في السنوات الأخيرة، ازداد الإقبال على مشروبات الطاقة؛ خصوصاً بين فئة الشباب والطلاب والعاملين الذين يسعَون إلى زيادة النشاط والتركيز. وعلى الرغم من الإعلانات التي تروّج لفوائدها، إلا أن الدراسات والأبحاث الطبية أثبتت أن مشروبات الطاقة قد تُسبّب أضراراً صحية خطيرة، وتؤدي في كثير من الحالات إلى الإدمان. في هذا الموضوع، سنتعرّف إلى أضرار مشروبات الطاقة، ولماذا تُسبّب الإدمان، وكيف يمكن التخلُّص من هذا الإدمان بشكل صحي وآمن.
ما هي مشروبات الطاقة؟

مشروبات الطاقة هي مشروبات صناعية تحتوي على مكوّنات منبّهة مثل: الكافيين، السكر، الفيتامينات خاصة مجموعة بي B. تُستخدم لزيادة التركيز والنشاط، وغالباً ما يتم تناوُلها خلال أوقات الدراسة أو العمل أو ممارسة الرياضة.
ما هي أضرار مشروبات الطاقة؟
إليك أبرز أضرار مشروبات الطاقة على الصحة:
- أضرار صحية فورية مثل: زيادة معدل ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم، الأرق واضطرابات النوم، القلق والتوتر وآلام في المعدة والغثيان.
- أضرار على المدى البعيد مثل: مشاكل في القلب خاصة مع الاستهلاك الزائد والمستمر، اضطرابات نفسية مثل: الاكتئاب والقلق المزمن، وإدمان الكافيين؛ مما يؤدي إلى الحاجة المتكرّرة لاستهلاك المزيد، وزيادة الوزن بسبب محتواها العالي من السكر والسعرات الحرارية، وتسوّس الأسنان.
- أضرار تطال الأداء العقلي والسلوكي مثل: انخفاض التركيز الحقيقي بعد انتهاء تأثيرها، وتأثير سلبي على الذاكرة والاعتماد النفسي عليها لتحقيق الإنجاز أو النشاط.
لماذا تُسبّب مشروبات الطاقة الإدمان؟
- تحتوي على نسب عالية من الكافيين، وهو مادة منبّهة تسبب الإدمان عند استهلاكها بكثرة.
- السكر الموجود بكميات كبيرة، يؤدي إلى تحفيز مراكز المتعة في الدماغ؛ مما يجعل الشخص يرغب بتكرار التجرِبة.
- الشعور المؤقت بالنشاط والخفة الذهنية، يجعل البعض يشعرون بأنهم لا يستطيعون العمل أو الدراسة من دونها.
من المفيد الاطلاع على مشروبات الطاقة والكافيين: كل ما تودين معرفته عنها وفق اختصاصية
طرق التخلُّص من إدمان مشروبات الطاقة

إن مشروبات الطاقة قد تبدو في البداية وسيلة سهلة لزيادة النشاط والتركيز، لكنها في الحقيقة تحمل مخاطر صحية ونفسية كبيرة، قد تؤثّر على حياة الإنسان وجودته بشكل سلبي. إن التوعية بأضرارها، واتخاذ خطوات عملية للإقلاع عنها، هو أمرٌ ضروري لكلّ مَن يسعى لحياة صحية ومتوازنة. ومع الإرادة والعزيمة والدعم، يمكن التخلُّص من هذا الإدمان ويُستبدل به، عادات مفيدة وآمنة، كما جاء في موقع Healthline الطبي. اتبعي التالي:
- التدرّج في الإقلاع: لا يُنصح بالتوقُّف المفاجئ؛ لتفادي أعراض الانسحاب مثل: الصداع والتعب. ويتم تخفيف الكمية تدريجياً على مدار أسابيع.
- تُستبدل بها مشروبات صحية مثل: شرب الماء بانتظام.
- تناوُل العصائر الطبيعية.
- شرب القهوة أو الشاي بكميات معتدلة (إذا كان الهدف هو الكافيين مع تجنُّب السكر).
- تحسين نمط الحياة مثل: الحصول على نوم كافٍ ومنتظم.
- ممارسة الرياضة لتحسين الطاقة والنشاط.
- التغذية المتوازنة الغنية بالبروتينات والفواكه والخضروات.
- الدعم النفسي والاجتماعي، من خلال مشاركة القرار مع الأصدقاء أو العائلة لتشجيعك.
- طلب المساعدة من مختص نفسي، إذا كان التعلق بها شديداً أو مرتبطاً بالقلق والاكتئاب.
- القراءة والتوعية؛ لأن الاطلاع على أضرار مشروبات الطاقة من مصادر موثوقة، يعزز الدافع لتركها.
- مشاهدة تجارِب الآخرين في الإقلاع.
مخاطر إضافية لاستخدام مشروبات الطاقة
يزداد استهلاك مشروبات الطاقة، والتي تهدف إلى تحسين أداء الجسم وزيادة تركيز الذهن، بين جيل الشباب على نحو أكثر. ولكنها لا تخلو من الآثار السلبية على الصحة، والتي تتمثل بـ: الإصابة بالصداع والغثيان، الأرق والتشنّجات، القلق وتشوّهات القلب وغيرها. وردود الفعل السلبية التي تسبّبها الجرعات الزائدة من الكافيين، تزداد انتشاراً وخصوصاً بين جيل المراهقين؛ فهي:
- خطر على المراهقين لأن أجسامهم أشدّ تأثُّراً بالكافيين، وهم أكثر عُرضة للتعوُّد بسبب الفضول والضغوط الدراسية. بعض الدول تمنع بيعها لمن هم دون 18 عاماً.
- تسبب مشاكل في النوم والإرهاق المزمن؛ لأنها تؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية، وتؤدي إلى النعاس أثناء النهار رغم الشعور بالنشاط اللحظي.
- تتعارض مع بعض الأدوية مثل: أدوية القلب والضغط والمهدئات. وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة عند استخدامها مع أدوية معيّنة من دون استشارة طبية.
- خلط مشروبات الطاقة مع التدخين، يُضاعف تأثيرها ويَزيد خطر التسمّم، كما أنها تسبّب جفاف الجسم وتَزيد من التوتُّر العصبي.
نصائح عملية للتقليل من الاعتماد على مشروبات الطاقة
الخطوة 1: ابدأي يومكِ بنشاط صحي. مارسي تمارين رياضية خفيفة صباحاً (حتى 10 دقائق تكفي). اشربي كوب ماء مع قطرات ليمون أو ماء دافئ بالزنجبيل.
الخطوة 2: نظّمي نومكِ. نامي 7- 8 ساعات ليلاً. ابتعدي عن الهاتف أو الشاشة قبل النوم بساعة. استخدمي إضاءة خافتة وغرفة باردة للنوم العميق.
الخطوة 3: غذاؤك هو طاقتكِ. تناولي وجبة فطور غنية بالبروتين (بيض، جبن، شوفان). اجعلي طعامكِ متنوّعاً: خضار، فواكه، مكسرات، حبوب كاملة. تجنّبي السكريات المصنّعة التي تؤدي لهبوط حاد في الطاقة لاحقاً.
الخطوة 4: استبدلي بمشروبات الطاقة المضرة، الشاي الأخضر، عصير الفواكه الطبيعي والماء بنكهة طبيعية (نعناع، خيار وليمون).
يُنصح بمتابعة مشروبات الطاقة وتأثيرها على صحة القلب
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.