لم تكن مروة (35 عاماً) تتخيّل يوماً أن الرياضة ستصبح جزءاً أساسياً من يومها، ولا أن مجرد دقائق بسيطة من الحركة قد تُحدث هذا التغيير الكبير في حياتها. كانت كالكثيرات؛ ترى أن الوقت لا يكفي وأن التعب لا يسمح، وأن الرياضة رفاهية لا تملكها وسط مسؤوليات الحياة اليومية.
لكن كل هذه القناعات بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً؛ عندما قررت أن تجرّب، فقط تجرّب أن تخصّص وقتاً قصيراً لنفسها، لجسدها ولصحتها النفسية. لم يكن هدفها فقدان الوزن أو بناء عضلات، بل فقط أن تشعر بتحسّن، وهنا بدأت الرحلة؛ رحلة بسيطة لكنها غيّرت مزاجها، زادت طاقتها وبدّلت نظرتها للحياة كلياً.
إليكِ تجربتي مع الرياضة اليومية:
تجربة مروة مع الرياضية اليومية
لطالما اعتقدت مروة أن الرياضة شيء صعب، يتطلّب الكثير من الوقت والطاقة والإرادة، وهي بصراحة لم تكن تملك أيّاً من ذلك. كانت فكرة ممارسة التمارين يومياً تبدو لها بعيدة، وربما غير ضرورية، لكن مع مرور الوقت، ومع الضغوط النفسية والإرهاق المستمر؛ بدأت تشعر أنها بحاجة لتغيير حقيقي، ولو بسيط. فقررت أن تبدأ، بخطوة صغيرة، لا التزام كبير، فقط تجربة. ما حدث بعدها فاجأها تماماً؛ لم تتحسّن لياقتها الجسدية فقط، بل بدأت تشعر بتحسّن كبير في مزاجها، ونومها، وحتى نظرتها ليومها.
تجربتها مع الرياضة اليومية كانت أبسط مما توقعت، لكن أثرها لا يوصف.
تقول مروة: "لطالما سمعت عن فوائد الرياضة، لكنني لم أكن أتصوّر أن ممارسة الرياضة يومياً يمكن أن تُحدث هذا التأثير العميق على حياتي. في البداية، كانت الفكرة تبدو مرهقة، فمن لديه الوقت أو الطاقة ليتمرّن كل يوم؟! لكن بعدما قررت أن ألتزم بالرياضة اليومية لمدة شهر، وجدت نفسي أعيش تجربة فريدة تستحق المشاركة.
البداية كانت صعبة في أول أسبوع، كان جسمي يشتكي من كل حركة. أشعر بالإرهاق سريعاً، وأحياناً أفكر بالتوقف. لكني قررت أن أبدأ بخطوات بسيطة مثل 20 دقيقة مشي يومياً، تمارين بسيطة في المنزل، وشرب المزيد من الماء.
أما عن التغييرات، فكانت واضحة خلال أسبوعين؛ لأنني بدأت ألاحظ أن نومي أصبح أعمق وأفضل، طاقتي خلال اليوم زادت، تحسّن مزاجي بشكل عام، وبدأت أشعر بثقة أكبر في نفسي. وبعد شهر الرياضة، أصبحت عادة. ومع الوقت، لم تعد الرياضة شيئاً مرهقاً، أصبحت عادة يومية أحبها، وأفتقدها إن فاتتني. صرت أستمتع بالجري، وتمارين القوة وحتى اليوغا".
حول الدروس التي تعلّمتها مروة، تشير إلى أن "أهمها عدم انتظار الدافع بل البدء فوراً، والحماس يأتي مع النتائج. القليل المستمر خير من الكثير المنقطع، لا تربطي الرياضة بإنقاص الوزن فقط، فهي راحة نفسية أيضاً.
ابدئي الآن ولو بخطوة بسيطة. لا تنتظري الظروف المثالية، لأنكِ غالباً لن تجديها. الرياضة ليست مجرد نشاط بدني، بل هي أسلوب حياة؛ يمكن أن يغيّركِ من الداخل قبل الخارج".
أهم فوائد الرياضة اليومية: قائمة ستقنعك بالبدء من اليوم

- تعزيز صحة جهاز الدوران: الرياضة تقوّي القلب وتجعله يزيد من ضخ الدم إلى الجسم، وهذه الفائدة تعود على صحة الجسم بالإيجاب، وتجعله مُقاوماً للعديد من الأمراض، خاصة السكتة القلبية، السكتة الدماغية، تصلّب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم. الجدير بالذكر أن الرياضة تحدّ أيضاً من كمية الدهون المتراكمة في الجسم، وهذا يؤدي إلى انخفاض الكوليسترول في الدم، إضافة لانخفاض ضغط الدم، كما ورد في موقع Eatingwell.
