تشير دراسة جديدة إلى أن نمط الشخصية قد يؤثر على نوع التمارين الرياضية المفضلة. لذلك يعتقد الباحثون أن هذا الرابط قد يساعد أولئك الذين يجدون صعوبة في إحداث تغييرات دائمة في العثور على نشاط يستمتعون به. فقد وجد الباحثون أن المنفتحين يميلون إلى الاستمتاع بالتمارين عالية الكثافة، مثل التدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT). وفي حالات أخرى، فضّل الأشخاص ذوو السمات العصابية القوية النشاط المتقطعة على التمارين ذات الكثافة المطولة.
لتحديد التمرين الأنسب لكِ وفقاً لشخصيتكِ، من المهم التفكير في نمط شخصيتكِ واهتماماتكِ؛ لأن نوع التمرين الذي يناسبكِ لا يعتمد فقط على الشكل الجسدي، بل أيضاً على حالتكِ النفسية، أسلوب حياتكِ وحتى ميولكِ الاجتماعية.
أنماط الشخصية ونوع التمرين المناسب لها
هل تخيّلتِ يوماً أن شخصيتكِ قد تحدّد نوع التمارين الرياضية التي ستفضلينها؟ الآن، أصبح هذا الأمر واقعاً، وفق دراسة حديثة أجريت في بريطانيا، والتي كشفت عن وجود علاقة بين السمات النفسية للفرد وأنواع التمارين التي يفضلها، ما يفتح آفاقاً جديدة لتطوير طرق تحفيزية مخصّصة تساعد الناس على ممارسة النشاط البدني، بما يتناسب مع طبيعتهم الشخصية. وفي دراسة جديدة نُشرت في مجلة Frontiers in Psychology أظهرت أن السمات الشخصية تلعب دوراً مؤثراً في نوع التمارين الرياضية التي يفضلها الأفراد، ومدى التزامهم بها، وتأثيرها على صحتهم النفسية والبدنية. وشملت الدراسة 132 مشاركاً من خلفيات ومستويات لياقة مختلفة، وجرى تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى خضعت لبرنامج رياضي مدته 8 أسابيع شمل تمارين دراجات وقوة عضلية، والثانية لم تمارس نشاطاً رياضياً.
في الآتي بعض أنماط الشخصيات والتمارين الملائمة:
- الشخصية الاجتماعية والمحبّة للطاقة: تحبين التفاعل مع الناس، وتكرهين الروتين. التمرين الأنسب لكِ هو الزومبا أو الرقص، بالإضافة إلى تمارين الكارديو والـ HIIt، لأن التمارين الرياضية الجماعية تزيد من حماسكِ.
- الهادئة والمتأمّلة: تحبين التأمّل والهدوء والانسجام مع الذات. التمرين الأنسب لكِ هو اليوغا والبيلاتس؛ لأن هذه التمارين تعزز التوازن النفسي والجسدي وتناسب شخصيتكِ المتزنة.
- القوية والحازمة: تحبين التحدي وقوية الإرادة. التمرين الأنسب لكِ هو الملاكمة أو الكيك بوكسينغ، تمارين المقاومة ورفع الأثقال؛ لأن هذه التمارين تمنحكِ شعوراً بالقوة والتحكّم.
- الطبيعة والمغامِرة: تحبين الطبيعة والمغامرات وتجديد النشاط. التمرين الأنسب لكِ هو المشي في الطبيعة أو الهايكينغ، ركوب الدراجة في الهواء الطلق؛ لأنكِ تجدين الراحة في الهواء الطلق والأنشطة التي تكسر الروتين.
- المنظّمة والمركّزة على الأهداف: تحبين الإنجاز وتضعين أهدافاً لنفسكِ بوضوح. التمرين الأنسب لكِ هو تدريبات الجري مع تطبيقات تتبع الأداء، السباحة أو التمارين التي تعتمد على التحديات؛ لأنها تسمح لكِ بقياس تطوّركِ وتحقيق الإنجاز بوضوح.
السمات الشخصية والتمارين
ربط التمارين بالسمات الشخصية قد يساعد الأفراد على اختيار الأنشطة التي يستمتعون بها، ما يزيد من احتمالية الالتزام بها على المدى الطويل، وقد أشار الباحثون إلى أن أهم ما يمكن للفرد القيام به لتحسين لياقته البدنية هو اختيار النشاط الذي يستمتع به؛ لأن ذلك يزيد من احتمال الاستمرار فيه، كما جاء في موقع Health التخصصي.
