في هذا الأسبوع الحبل السري يتكون من 3 أوعية دموية: وريد واحد لنقل الغذاء والأكسجين من المشيمة إلى الجنين، وشريانين لنقل الفضلات وثاني أكسيد الكربون، يصبح في الاتجاه مرئياً، وتستغرق هذه الرحلة من وإلى الجنين 30 ثانية تقريباً.
يزداد دماغ طفلك تعقيداً، فهو ينمو الآن بنحو، خلية في الدقيقة، كما يزداد وجهه المشرق وضوحاً، فعيناه مفتوحتان (أو بالأصح ليس هناك جفون تغطيها)، ولكنها مازالت تفتقد الجزء الملون (القزحية) والذي يعطي العين لونها الجميل، في هذا الأسبوع كذلك، تزداد براعم اليدين والرجلين في النمو، أمّا الأصابع فمازال أمامهما أسبوع تقريباً.
في هذه الفترة لا يمكنك شراء ملابس للبيبي؛ لأنك لست مستقرة على لونها، إن كانت زرقاء أم زهرية، ولكن إذا كنت لست قادرة على مقاومة السوق فاشتري كاميرا لتصوير بطنك أسبوعاً وراء الثاني، على الأقل هذا سيساعدك على جمع الصور الأولى لألبوم طفلك.
يمكنك مشاهدة دقات قلب طفلك بوضوح باستخدام التصوير التلفزيوني (Ultrasound)، ولا تخافي من هذا التصوير، فلن يجعلك تجهضين، كما تعتقد الكثيرات.
غالباً لا زلت تتوحمين بشكل شديد، ولا تصابي بالإحباط، فلم يبقَ سوى بضعة أسابيع وتعودي لحالتك الطبيعية إن شاء الله، أنصحك بوضع القليل من الملح والفلفل الأسود على نصف ليمونة وقضمها، فهذه الخلطة السرية قد تساعد على تخفيف الغثيان، ولكن لا تترددي في أخذ المشورة الطبية؛ لأن هناك الكثير من الأدوية الآمنة في الحمل، والتي يمكنها مساعدتك إن شاء الله، ولا تنسي أن تقولي «بَرَكَة أني لست حاملاً بتوأمين»، وإلا لكان وَحْمِك صار أقوى من ذلك بكثير !
الدراسات الطبية
من المؤكد أنك سمعت ممن حولك عن ضرورة تناول الفيتامينات، وإن كنت قد بدأت بها، فهذه تقول: «أنا دكتوري أعطاني حديد وكالسيوم!»، «أنا سمعت أن زيت كبد الحوت أو لعاب دماغ أبو جلمبو يخلي البيبي ذكي»، أختي تدرس في لندن وأرسلت لي 3-Omega، والكثير من الأحاديث، أكيد الفيتامينات مهمة للحامل، لكن ما هو القدر الذي تبلغ فيه أهميتها؟ وما هي أصلاً الڤيتامينات المهمة؟ هل لها أضرار أو أعراض جانبية؟ متى نبدأ تناولها؟ وغيرها من الأسئلة التي سأناقشها معك، لكن أولاً دعيني أعطيك بعض المُسلمات أو المعلومات التي ستساعدك على إيجاد إجابات عن هذه الأسئلة.
أولاً: أهل زمان لم يكن عندهم تليفونات وجوالات، وليس هذا فقط، بل ما كان عندهم فيتامينات كمان، وبالرغم من ذلك لم يكن عندهم مشكلة، لكن يمكن أهل زمان كانت تغذيتهم أفضل منا، وما كان عندهم همبرجر ودجاج مقلي مليء بالزيت.
ثانياً: الطفل لا يهمه إن تغذت الأم أو شبعت أو نامت، هو بكل الأحوال سيأخذ ما يحتاجه منها، وبالتالي فإن نقص الڤيتامينات والتغذية تؤثر على الأم وليس الجنين.
ثالثاً: كل الفيتامينات التي تحتاجها الحامل، ممكن تحصل عليها من الأكل العادي الذي تتناولينه كل يوم، باستثناء الحديد إلا لو اهتممت بالحصول عليه، واخترت الأغذية الغنية بالحديد.
رابعاً: معظم الفيتامينات المتعددة (Multivitamins) تؤلم البطن.
خامسا: تناول الحديد بكمية كبيرة يمكن أن يتسبب بالإمساك، والإمساك يــؤدي إلــى بواسير، والحمل من غير أن تأخذي الحديد، أساساً سيتسبب بالإمساك والبواسير.
سادساً: حديثي هنا عن الڤيتامينات لا يشمل حمض الفوليك؛ لأن حمض الفوليك تم إثبات فائدته بالدراسات الطبية، وقد تطرقت لذلك في الأسابيع السابقة، وتناولت بالتفصيل جميع الجوانب الخاصة به كأهميته والجرعة المطلوبة، وكذلك مدة تناوله.
سابعاً: هناك بعض الدراسات التي بينت أهمية الـ3-Omega لنمو مخ الجنين وتحسين ذكائه (IQ)، ولكن لاتزال هذه الدراسات ضعيفة وغير مُثبتة بحد يكفي، لكن ننصح جميع الحوامل بتناول الـ3-Omega كما نفعل مع حمض الفوليك، ولكن هل من الممكن أن يتغير ذلك مستقبلاً، ونبدأ بنصح جميع السيدات باستخدام الـ3-Omega أثناء الحمل؟ الله أعلم، ولكننا في انتظار المزيد من الدراسات.