- زيادة سعة الرئتين: من فوائد الرياضة البدنية أنها تزيد سعة الرئتين، وهذه الفائدة تزيد من طاقة الجسم.
- تحسين عمل الجهاز الهضمي: ممارسة الرياضة بشكل يومي؛ غالباً ما تعود على الجهاز الهضمي بالإيجاب، فالرياضة تحدّ من التقلّصات التي تحدث في الأمعاء، وهذا يحدّ من الألم، تقلل احتمال الإصابة بالإمساك؛ كونها تُسهم في زيادة حركة الأمعاء، وتحسّن عملية هضم الطعام.
- تحسين التوازن: زيادة مرونة المفاصل والأوتار والأربطة، وكل الأنسجة التي تزيد من خفة الحركة.
- تقوية العظام وتقليل احتمال الإصابة بالهشاشة.
- تقليل فرص الإصابة ببعض الأمراض، خاصة الأمراض التنكسية والحركية، كما أنها تؤخر تطور الأمراض المزمنة، بما في ذلك مرض السكري من النوع 2، والتهاب المفاصل.
ما رأيكِ بالاطلاع على: تجربتي مع التمارين أثناء فترة الرِجيم حققت نتائج فعّالة.
أهم فوائد الرياضة اليومية النفسية والجمالية

للرياضة قدرة مهمة على:
- تحسين المزاج والحدّ من العصبية، والسبب في ذلك أن الجسم أثناء ممارسة الرياضة يزيد من إفراز السيروتونين (Serotonin) وهذا الهرمون يعمل على تحسين المزاج والاسترخاء، كما قد وُجد أن الرياضة قد تُسهم في الحدّ من الإصابة بالاكتئاب، تبعاً لما جاء في موقع Healthline.
- تحسين صحة البشرة: ممارسة الرياضة يزيد من نضارة البشرة؛ وذلك بسبب قدرتها على زيادة ضخ الدم في الأوعية الدموية إلى أنحاء الجسم، مما يزيد من نضارة البشرة، فيما التعرق يُخرج المواد السامة في الجسم، وهذا يعمل على شدّ البشرة.
- تخفيف الوزن: يُمكن تصنيف تخفيف الوزن من فوائد الرياضة البدنية والجمالية على حدٍ سواء، فالرياضة تخفض العديد من الكيلوغرامات، وهذا يجعل الجسم يظهر بشكل أكثر تناسقاً.
- المساهمة في كمال الأجسام: كمال الأجسام هدف يسعى إليه الكثير من الشباب، وبممارسة الرياضة، خاصة رفع الأثقال، فإن الهدف يتحقق.
ما هي أفضل طريقة لممارسة الرياضة؟
يمكن لأي شخص في أي حالة طبية (شرط استشارة الطبيب)، وفي أي عمر، ممارسة الرياضة، والنتائج يمكن أن تلاحظ على الفور تقريباً حتى بعد الممارسة الأولى. لكننا بالتأكيد نهدف إلى ممارسة الرياضة أكثر من مرة، فنحن نريد أن نجعل النشاط البدني جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، وتحسين نوعية الحياة معه. إن التدريب لمدة 30 دقيقة فقط، وبوتيرة 3 - 4 مرات في الأسبوع، كفيل بأن يُحدث فارقاً كبيراً.
نصائح قبل البدء بممارسة الرياضة اليومية
- احرصي على ارتداء ملابس وحذاء مريحيْن أثناء التدريب، وفي الأيام الحارة ارتدي ملابس واسعة.
- واظبي على شرب السوائل جيداً، قبل وأثناء التدريب.
- احرصي على القيام بالإحماء قبل أي نشاط بدني، فتمارين التمدّد مثلاً هي وسيلة رائعة.
- لا تقومي بالتدريبات في طقس متطرّف، كالحر أو البرد الشديديْن.
- لا تمارسي التمارين على معدة ممتلئة، انتظري 90 - 120 دقيقة بعد تناول الوجبة.
- لا تمارسي التدريبات عند المرض أو الإصابة.
ينصح بمتابعة: تجربتي مع اليوغا للتنحيف حسَّنت مرونتي وقوتي البدنية
* ملاحظة من "سيّدتي": إذا كنتِ تعانين مرضاً معيناً أو تتناولين أدوية محدّدة، يوصى باستشارة الطبيب قبل ممارسة بعض التمرينات الرياضية.





