الساونا ليست مجرد تجربة استرخاء، بل هناك أبحاث متزايدة تشير إلى أن الجلوس في درجات حرارة مرتفعة يمكن أن يؤثر فعلياً على كيمياء الدماغ ووظائفه العصبية بطريقة تشبه إعادة البرمجة الإيجابية.
بدأ استخدام الساونا منذ القدم ولا يزال مستمراً حتى يومنا هذا، حتى أنها أصبحت أكثر شيوعاً خلال السنوات الأخيرة الماضية، فيكاد لا يخلو أي نادٍ رياضي من الساونا، فما هي فوائد الساونا؟ وهل ينطوي استخدامها على بعض الأضرار؟ إليك الإجابة..
فوائد الساونا في تحفيز الإندورفين والدوبامين
تملك الساونا فوائد صحية عظيمة لعل أبرزها في الآتي:
- إفراز الدماغ لمواد كيميائية مثل الإندورفين (هرمونات السعادة) والدوبامين (هرمون التحفيز والمكافأة) عند التعرّض للحرارة. هذا يخلق شعوراً بالراحة بعد الخروج من الساونا، مشابه لما يحدث بعد التمرين أو التأمّل. في بعض الدراسات، وُجد أن مستويات الدوبامين قد ترتفع حتى 200 إلى300 % بعد جلسة ساونا منتظمة.
- خفض التوتر وإعادة ضبط محور العصب الحائر: الحرارة تنشّط الجهاز العصبي اللاودي (Parasympathetic system) المسؤول عن الاسترخاء. كما تُحفّز نشاط العصب الحائر (Vagus nerve) الذي يلعب دوراً أساسياً في تهدئة القلق وتنظيم المزاج والنوم والهضم. ومع مرور الوقت، قد يساعد ذلك الدماغ على إعادة تعلّم الاستجابة للتوتر بطريقة أكثر هدوءاً واتزاناً.
- تحفيز بروتينات الصدمة الحرارية (Heat Shock Proteins): هذه البروتينات تُفرز عندما يتعرض الجسم للإجهاد الحراري، وتعمل على حماية الخلايا العصبية وتجديدها. يشير بعض الأبحاث إلى أن هذه العملية قد تحسّن المرونة العصبية (Neuroplasticity)، أي قدرة الدماغ على التكيّف والتغيير وهو ما يمكن اعتباره إعادة برمجة على المستوى الخلوي.
- تحسين النوم والمزاج: بعد جلسة ساونا، تنخفض درجة حرارة الجسم تدريجياً، مما يُحفّز إفراز الميلاتونين ويساعد على نوم أعمق وأكثر راحة. الانتظام في الساونا يرتبط في الدراسات بانخفاض معدلات الاكتئاب والأفكار السلبية، بفضل توازن النواقل العصبية وتحسين الدورة الدموية في الدماغ.
- تجربة ذهنية وتأملية: الجو الهادئ، الحرارة والتنفس البطيء في الساونا تُشبه حالة التأمّل العميق. هذا يُدرّب الدماغ على التركيز، تقليل ضوضاء الأفكار واستعادة التوازن بين النشاط الذهني والاسترخاء الجسدي.
4 فوائد علاجية لحمام الساونا
وفقاً لباحثي Harvard Health يمكن للحرارة داخل الساونا أن تسبّب تغيّرات مختلفة في جسمكِ، مثل زيادة معدل ضربات القلب؛ يمكن أن يساعد ذلك في تحسين الدورة الدموية، مما له من تأثيرات إيجابية على القلب وضغط الدم والجلد وغير ذلك.
إليك 4 فوائد علاجية لحمام الساونا:
- يدعم حمام الساونا صحة الدماغ: تتمتع حمامات الساونا ببعض الفوائد الفريدة والمثيرة للإعجاب للصحة والتي قد لا يعرفها الكثير من الناس، وفقاً لدراسة أجريت في فنلندا، فإن الأشخاص الذين أخذوا حمامات الساونا كل أسبوع كانت لديهم فرصة أقل بكثير للإصابة بالخرف.
- يمنحكِ المزيد من الطاقة: هناك العديد من الأبحاث التي تؤكد تأثير حمامات الساونا على الصحة بشكل إيجابي. أظهرت إحدى الدراسات أن المشاركين الذين مكثوا في الساونا بدرجة 140 درجة فهرنهايت لمدة 15 دقيقة خمس مرات في الأسبوع أبلغوا عن زيادة كبيرة في مستويات الطاقة، بالإضافة إلى مزاج أكثر هدوءاً وإيجابية.