إليكِ بعض أنواع الشخصيات والتمارين التي تلائمها:
- الأشخاص المنفتحون: بيّنت الدراسة أن الأشخاص المنفتحين استمتعوا بشكل خاص بالتمارين عالية الشدة مثل HIIT وركوب الدراجات بأقصى طاقة.
- العصبيون: العصبيون فضلوا التمارين القصيرة والمكثفة على الجهد الطويل، كما فضّلوا ممارسة الرياضة دون مراقبة، وحققوا انخفاضاً ملحوظاً في مستويات التوتر بعد البرنامج.
- الضميريون: أصحاب الضمير أظهروا مستويات لياقة متوازنة ونشاطاً بدنياً عاماً مرتفعاً، لكن لم ترتبط سِمتهم بالاستمتاع بنوع محدّد من التمارين، ما يشير إلى أنهم يمارسون الرياضة بدافع الفائدة الصحية أكثر من المتعة.
إن ربط التمارين بالسمات الشخصية يساعد الأفراد على اختيار النشاط الذي يستمتعون به، مما يزيد فرص استمرارهم فيه وتحقيق فوائد صحية أفضل؛ لذلك تؤكد الدراسة أن أفضل طريقة للحفاظ على النشاط واللياقة هي ممارسة التمارين التي تتناسب مع شخصيتك؛ لأن الاستمتاع هو مفتاح الالتزام الدائم. بالإضافة إلى تأثيرها على الصحة النفسية والبدنية.
من المهم الاطلاع على فوائد تمارين التمدّد اليومية لا مثيل لها لتحسين مرونة الجسم.
حدّدي شخصيتكِ الرياضية من خلال طرح هذه الأسئلة على نفسكِ
- هل أحب التمارين الفردية أم الجماعية؟
- هل أشعر بالراحة في الصالات الرياضية، أم أفضل التمارين في البيت أو الهواء الطلق؟
- هل أبحث عن الهدوء والاسترخاء، أم أحب الحركة والانطلاق؟
- هل أحب التحدي والمنافسة، أم أُفضّل السير بوتيرتي الخاصة؟
- هل أجد المتعة في الحركة أم أمارس الرياضة فقط لأهداف صحية أو شكلية؟
اربطي بين شخصيتكِ والهدف من التمرين
- إن كنتِ تحبين الإنجاز والتحديات، فتمارين مثل الجري أو رفع الأثقال أو تحديات اللياقة مثل 30 يوماً من السكوات، أو Plank challenge ستكون رائعة.
- إن كنتِ تبحثين عن السلام النفسي وتقليل التوتر، فاليوغا أو التأمل الحركي أو البيلاتس قد تكون خياراً ممتازاً.
- إن كان هدفكِ خسارة الوزن بسرعة مع متعة، فالكارديو الجماعي أو الرقص هو الأفضل.
نصائح وإرشادات عملية قبل البدء بممارسة الرياضة
- اختاري تمارين تُشعِرك المتعة.
- لا تجبري نفسكِ على تمارين لا تحبينها. إن لم تحبي الجري، لا تمارسيه فقط لأنه فعّال.
- اختاري تمارين تستمتعين بها، فالمتعة هي مفتاح الاستمرارية.
- جدّدي باستمرار حتى لو كنتِ تحبين نوعاً معيّناً من التمارين، أًدخلي عليه تجديداً كل فترة.
- غيّري المكان (مثلاً من المنزل إلى الهواء الطلق) وجرّبي مدرّبة جديدة أو فيديوهات مختلفة واجمعي بين أكثر من نوع تمرين في الأسبوع.
- لا تقارني نفسكِ بالآخرين وركّزي على رحلتكِ الخاصة، خاصة على وسائل التواصل. كل جسد مختلف، وكل شخص يتحرّك بأسلوب يناسبه.
- خصّصي وقتاً ثابتاً وأدخلي التمرين إلى روتينكِ اليومي، حتى لو كان 20 دقيقة فقط. الوقت الثابت يجعل الرياضة عادة، لا مجرد مهمة عابرة.
يُنصح بمتابعة تمارين الصباح أم المساء: ما الأفضل لجسمكِ وماذا يقول العلم؟
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.