ثامناً: بسبب بعض التغيرات الفيسيولوجية (والتي سأشرحها في الأسابيع القادمة)، يُعتَبَر نزول مستوى الهيموجلوبين (الحديد مجازاً) إلى حَدْ مُعيّن أثناء الحمل، وهو شيء طبيعي ولا يحتاج لعلاج.
تاسعاً (وأخيراً): باختصار في الثلاثة الأشهر الأولى لا تأخذي غير حمض الفوليك؛ لأنك تمرين بفترة «الوحم»، فلا تزيدي الطين بلة، وتأخذي فيتامينات يمكن أن تؤلمك في بطنك مع الغثيان.
مستوى الهيموجلوبين
بانتهاء الثلاثة الأشهر الأولى، وبعد ما تخف أعراض «الوحم »، أوقفي حمض الفوليك، وابدئي بأخذ حبة «فيتامينات متعددة خاصة بالحمل (Prenatal multivitamins مرة واحدة يومياً، وهذه كفيلة بأنها تعوضك عن كل الفيتامينات التي تحتاجينها في الحمل (بما في ذلك الحديد)، وبدون أن تسبب لك الإمساك؛ لأن تركيز الحديد فيها رغم قلته، لكنه كاف، وعندما تصلين للأسبوع الـ28 من الحمل، سأعلمك بتحليل لقياس مستوى الهيموجلوبين، وإذا وجدته فوق الـ10، فهذا يعني أن أمورك تمام، وليس هناك حاجة لأن تستمري على الڤيتامينات التي تأخذينها، أما لو كان مستوى الهيموجلوبين أقل من 10 فستبدئين بأخذ حبة حديد إضافة لحبة الفيتامينات المتعددة يومياً، ولا تقلقي فسيكون أمامك وقت كاف (12 أسبوعاً)؛ حتى تتأكدي من بناء مستوى الهيموجلوبين قبل الولادة.
إذاً مرة أخرى: معظم الحوامل لن يحتجن لأكثر من حبة ڤيتامينات متعددة يومياً طوال فترة الحمل، أما في حالة التوائم، فإننا ننصح بتناول حبة حديد وحبة كالسيوم إضافةً لحبة «الفيتامينات المتعددة»، والسبب طبعاً واضح، وهو أن كمية ما تفقده الحامل بتوأمين أعلى مما تفقده الحامل بطفل واحد، ولكن كما شرحت لك، الهدف من أخذ الفيتامينات هو لتعويض الأم، وليس لتعويض الجنين الذي يأخذ ما يريده من دون استئذان.
يصل طول طفلك الآن إلى حوالي 9 سنتيمترات، أي بحجم حبة الأرز، أما وزنه فيعادل وزن رمش العين تقريباً، قد يبدو ذلك صغيراً جداً، ولكنه الآن 100000 مرة أكبر من حجمه يوم تكوّن.
لذلك تأكدي أنك أخذت كل التطعيمات، لتتأكدي أنك لست حاملة لجرثومة الـ (Toxoplasmosis)، وبالتالي ستكونين عُرضة للإصابة بما نسميه «داء القطط»، والأفضل ألا تغيري تراب القطة بنفسك .
واعلمي أن جرثومة الـToxoplasmosis)) لا تنتقل عن طريق القطط فقط، لذلك فإن اسم «داء القطط» خطأ، فمن مصادر العدوى الأخرى، أكل لحم الأبقار غير المطبوخ جيداً.
نصيحة لكل أب
مهمتك في هذه الفترة قد تكون محددة، فعليك إبعاد الحيوانات من البيت، ومتابعة التطعيمات التي تحتاجها زوجتك، فلا تتأخر في المساعدة.
مراحل تطور الجنين
الثلث الأول (الشهر 1 - الشهر 3)
يبدأ الثلث الأول من الحمل من اليوم الأول وينتهي في الأسبوع ال 13، وعمليا فإنه يبدأ قبل عملية الإخصاب نفسها، أي من موعد حدوث الحيض الأخير ويحفل هذا الثلث بالفحوصات التي يجب أو نوصيك أن تجريها، وذلك لضمان سلامتك وسلامة الجنين وثبات الحمل عامة.
الثلث الثاني (الشهر 4 - الشهر 6)
في هذا الثلث تتأكدين من تشكل كافة أعضاء الجنين ومعرفة جنس الجنين عبر الأولتراساوند كما يشمل هذا فحوصات هامة كالبروتين الثلاثي وماء السلى وفحص شامل للدم وتحمل الجلوكوز الهام في تشخيص سكري الحمل في نهاية هذا الثلث.
الثلث الثالث(الشهر 7 - الشهر 9)
في هذا الثلث يزداد وزنك بواقع نصف كيلوجرام تقريبا في كل أسبوع ويصبح الجنين كائنا بشريا كاملا على استعداد للخروج للحياة حيث يصل الجنين مع نهاية الثلث الأخير إلى وزن يفوق 3 كيلوجرامات، كما أنه ابتداءا من الأسبوع 28 قد تحدث الولادة.