- يعزز الصحة العامة: يمكن أن يساعدكِ حمام الساونا على الشعور بمزيد من النشاط والحصول على نوم أفضل. بخلاف ذلك، ذكر الخبراء أنه قد يكون له أيضاً تأثير على صحة الجسم وحمايته من الأمراض الخطرة.
- جيد للبشرة: إن حمام الساونا يزيد الترطيب ويقلل من إنتاج الزهم ويساعد أيضاً على تنظيم مستويات الأس الهيدروجيني لدى الأشخاص الذين يشاركون كثيراً في هذا العلاج. إلى جانب فوائد الجلد، سيساعدكِ حمام الساونا أيضاً على الاسترخاء وتجديد شبابكِ.
من المهم التعرّف إلى حمامات الساونا تحمي من الزهايمر ولكن هل هي مسموحة للجميع؟
فوائد الساونا على الدماغ
فوائد الساونا على الدماغ تُعدّ من أكثر الجوانب المهمة في الدراسات الحديثة، إذ أن تأثير الحرارة على الجسم يمتد بشكل عميق إلى الجهاز العصبي والدماغ. إليكِ أهم الفوائد المثبتة أو المدعومة علمياً للساونا على الدماغ:
- تحسين المزاج وتقليل الاكتئاب وتنشيط وظائف الدماغ: الحرارة ترفع مستويات الإندورفين والسيروتونين، وهي مواد كيميائية ترتبط بالمشاعر الإيجابية. بعض الدراسات أشارت إلى أن جلسات الساونا المنتظمة قد تقلل من أعراض الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط، وتعمل على تنشيط وظائف الدماغ مثل التركيز والذاكرة قصيرة المدى والصفاء الذهني بعد الجلسة.
- حماية الدماغ على المدى الطويل: الدراسات الفنلندية الطويلة الأمد تشير إلى أن استخدام الساونا مرتين إلى 4 مرات أسبوعياً قد يقلل خطر الخرف (Dementia) بنسبة تصل إلى 65% والزهايمر بنحو 50%، كما يُعتقد أن ذلك بسبب تقليل الالتهاب المزمن وتحسين صحة الأوعية الدموية الدماغية.
لكن يجب تجنّب الساونا لفترات طويلة جداً (أكثر من 20 دقيقة) خصوصاً لمن يعانون من أمراض القلب أو ضغط الدم غير المستقر.
ومن المهم الترطيب الجيد قبل وبعد الجلسة لحماية الدماغ من الجفاف.
ما رأيكِ التعرّف إلى حمام الساونا يحمي من أمراض القلب والأوعية الدموية!
ما هي المخاطر المحتملة للساونا؟
لا يقتصر الأمر على فوائد الساونا فقط، بل قد يكون هناك بعض المخاطر المحتملة لاستخدامها، إذ وفقاً لجمعية القلب الأمريكية، فإن استخدام الساونا باعتدال قد يكون آمناً لمعظم الأشخاص، وتشير الجمعية إلى أنه من غير المستحسن أن يتم استخدام الماء البارد في برك السباحة بعد الساونا الساخنة، فهذا الأمر قد يرفع من ضغط الدم كما ورد في موقع Healthline الطبي المتخصّص.
ولعل أبرز مخاطر الساونا:
- انخفاض ضغط الدم، لذا يجب على المرضى الذين يعانون من انخفاض في ضغط الدم مراجعة الطبيب قبل استخدام الساونا.
- الجفاف، وهو يُعدّ من أكبر المخاطر المحتملة والمرتبطة باستخدام الساونا، بالطبع هذا الأمر يعتمد على فترة الجلوس في الساونا وكمية السوائل المفقودة من الجسم.
- الغثيان والدوار لبعض الأشخاص، ويحصل هذا عندما تكون درجة الحرارة مرتفعة في غرفة الساونا.
كيف يمكن تجنّب مخاطر الساونا المحتملة؟
إليك بعض الخطوات:
- تحديد وقت لاستخدام الساونا والذي لا يزيد على الـ 20 دقيقة، أما بالنسبة للأشخاص الذين لم يستخدموا الساونا من قبل فيجب عليهم تحديد الوقت ما بين 5 إلى 10 دقائق فقط.
- شرب الكثير من الماء لتعويض السوائل المفقودة من الجسم عن طريق التعرق، إذ ينصح بشرب كوبين إلى 4 أكواب من الماء بعد استخدام الساونا.
- تجنّب استخدام الساونا عند المرض.
- استشارة الطبيب قبل استخدام الساونا من قبل النساء الحوامل أو أولئك الذين يُعانون من مشاكل صحية معينة.
ينصح بمتابعة فوائد الاسترخاء في الساونا لا تُصدق.. خصوصاً للعروس
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.
