يعد البنجر أو الشمندر من أفضل الخضروات التي ينصح بتناولها خبراء الصحة، لما يحتويه من مضادات أكسدة تحمي الخلايا من التلف، كما أنه معزز للمناعة، حتى أن الأطباء اعتبروه وسيلة للحد من فرص الإصابة بالسرطان.
هناك شكلان من طرق تناول البنجر، إما نيئاً أو مسلوقاً، وهنا يأتي السؤال: أيهما أفضل للصحة؟؛ لكن الإجابة عن هذا السؤال لن تكون بهذه السهولة والمباشرة، بينما يجب استيضاح الكثير من الجوانب والحقائق الطبية.
إعداد: إيمان محمد
فوائد البنجر للصحة
قبل تناول الطريقة الصحيحة لتناول البنجر يمكننا الحديث عن فوائده بشكل عام، ولماذا يعتبره الأطباء خياراً صحياً، كما جاءت في موقع Health:
تعزيز صحة القلب
يحتوي البنجر على نسبة مرتفعة من النيترات الطبيعية التي تتحول داخل الجسم إلى أكسيد النيتريك، وهو مركّب يساعد على تحسين تدفق الدم وتوسيع الأوعية. لهذا السبب يعد البنجر من الأطعمة التي تدعم خفض ضغط الدم وتعزز صحة القلب، ويعتمده كثير من الرياضيين لرفع مستويات التحمل وتحسين الأداء البدني.

مصدر لمضادات الأكسدة
يتميز البنجر بلونه الأحمر الداكن الناتج عن مركّبات البيتالاينات، وهي من أقوى مضادات الأكسدة الطبيعية. هذه المركّبات تحمي الخلايا من التلف وتقلل الالتهابات المزمنة، وتلعب دوراً في دعم المناعة وتقليل التأثير الضارّ للجذور الحرة في الجسم.
تحسين صحة الجهاز الهضمي
يعد البنجر مصدراً ممتازاً للألياف التي تحسّن الهضم وتدعم توازن البكتيريا النافعة. كما تساعد الألياف على تنظيم مستويات السكر ومنح شعور بالشبع لفترة أطول، وهو أمر مفيد لمن يتبعون نظاماً صحياً أو يهدفون للتحكم بالوزن.
مصدر للفيتامينات والمعادن
يوفر البنجر مجموعة من العناصر المهمة مثل حمض الفوليك والبوتاسيوم والمغنيسيوم؛ وهي عناصر أساسية لصحة العضلات والأعصاب والطاقة. لذلك يعد خياراً مثالياً للنساء والرياضيين وكل من يسعى الى نمط حياة صحي.
تأثير الطهي على البنجر
في دراسة نشرت في مجلة Nutrition health review فحصت طرق طهي البنجر ومدى تأثيرها على قيمه الغذائية، ذهبت الدراسة للتالي:
الطهي بالبخار
أظهرت الدراسة أن في حالة الطهي بالبخار يظل البنجر محتفظاً بمضادات الأكسدة كما هي، كما أن محتواه من الفينولات والأنثوسيانين، لم يتأثر بشكل ملحوظ بعد الطهي. من ثم يمكن القول إن مضادات الأكسدة في البنجر النيء أو المسلوق تظل ثابتة تقريباً.
الطهي بالضغط
عندما يتم طهي البنجر من خلال الضغط أو السلق لفترة طويلة، يفقد البنجر بعض المركّبات، حيث تتراجع الكاروتينويدات بشكل ملحوظ، وتنخفض الفلافونويدات والبيتالاينات بدرجات أكبر مقارنة بطرق الطهي الأخرى. وهذا يعني أن الحرارة المرتفعة والضغط السريع ليست الخيار الأمثل لمَن يرغب في الحفاظ على القيم الغذائية للبنجر.
السلق أو الطهي بالفرن
صحيح لم تتعرض القيمة الغذائية للبنجر للتدمير بعد السلق أو الطهي بالفرن، لكن تغيرت وفقدت بالفعل جزءاً من المركّبات الذائبة التي انتقلت إلى ماء السلق. لأن الحرارة الطويلة تُضعف البيتالاينات، المسؤولة عن لون البنجر وفوائده المضادة للالتهاب.
في النهاية، الطهي لا يقضي على القيمة الغذائية للبنجر، لكنه يقلل بعض العناصر حسب الطريقة المستخدمة.
اقرئي أيضاً أعراض أملاح الكلى وطرق الوقاية والعلاج
متى يصبح الطهي الخفيف للبنجر ضرورة؟
الطهي الخفيف قد يزيد الفائدة لبعض الأشخاص. إن تليين ألياف البنجر خلال الطهي يساعد الجسم على امتصاص بعض المركّبات بسهولة أكبر، مثل البيتالاينات؛ فالحرارة تفتح جدار الخلية وتجعل الوصول للمغذيات أسهل، خصوصاً لمن يعانون من:
- مشاكل هضمية.
- قولون عصبي.
- حساسية تجاه الخضروات النيئة.
- ضعف في تحمل الألياف الصلبة.
مزايا البنجر النيء
عدد خبراء الصحة مزايا تناول البنجر النيء وجاءت كالتالي:
- يحافظ على أعلى تركيز من البيتالاينات.
- يحافظ على الفيتامينات الحساسة للحرارة.
- غني بالنيترات النباتية الطبيعية بتركيزها الأعلى.
- مفيد للرياضيين لقدرته على تحسين تدفق الدم.
عيوب تناول البنجر النيء
صحيح أن خبراء الصحة تحدثوا عن فوائد البنجر النيء، لكن هناك أيضاً بعض العيوب، مثل:
- أصعب في الهضم لبعض الناس.
- قد يسبب انتفاخاً إذا كان الجهاز الهضمي حساساً.
- غير مناسب لمن لديهم مشاكل في الأوكسالات.
مزايا البنجر المسلوق
للإجابة على سؤال الأفضل، يجب تحديد المزايا و العيوب للشكلين، وفي حالة البنجر المسلوق فإنه يتميز بالتالي:
- أسهل في الهضم.
- الطهي الخفيف يُسهل امتصاص بعض المركّبات.
- السلق يقلل الأوكسالات، مما يجعله أفضل لمن يعانون من حصوات الكلى.
- يصلح للأطفال وكبار السن أو من يعانون من ضعف الهضم.
عيوب البنجر المسلوق
هناك بعض العيوب أيضاً للبنجر المسلوق يمكن حصرها في التالي:
- فقدان بسيط في البيتالاينات والفلافونويدات.
- الطهي بالضغط تحديداً يسبب أكبر خسارة غذائية.
- السلق في الكثير من الماء قد يقلل العناصر الذائبة.
كيف تختارين الشكل الأنسب لكِ؟
هنا الأمر يتوقف على الحالة الصحية والهدف، فإذا كان الهدف هو تناول البنجر لأنه مصدر مباشر وغني لمضادات الأكسدة والبيتالاينات سيكون النيء هو الأفضل، بينما إذا كنتِ تعانين من مشاكل الهضم على سبيل المثال، فإن البنجر المطهو على البخار سيكون الخيار الأفضل لك.
أيضاً حذر الأطباء مرضى الكلى أو من لديهم تاريخ عائلي مع هذا المرض من تناول البنجر النيء، لأنه في هذه الحالة سيكون المسلوق الخفيف أفضل، لأنه يقلل الأوكسالات. لكن سيبقى المزيج المتوازن يتحقق عند تناول النيء و المطهو على البخار بالتناوب لتحقيق أفضل النتائج.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.





