تتأثر، وتضعف بشكل ملحوظ. جهاز المناعة في الأنسجة مهم للتعرف إلى الخلايا السرطانية وإزالتها في المراحل الأولى، إذا تعرضت هذه الوظيفة المناعية لخطر وضعفت، فإن فرص الإصابة بسرطان الثدي تتضاعف.
وفي هذا الصدد، كشفت دراسات عن أن التوتر المزمن يسرّع نمو الورم ويساعد على انتشاره، كما أنه يسبب زيادة الخلايا الالتهابية المساعدة أو خلايا ضعف المناعة.

التوتر يسرّع انتشار الورم

وفقاً لدراسات وردت في المواقع السابق ذكرها، فإن التوتر يعزز عملية انتشار الورم، من خلال تهيئة خلايا بعيدة وسليمة لاستقبال خلايا سرطانية متحركة. هذا قد يحصل عن طريق تغييرات في المناعة الموجودة داخل الورم، والتسبب في تضخم الأوعية، أو اختلال توازن السيتوكينات. هذا يعني أن التوتر قد لا يغذي الورم فحسب، بل يساهم في تسهيل انتشاره إلى أماكن أخرى.

كيف يمكن مواجهة التأثير السلبي للتوتر؟

حذر الأطباء من التوتر، وتحوله لحالة مستمرة ومزمنة بسبب تأثيراته السلبية ومن بينها الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، ومنها سرطان الثدي. لذلك يجب التدخل وإدارة التوتر من خلال الطرق التالية:

  • التنفس العميق.
  • التأمل.
  • الاسترخاء العضلي التدريجي.
  • ممارسة النشاط البدني بانتظام.
  • النوم الكافي.
  • التقليل من الكافيين.
  • تحديد أولويات وإدارة الوقت بذكاء.
  • دعم المناعة من خلال أسلوب الحياة الصحية.
  • التغذية الجيدة.
  • شرب الماء.
  • تناول فواكه وخضروات.
  • التوقف عن التدخين.
  • تجنّب الإجهاد المزمن الزائد في العمل أو العلاقات.
  • الدعم النفسي والعلاج النفسي عند الحاجة.
  • الفحص الدوري للثدي من خلال الماموغرام والفحص الذاتي.

هذا وقد حذر الأطباء بشكل خاص النساء المعرضات لعوامل الخطر، مثل وجود تاريخ عائلي أو هؤلاء اللواتي يعانين بالفعل من اضطرابات هرمونية، وأكدوا أنهن بحاجة إلى مراقبة خاصة، ومراجعة طبية عند ملاحظة تغييرات في الثدي مثل كتلة، تغير في الجلد، إفرازات غير طبيعية.


* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.